ترامب: واشنطن لا تريد أن "تكون شرطي الشرق الأوسط"

واشنطن - أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أن الولايات المتحدة "لا تريد أن تكون شرطي الشرق الأوسط" في معرض دفاعه عن قراره سحب القوات الأميركية المنتشرة في سورية. وقال ترامب في تغريدة "هل تريد الولايات المتحدة أن تكون شرطي الشرق الأوسط؟ وألا تحصل على شيء غير خسارة أرواح غالية وإنفاق آلاف ترليونات الدولارات لحماية أشخاص، لا يثمنون في مطلق الأحوال تقريبا ما نقوم به؟ هل نريد أن نبقى هناك إلى الأبد؟ حان الوقت أخيرا لكي يقاتل الآخرون". وأضاف ترامب "روسيا وإيران وسورية والعديد غيرهم ليسوا مسرورين بخروج الولايات المتحدة رغم ما تقوله الأخبار الكاذبة، لأن عليهم الآن قتال تنظيم "داعش" وغيره ممن يكرهونهم، بدوننا". وقال "أنا أبني أقوى جيش في العالم على الإطلاق. إذا قام تنظيم "داعش" بضربنا فيكون حكم على نفسه بالهلاك". وواجه إعلان ترامب المفاجئ أول من أمس بأنه تمت هزيمة تنظيم "داعش" في المنطقة، وقراره بسحب القوات الأميركية معارضة شديدة. وقال ترامب في تغريدات سابقة "الانسحاب من سورية ليس مفاجأة. أنا أقوم بحملة من أجل هذا الأمر منذ سنوات. وقبل ستة أشهر، عندما أردت أن أفعل ذلك علنا، وافقت على البقاء لمدة أطول". واضاف "روسيا وإيران وسورية وغيرهم هم الأعداء المحليون لتنظيم "داعش". وكنا نقوم بالعمل نيابة عنهم. حان الوقت لنعود إلى الوطن ونعيد البناء". من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قرار الرئيس الأميركي سحب قواته من سورية هو قرار "صائب"، خلال لقائه السنوي بالإعلام امس. وقال بوتين إن "قرار الولايات المتحدة سحب قواتها صائب"، مضيفا أن موسكو لم تر بعد ما يشير إلى بدء هذا الانسحاب. وتابع بوتين "بالنسبة للانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية بشكل عام أنا أتفق مع الرئيس الأميركي"، مضيفا "لقد سددنا ضربات قوية لتنظيم (داعش) في سورية". إلا أنه شكك في تصرفات واشنطن، وقال "لم نر اي مؤشرات على سحب القوات الأميركية بعد، ولكنني أقر بأن ذلك ممكن". فيما، اعتبرت الحكومة البريطانية أن تنظيم "داعش" لم يُهزم بعد في سورية خلافا لما قاله الرئيس ترامب. وقال الناطق باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن "التحالف الدولي ضد داعش أحرز تقدما كبيرا لكن لا يزال هناك كثير من العمل ويجب ألا نغفل عن التهديد الذي يشكله. حتى بدون (السيطرة على) أرض، ما يزال داعش يشكل تهديدا". واعتبرت برلين ان القرار الأميركي بالانسحاب الاحادي الجانب من سورية يمكن أن يضر بالمعركة ضد تنظيم "داعش" وأن "يهدد النجاح الذي سُجّل حتى الآن" ضد التنظيم المتطرف. بالسياق، اتفق الرئيسان الإيراني حسن روحاني والتركي رجب اردوغان خلال لقاء أمس في أنقرة على تعزيز التعاون بين بلديهما حول سورية لكن بدون التعليق على قرار واشنطن البدء بسحب قواتها المنتشرة في هذا البلد. واللقاء بين الرئيسين اللذين يعتبر بلداهما لاعبين أساسيين في هذا النزاع، عقد في مقر الرئاسة التركية في أنقرة وكان مقررا قبل الاعلان الأميركي الانسحاب من سورية. ويترك الانسحاب الأميركي الساحة السورية بين السلطات الحكومية المدعومة من إيران وروسيا من جهة وقوات متطرفة ومعارضة تدعمها تركيا من جهة أخرى. وترعى روسيا وإيران وتركيا مباحثات استانا الرامية الى التوصل الى تسوية سياسية للنزاع في سورية والتي حجبت المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف. وينتشر في شمال سورية حاليا نحو ألفي عسكري أميركي غالبيتهم من القوات الخاصة لمحاربة المتطرفين وتدريب قوات محلية في المناطق المحررة. وتأتي مباحثات روحاني واردوغان على خلفية تهديدات تركية بتنفيذ هجوم جديد في شمال سورية ضد مسلحين اكراد سوريين متحالفين مع واشنطن في مكافحة المتطرفين، لكن انقرة تصفهم بالإرهابيين. وقال أردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام اللقاء "هناك كثير من التدابير التي يمكن لتركيا وإيران اتخاذها معا لإنهاء المعارك في المنطقة وإرساء السلام". من جهته، قال روحاني إن "وحدة أراضي سورية يجب أن تحترم من كل الأطراف. إننا متفقان حول هذا الموضوع" مضيفا أن التعاون مستمر مع أنقرة في إطار عملية آستانة.-(ا ف ب)اضافة اعلان