البلقاءالسلايدر الرئيسيمحافظات

“تحرك استثماري” للبلدية.. هل يخرج سجن السلط القديم من الإهمال؟ (فيديو)

محمد سمور

يشهد ملف استثمار مبنى سجن السلط القديم، تحركا يخرجه من عتمة بقائه مهجورا بلا أي استغلال، بعد أن قررت البلدية عرضه للمهتمين بالاستثمار، ونظمت لعدد منهم جولة ميدانية بداخله قبل يومين بحضور وسائل إعلام بينها “الغد” التي كانت نشرت تقريرا حول السجن قبل شهر، تحت عنوان “طروحات استثمار مبنى سجن السلط القديم تراوح مكانها منذ 4 سنوات”.


والسجن الذي يعد واحدا من أقدم السجون في الأردن، يقع بمكان مميز على مدخل المدينة، بارتفاع مطل على السوق وشارعي الميدان والخضر وجبل القلعة والمنشية ومدرسة السلط الثانوية، وتبلغ مساحته 4 دونمات و304 أمتار، وكانت البلدية تسلمته من قوات الدرك، في نيسان (أبريل) 2019 للاستفادة منه بما يخدم المجتمع المحلي.


رئيس بلدية السلط المهندس محمد الحياري قال لـ”الغد”، إن البلدية فتحت الباب أمام المستثمرين لتقديم أفكارهم ومشاريعهم بشأن السجن، ليتم عرضها بالتالي على دائرة الاستثمار في البلدية لدراستها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها، مشيرا إلى أن البلدية ستبدي مرونة إلى أقصى حد مع المستثمرين، بالإضافة إلى تقديم العديد من الامتيازات والتسهيلات لهم.


وشدد الحياري على أن واحدا من أهم الأهداف التي تسعى البلدية لتحقيقها من خلال استثمار السجن، هو إيجاد فرص عمل جديدة يستفيد منه أبناء مدينة السلط، والمساهمة في مواجهة ظاهرة البطالة، بالإضافة إلى تعزيز الواقع الاستثماري في المدينة.


وأضاف أن الاستثمار المطروح هو لكامل المبنى وليس لجزء أو أجزاء منه، لافتا في الوقت ذاته إلى أن كلفة أعمال صيانة وتأهيل المبنى وما شابه، يتحملها المستثمر وليس البلدية.


ووفق معلومات مصدرها المؤرخ الدكتور محمد خريسات ونقلتها البلدية لوسائل الإعلام، فإن “السجن تأسس أول مرة في عهد الدولة العثمانية عام 1867 وكان حينها يوجد في كل مدينة قائم مقام، حيث كان موقعه عند تأسيسه في وسط مدينة السلط قرب موقع البلدية الحالي ثم انتقل إلى مغاير أسفل مبنى سرايا السلط القديم وكان يستخدم للتوقيف المؤقت، وكان الأهالي يرسلون الأغطية لمن يوقف في السجن، وعند إقامة الدولة الأردنية استلمت (قوات الدرك) موقع السجن القديم في السرايا ثم انتقل إلى موقعه الحالي”.


وقالت البلدية، “إنه وبعد بناء سجن جديد في منطقة السرو قرب مديرية الترخيص، تحول السجن القديم إلى مركز إصلاح وتأهيل للنساء، إلى أن تسلمته مديرية الدرك في العام 2008 وحولته إلى سرية طوارئ، ثم تسلمته البلدية في العام 2019”.


وخلال فترات سابقة، قفزت إلى السطح العديد من الطروحات الداعية للاستفادة من مبنى السجن أبرزها ما طرحه النائب طلال النسور بتحويل السجن إلى “معرض بانوراما تأسيس الدولة الأردنية الهاشمية وتطورها وإبراز المعالم الأثرية والتراثية في مدينة السلط”، حيث طالب الحكومة بذلك عبر كتاب رسمي وجهه لها في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2021، وقال فيه إنه يهدف إلى “جعل الموقع مقصدا رئيسا للسياح والباحثين والمؤرخين وزوار مدينة السلط، نظرا لكون المدينة احتضنت انطلاقة الدولة الأردنية الهاشمية وتوظيف مناسبة إدراج السلط على قائمة التراث العالمي”.


وكان من بين الطروحات الأخرى المتعلقة بالسجن، أن يتحول مبناه إلى فندق أو “نزل” بحيث يخدم الحركة السياحية في مدينة السلط، ويتيح أماكن إقامة للزوار والسياح، أو أن يكون المبنى مشغلا تدريبيا وتوظيفيا وإنتاجيا لشباب المدينة، أو تحويله إلى معلم ثقافي سياحي ترفيهي، يدرج ضمن المسارات السياحية الرئيسة في مدينة السلط، مع استغلال مساحات من مبنى السجن، بوضع ألعاب مثل (منقلة، شطرنج، رسم، فسيفساء المزييك).

اقرأ المزيد :

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock