تحذيرات من كارثة معيشية للاجئين السوريين بعد وقف المساعدات

منظر عام لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق - (تصوير: محمد أبو غوش)
منظر عام لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق - (تصوير: محمد أبو غوش)

موفق كمال

عمان - حذرت جمعيات خيرية ولاجئون سوريون من أن قرار وقف مساعدات "برنامج الغذاء العالمي" سيؤدي إلى "كارثة معيشية" للاجئين السوريين خارج المخيمات.
وقالوا إن ذلك سـ"يقلص حجم نشاطات الجمعيات في تقديم المواد الاغاثية للاجئين السوريين، وينقل العبء إليها وللحكومة الأردنية".
وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قررت، اعتبارا من اليوم، إيقاف مساعدات "برنامج الغذاء العالمي" للاجئين السوريين خارج المخيمات، والذي يتم بموجبه منح اللاجئ كوبونا شهريا لشراء مستلزمات غذائية بقيمة 13 دينارا.
وقالت المفوضية، في بيان صحفي أمس، إنها تدرك حجم معاناة اللاجئين السوريين، إلا أنه لا يمكن لأي منهم تقديم طلب استئناف لاستعادة تلك المساعدة التي كانت تُقدم.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في المملكة نحو نصف مليون لاجئ ينتشرون بمعظم محافظات الأردن.
وتعقب الجمعيات الخيرية على هذا القرار بالقول إنه سـ"يقلص حجم نشاطاتها في تقديم المواد الاغاثية للاجئين السوريين، وسينقل العبء إليها وللحكومة الأردنية".
رئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حماد أكد أن المفوضية في بداية برنامج الغذاء العالمي "خفضت" قيمة الكابون الشهري من 23 دينارا إلى 13 دينار، وبعد ذلك "أوقفتها عن مجموعة كبيرة من اللاجئين السوريين"، ثم قررت إيقاف تلك المساعدات بشكل كامل عن المستفيدين منها خارج المخيمات.
وبين أن القرار سـ"يزيد الضغط على الجمعيات طلبا للمساعدة من قبل اللاجئين"، مشيراً إلى أن الإمكانات المالية للجمعيات محدودة، وقائمة على تبرعات أهل الخير، الأمر الذي سيؤدي إلى التوقف عن تقديم المساعدات، ما ينعكس سلباً على الجمعيات واللاجئين أيضاً".
وذكر حماد أن وقف المساعدات عن اللاجئين السوريين سـ"يخلق مشاكل اجتماعية داخل أسر اللاجئين بسبب ظروفهم المعيشية التي يعانون منها، وربما ينعكس ذلك على مسلكية البعض منهم كانتشار ظاهرة التسول"، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى عدم التخلي عن واجبها الإنساني تجاه اللاجئين السوريين.
وأوضح أن عدد اللاجئين المسجلين في الجمعية يصل لـ350 ألف لاجئ، مؤكداً أنه في حال استمر هذا القرار فإن الجمعية سـ"تضطر إلى تخفيض حجم المساعدات عن الكثير من اللاجئين لعدم إمكانية الوفاء بالتزاماتها الاغاثية".
وأيده بذلك رئيس جمعية الغراء عبد الرزاق الطحان، لافتا إلى أن قرار المفوضية سـ"يرتب عليهم عبئا كبيرا".
وأوضح أن جمعيته "توقفت عن توزيع الطرود الغذائية"، مضيفاً إن المساعدات المخصصة للتعليم والصحة والتدريب سيتم تحويلها إلى موضوع الغذاء.
وقال إن القرار سـ"يزيد من العبء على الخدمات الحكومية المقدمة للاجئين".
عائلة سناء، اسم مستعار، مكونة من خمسة أفراد، يعيشون ظروف مالية صعبة في ظل تدهور الاوضاع الصحية لرب الأسرة، فضلاً عن مرض ابنتها التي تعاني من نقص النمو. ويقول رب هذه الأشرة "علمنا بقرار وقف كوبونات برنامج الغذاء العالمي"، مؤكداً أن ذلك
سـ"يؤثر كثيرا على أسرتي التي تعيش على المساعدات من أهل الخير والجمعيات".
ويضيف إن إيجار منزله الذي يقطنه متراكم عليه منذ شهور، مؤكداً أنه وعائلته مهددون بالطرد من المنزل.
وتابع "لا نملك قوت يومنا، فالكوبون الشهري كان إحدى وسائل عيشي وعائلتي".
أما عائلة اللاجئ السوري محمود عبد الخالق فبدأت تحزم أمتعتها للعودة إلى مخيم الزعتري بمحافظة المفرق، موضحاً أنه ليس له ولعائلته سبيل للعيش خارج المخيم في ظل الغلاء المعيشي والنقص المتواصل للمساعدات.
وقال "أنا غير قادر على العمل قانونا بصفتي لاجئا، في الوقت نفسه لدي أسرة مكونة من 7 أفراد، مؤكداً أن مجموع ما يحصل عليه من كوبونات بقيمة 70 دينارا شهريا من المفوضية لاستبدالها بمواد تموينية للمنزل، بالإضافة إلى ما يقدمه أهل الخير.
يذكر أن برنامج الغذاء العالمي يقدم منذ العام 2013 والذي تمول الولايات المتحدة جزءا كبيرا منه كمساعدة الغذائية للاجئين بينما يساهم أيضا بحوالي 1 مليار دولار في اقتصاد كل من الأردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق. وقام البرنامج أيضا بتعزيز الاقتصاد المحلي وتخفيض الضغط على كاهل المجتمعات المضيفة التي قامت وبسخاء بفتح أبوابها أمام اللاجئين من سورية.

اضافة اعلان

[email protected]