ترامب يتهم إيران بالمسؤولية عن هجوم خليج عُمان

نيقوسيا - اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف الهجومين على ناقلتي نفط في بحر عمان الخميس، بعد أن نشرت مقاطع فيديو مشوشة قالت إنها تؤكد تورط عناصر الحرس الثوري في إحدى العمليتين.اضافة اعلان
ويظهر الفيديو على الموقع الإلكتروني للقيادة الوسطى في الجيش الأميركي طاقم زورق دورية إيرانية يزيل شيئا من سفينة تتطابق علاماتها مع صور الارشيف والفيديو الخاصة بناقلة النفط المملوكة لشركة "كوكوكا كوراجوس" اليابانية للملاحة.
وكانت الناقلة تنقل مادة الميثانول من الإمارات حين تعرضت لاعتداء صباح الخميس، وكذلك ناقلة "فرونت ألتير" المملوكة لمجموعة "فرونتلاين" النرويجية بعد عبورهما مضيق هرمز.
وفي الصورة التي وزعتها القيادة الوسطى الأميركية، يظهر قارب سريع يحمل بين 8 و10 افراد يرتدون سترات نجاة على الأرجح مستقرين في المياه الهادئة قرب الناقلة التي تبدو كأنها "كوكوكا كوراجوس".
وفي اللقطات الأولى للفيديو يبدو شخص على مقدمة القارب السريع وهو يزيل شيئا فاتح اللون أكبر حجما من طبق عشاء كبير من جسم الناقلة.
وكتبت القيادة المركزية في تعليقها على الفيديو أنّ "قارب دورية للحرس الثوري الإيراني اقترب من كوكوكا كوراجوس وشوهد وتم تسجيله وهو يزيل لغما لاصقا غير منفجر".
وأظهرت لقطة اخرى، من بعيد إلى حد ما، القارب السريع البالغ طوله 10-15 مترا يعود أدراجه مبتعدا عن الناقلة الضخمة.
وتتطابق العلامات والأسوار والأنابيب الموجودة على الناقلة بشكل كبير مع أرشيف وكالة فرانس برس لناقلة كوكوكا كوراجوس.
ويمكن رؤية بقعة سوداء في جسم الناقلة تماما فوق خط المياه، وذلك مع ابتعاد الكاميرا التي ظلت تتابع زورق الدورية اثناء ابتعاده عن السفينة. وأعلنت البحرية الأميركية أن 21 شخصا من اعضاء الطاقم غادروا السفينة "بعد اكتشاف لغم لاصق آخر غير منفجر في جسم السفينة بعد الانفجار الأول". وأكدت انتشالهم بواسطة قاطرة سفن هولندية نقلتهم إلى سفينة "يو إس إس بينبريدج".
بدوره، حذّر علي أنصاري وهو محلل إيراني في جامعة سانت اندروز في اسكتلندا وباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة من القفز إلى الاستنتاجات. وقال إنّ "الوضع محموم والعواقب ستكون مهمة. لذا، لا يجب أن نهرع إلى اصدار احكام" أما جان بيير مولناي من معهد العلاقات الدولية ومقره باريس فقد وصف الفيديو بانه "عديم الفائدة". وأوضح ان الأشخاص على متن زورق الدورية بدوا وهم يزيلون شيئا من جسم السفينة "لكننا لا نعرف ما هو ومن المستحيل أن نؤكد".
وأكدت إيران أمس، أن الاتهامات الأميركية التي تحمل الجمهورية الإسلامية "مسؤولية" الهجومين في بحر عمان "لا أساس لها".
وكتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر أن "انتهاز الولايات المتحدة فورا الفرصة لتوجه مزاعم ضد إيران (بدون) دليل مادي أو ظرفي يكشف بوضوح أنهم (واشنطن وحلفاءها) انتقلوا إلى الخطة باء: التخريب الدبلوماسي (…) وتمويه الارهاب الاقتصادي ضد إيران". لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شدد على أنّ "إيران فعلت ذلك".
وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز "إيران قامت بهذا الأمر" مضيفا "نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات ايران". وأفادت القيادة الوسطى الأميركية أن الفيديو تم التقاطه في الساعة 4:10 بعد الظهر بالتوقيت المحلي في الخليج.
بدوره، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أمس، أن إيران مسؤولة بشكل "شبه مؤكد" عن الهجمات على ناقلتي نفط الخميس في بحر عمان، رغم نفي طهران.
