ترامب رئيسا لوزراء كيان الاحتلال

في خضم المعركة الدائرة في مجلس النواب الأميركي بين النواب الديمقراطيين والجمهوريين على خلفية الإجراءات التي اقرها المجلس ذو الأغلبية الديمقراطية لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن الأخير من خلال مقطع ساخر، نيته تولي رئاسة الوزراء في كيان الاحتلال الإسرائيلي إذا تم عزله من منصبه كما يسعى لذلك الديمقراطيون.اضافة اعلان
وقال "في الواقع إذا حدث شيء هنا، فسأتوجه إلى إسرائيل وسأتولى منصب رئيس الوزراء على وجه السرعة" . نعم قالها ساخرا، ولكن له أشر في قوله الساخر هذا على حقيقة جلية وواضحة وضوح الشمس ويعرفها الجميع، وخصوصا مسؤولي كيان الاحتلال، ومفادها، أن ترامب قدم الكثير لخدمة الاحتلال وسياساته العدوانية ضد الشعب العربي الفلسطيني ولتصفية هذه القضية المركزية للأمة العربية.
طبعا، لن يذهب ترامب للكيان الغاصب ليصبح رئيسا لوزارئه، فهذا القول الساخر لإغاظة النواب الديمقراطيين، ولكنه فعليا يقدم لهذا الكيان الكثير، وأكثر بكثير مما قدمه رؤساء وزراء تولوا المنصب منذ العام 1948 وحتى الآن، وأكثر حتى من نتنياهو الذي بنظر الكثير من "الإسرائيليين" اليمينيين والمتطرفين، "ملك إسرائيل"، لسياساته العدوانية، ولتطرفه الذي لامثيل له، ولجرائمه بحق الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
ترامب يقف تماما مع الاحتلال ويؤيد عدوانه الشرس والبشع خلال هذه الأيام على غزة والذي أودى بحياة 26 فلسطينيا منهم الأطفال والنساء حتى الآن، والذي بدأ بغارة لطيران الاحتلال أدت لاستشهاد القائد العسكري لسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، وقصف "إسرائيلي" في الوقت ذاته لمنزل في دمشق استهدف منزل قائد عسكري آخر في الجهاد الإسلامي هو أكرم العجوري الذي نجا إلا أنه فقد نجله.
ترامب يقدم غطاء حقيقيا لجرائم نتنياهو والاحتلال، فلا يتوانى عن دعم هذا الاحتلال وعدوانه، في السر والعلن، ما يجعل ردود الفعل العربية والعالمية لا تزيد عن الادانة والاستنكار، فيما شلال الدم يتدفق، والعدوان يتواصل.
ترامب، ومنذ مجيئه، ينفذ سياسات لتصفية القضية الفلسطينية، ومنها نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، والاعتراف بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، وتأييد الانتهاكات الصهيونية المتواصلة والعنيفة للحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى، تمهيدا للتقسيم الزماني والمكاني لـ"الأقصى"، ووقف التمويل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بهدف الغائها، ووقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وعدم الاعتراف بحل الدولتين المعترف به دوليا، والتجهيز لصفقة القرن التي هدفها التصفية النهائية للقضية الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الشرعية بوطنهم وبحق العودة وبالدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
لذلك، مع ترامب الحق بالقول، أنه سيذهب للكيان ليصبح رئيسا لوزرائه، فهو خادم حقيقي لهذا الكيان، وقدم له أكثر من أي رئيس أميركي آخر.. ومع ذلك، ستفشل كل المؤامرات الأميركية والصهيونية، فالذي يشاهد صمود الشعب الفلسطيني في غزة، ورد المقاومة على العدوان، سيكون على يقين أن الاحتلال سيفشل والمؤامرة الأميركية لن تمر، وسيبقى هذا الشعب بدعم شعبي عربي، غصة في حلق الاحتلال حتى زواله نهائيا.