ترامب وتصفية القضية الفلسطينية

لا توجد قضية في العالم تستحوذ على اهتمام الإدارة الأميركية كما هي القضية الفلسطينية. وطبعا، هذا الاهتمام لا يعني نصرة المظلوم والواقع تحت الاحتلال والذي يتم الاعتداء عليه وعلى أرضه ومقدساته وهيئاته ومؤسساته يوميا، وإنما يعني للأسف نصرة المحتل والقاتل والمجرم والمعتدي الدائم على الشعب العربي الفلسطيني بكل عناوينه وأشكال وجوده.اضافة اعلان
في غضون الفترة التي جلسها دونالد ترامب وهي تقارب الـ18 شهرا، اتخذت الإدارة الأميركية سلسلة من القرارات والخطوات التي تسعى من خلالها لتصفية القضية الفلسطينية والتي لم تتخذها قبلها أي إدارة أميركية سابقة، مع أن الإدارات الأميركية كافة انتصرت دائما للاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها لم تتخذ خطوات منحازة إلى هذه الدرجة للاحتلال البغيض.
بدأت الإدارة الأميركية، بنصرة سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، وأيدت كل الإجراءات الاستيطانية التي قام بها الاحتلال بالضفة والقدس، ولم تتوان عن تقديم الدعم والنصرة في المحافل الدولية كافة لكل الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
ولم تتوقف عند هذا الحد، بل اعترفت بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقلت سفارتها إلى المدينة المقدسة المحتلة، في خطوة كانت تعتقد أن دولا أخرى ستتبعها، ولكنها باءت بالفشل، حتى البارغواي تراجعت بعد 3 أشهر من نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، ما أغضب الاحتلال، وأصيب بالجنون؛ حيث قام رئيس حكومة الاحتلال بينيامين نتنياهو بإغلاق سفارة الكيان في البارغواي.
ومع ذلك، تتالت الخطوات العدائية الأميركية، فجمدت جزءا من مساعداتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وبعدها قامت بإلغاء الدعم المالي كليا للوكالة الأممية، لتصفية قضية اللاجئين وإلغاء حق العودة.
وبعدها، قامت أيضا بوقف مساعداتها المالية عن المستشفيات الفلسطينية بالقدس المحتلة، مؤكدة أنها تضغط على الشعب الفلسطيني بهدف تصفية قضيته.
كما واصلت خطواتها؛ حيث قررت أمس إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.. والهدف والغاية واضحان.
واشنطن، بهذه الخطوات، تؤكد أنها عدوة للشعب الفلسطيني وقضيته، وأنها ستواصل عدوانها ومؤامراتها على هذه القضية حتى تصفيتها.. ولكن ماذا ستفعل القيادة الفلسطينية التي تتحدث كل يوم عن انحياز واشنطن لإسرائيل؟ هل هي عاجزة تماما عن مواجهة هذه المخططات؟ أعتقد أن الكرة في ملعبها.. فالشعب الفلسطيني أثبت عبر التاريخ أنه متمسك بوطنه وقضيته، وأنه لن يتنازل عنهما.. ما يجب أن يكون دافعا للقيادة الفلسطينية لمواجهة هذه المخططات وإفشالها.. وهي تستطيع أن تتخذ خطوات جادة على هذا الطريق.. فهل تفعلها، بعد كل هذه الضغوط والخطوات الأميركية التصفوية والعدوانية والمجرمة.