وقال هانت في بيان "إن تقييمنا الخاص قادنا إلى الاستنتاج بأن مسؤولية هذه الهجمات تقع بصورة شبه مؤكدة على إيران. وهذه الهجمات الأخيرة استمرار لنمط سلوك إيراني يقضي بزعزعة الاستقرار وتشكل خطرا كبيرا على المنطقة".
واتهم بيان الخارجية البريطانية الحرس الثوري الإيراني، بالوقوف خلف الهجوم.
وتابع البيان "ليست هناك دولة أو اي طرف آخر يمكن أن يكون مسؤولا عن ذلك في شكل مقنع".
ودعا هانت إيران إلى "وقف جميع أشكال الأنشطة التي تزعزع الاستقرار"، مشيرا إلى أن بريطانيا تعمل مع دول أخرى لمحاولة إيجاد حل دبلوماسي للمواجهة المتصاعدة بين طهران وواشنطن.
من جانبه، دفع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، نحو إجراء تحقيق لتحديد المسؤولين عن سلسلة هجمات استهدفت ناقلات نقط في الخليج ما أثار مخاوف من اندلاع حرب في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وبعد أن اتهمت واشنطن طهران بالوقوف خلف الهجمات اقترح غوتيريس إجراء تحقيق عبر هيئة مستقلة.
وأبلغ الصحفيين "من المهم للغاية أن نعرف الحقيقة. من المهم للغاية تحديد المسؤوليات".
وتابع "بوضوح يمكن فعل ذلك فقط إذا كانت هناك هيئة مستقلة تتحقق مما حدث".
لكن غوتيريس قال إنّه ليس بوسعه إطلاق هكذا تحقيق، مشيرا إلى أنّ ذلك من اختصاص مجلس الأمن. بدروها، ناقشت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روزماري دي كارلو أزمة الخليج مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هامش مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة بشكيك في قرغيزستان، بحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة.
وتحدث غوتيريس للصحفيين بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط الذي حضّ إيران على "الحذر وتغيير مسارها لانها تدفع الجميع نحو مواجهة لن تترك أحدا بسلام".
من جهة ثانية، دعت روسيا الى "ضبط النفس" و"عدم استخلاص نتائج متسرعة" بعد الهجمات على ناقلتي نفط في بحر عمان والتي اتهمت واشنطن ايران بالوقوف وراءها.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ندين بشدة هذه الهجمات، بغض النظر عن المسؤول عنها. لكن من الضروري الامتناع عن استخلاص نتائج متسرعة".
وتابعت "من غير المقبول اتهام أي جهة بأنها على علاقة بهذا الحادث حتى يتم الانتهاء من تحقيق دولي شامل وحيادي"، مشيرة الى "القلق" حيال التوتر في بحر عمان.
وأضافت "نشهد تصعيدا مصطنعا للتوتر، وذلك مرده إلى حد كبير سياسات الولايات متحدة التي ترتاب بايران"، ودعت جميع الأطراف إلى "ضبط النفس".
وتخوض إيران والولايات المتحدة حربا كلامية بعد هجمات على ناقلتي نفط في منطقة الخليج، حيث تسود خشية من أن يؤدي التوتر الشديد بين الدولتين المعاديتين الى اندلاع حرب.
وبدوره، دعا رئيس الوزراء العراقي عادل
عبد المهدي خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الى "التهدئة" فيما يتعلق بالأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، بهدف "حماية مصالح بلدان المنطقة"، حسبما نقل بيان رسمي أمس الجمعة.
وجاء في البيان إن "رئيس الوزراء أبدى موقف العراق من الأزمة الراهنة وسعيه لتحقيق التهدئة وحماية مصالح شعوب وبلدان المنطقة".
من جانبه، "أثنى وزير الخارجية الأميركي على موقف العراق ودوره المتنامي وعلاقاته المتنوعة في محيطه العربي والإقليمي وسعيه للحفاظ على الأمن والاستقرار وتجنب التصعيد"، وفقا للبيان. وأشار عبد المهدي، في ذات البيان، الى اللقاءات والمشاورات التي شهدتها بغداد مؤخرا، حول هذا الملف. ويسعى العراق لبذل جهود على الصعيد الدبلوماسي بهدف الحد من التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران.
وأستقبل عبد المهدي وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، خلال زيارته الاربعاء الماضي الى بغداد حيث بحث الدور المشترك للعراق وعُمان بحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. تخشى بغداد من أن يصبح العراق مسرحا لأي تطور في التوترات بين واشنطن وطهران.-(أ ف ب)