تحفيز الذات وتبسيط الأمور يسهل مواجهة التحديات

يجب على الفرد التعامل مع ذاته برأفة ورحمة لأن ذلك يمنحه مزيدا من الثقة بالنفس - (أرشيفية)
يجب على الفرد التعامل مع ذاته برأفة ورحمة لأن ذلك يمنحه مزيدا من الثقة بالنفس - (أرشيفية)

اسراء الردايدة

عمان- الوضع طبيعي أن يمر الفرد يوميا ببعض المشكلات والتحديات، التي تتركه في حالة من الحيرة، ويعجز عن التعامل معها، خصوصا حين تجتمع كل الظروف والأمور الصعبة مع بعضها، حينها يكون الشعور أشبه بحصار داخلي وخارجي.
وعليه فإن مجابهة الصعاب والتغلب عليهما يتطلبان قدرة على التعامل مع التحديات اليومية بشكل مختلف وحلها الأول يتمثل بـ “عدم التوقف عن المحاولة” في مواجهة مصاعب الحياة.
لكن من المهم أن يتنبه الفرد للطريقة، التي يتعامل فيها مع نفسه أولا، كما يتعامل الآخرون معها، أي بمعنى هل تعامل ذاتك كما يجب، هل تمنحها هذه الشفقة والاهتمام واللطف، فهي كلها أمور حيوية من أجل الاستمتاع بحياة مرفهة والرضا عنها، وهي نفس الأمور التي تسهل عملية مواجهة المصاعب الحياتية.
وبحسب موقع أوبرا، فإن التعامل مع الذات برأفة ورحمة أكثر، أهم من احترام الذات، حيث أن احترام الذات يعتمد على مشاعر التفوق أو الإنجاز، بينما الرحمة والرأفة بالذات تنبع من الحكم الذاتي للفرد على نفسه. فحين تقارن نفسك بالآخرين وتتفوق عليهم، فإن تقديرك لذاتك يرتفع، ولكن حين تفشل تشعر بأنك بنفس المستوى وبدون المستوى حتى.
إلا أن التعاطف مع الذات والرأفة بها من جهة أخرى، لا يعتمد على الشعور الخاص، وإنما يعتمد على القدرة في التعامل مع الذات على أساس أنها كائن بشري تستحق الحب والتقدير والرعاية، وبكلمات أخرى كل ما تتطلبه هو ممارسة الرأفة والرحمة معها كما تتصرف مع صديق مقرب منك.
وعند هذه النقطة يمكنك تمييز صوت القسوة والنقد الخشن الداخلي أو حتى ذلك الصوت الذي يخبرك بكسلك وحتى يعبر عن مدى الإنزعاج من ذاتك ووزنك الزائد والحاجة لضبط أمورك وأي أمر تسمعه داخلك.
وهذا لا يعني أنه بالضرورة أمر جيد، ومن الخطأ التفكير أن صوتا يدفعك لتحسين أمورك، حيث أنه تم تلقيننا منذ الصغر وتعلمنا، أنه لا بد من القسوة على أنفسنا من أجل الاستمرار ولو كانت الحقيقة عكس ذلك.
فنحن حين نقوم بمهاجمة أنفسنا، فإننا بالحقيقة نصعب حقيقة تحقيق وإنجاز أي أمر، وهذا مرتبط بأن النقد الذاتي للنفس يطلق هرمون التوتر الكورتيزول، مما يدخلنا في حالة من القلق وهو أشبه بتهديد للجسد وردة الفعل المشتركة للضغط المستمر التي تفرض نفسها هي الاكتئاب مما يقتل أي دافع ايجابي.
لكن الخطوات التالية من شأنها تسهيل طريقة التعامل مع أي تحد وظرف صعب قد نواجهه يوميا:
- الاحتفاظ بالهدوء والأعصاب “الباردة”؛ ففي حالة مواجهة المشاكل الخطيرة في الحياة، يجب أن يذكر المرء نفسه أن يبقى هادئا ويتنفس بعمق والاسترخاء قبل الإقدام على أي خطوة، والتأني بشأن اتخاذ أي قرار، والتفكير مليا قبل الإقدام على أي عمل ما.
- تحفيز النفس وترديد “نعم أستطيع”، فالتحدي يبرز نقاط القوة في الفرد في المواقف الصعبة، لذا على الشخص أن يتمهل عند التعامل مع المشاكل والتفكير مليا قبل مواجهتها، وتطوير القدرة على تشجيع النفس دوما، فالقدرة على مواجهة المشاكل والصعاب تبدأ بالتحفيز العقلي.
- جعل الخوف والقلق دافعين بطريقة إيجابية، فغالبية الناس تتجنب أي تحد؛ لأنهم يخافون من الفشل، كما أن الهرب من التحديات هو الفشل بحد ذاته. فالجميع معرض للفشل في كل الأوقات، ولا يهم كم مرة يفشل المرء فيها، فالمهم كم مرة ينهض ويعاود الوقوف على قدميه، مع ضرورة عدم الاستسلام حتى لو حاول مرة واثنتين وثلاثا.
- تبسيط المشاكل والتحديات التي يتعرض لها المرء من خلال تقسيمها إلى خطوات والعمل على كل واحدة على حدة. وفي كل خطوة يجب العمل على التغلب على المشكلة الرئيسية وتجزأتها بخطوات صغيرة؛ لأن ذلك يسهل التعامل معها ويخفف من الضغط النفسي حيث يمكن تطوير الحلول بيسر أكثر وحلها أيضا بسهولة أكبر.
- الحفاظ على الإيجابية بالتفكير والثقة بالنفس، فتخطي المشاكل والمصاعب يتطلب التحلي بالإيمان بالنفس والمقدرة على تجاوز أي تحد ممكن، وبذل كل ما يقدر عليه المرء من جهد لحله.
فالتحديات ليست صعبة دائما، وتعتمد على نوع التحدي ووقته الزمني إلى جانب المقدرة العقلية الخاصة في الحفاظ على الاستقرار، والهدوء هو الجزء الأصعب في أي تحد يواجهه الشخص. ومواجهة أي تحد يتطلب القدرة على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار العقلي بهدوئه والتفكير بوضوح ومواجهة وتخطي أي عقبة.
- التفكير بالاحتمالات الإيجابية لا السلبية والسيئة، فما الذي يمكن أن يحدث حقا في حال لم يتجاوز الشخص هذا التحدي؟ ما الذي يمكن أن يفقده حقا، هل هو شيء قيم ويستحق العناء؟ هل يخاف من الفشل أم من سخرية الآخرين؟
حيث إن أكثر الناس نجاحا تعرضوا لهذه الأمور وقيموها، وبطريقة التفكير هذه تمكنوا من تجاوز المحن الصعبة وتطبيقها على تحدياتهم المقبلة التي منحتهم فرصة وفكرة مسبقة عما يواجهونه.
لذا يجب على المرء ألا يدع شيئا يوقفه عن أي شيء يريد ولو استعصى عليه، بل التفكير باحتمالات تمكنه من تجاوز المشكلة؛ لأن هذه الخطوة تلعب دورا مهما في مواجهة المشاكل والتحديات والتغلب عليها عند المواجهة بدلا من الهرب.

اضافة اعلان

[email protected]