ترامب يقوض فرص السلام الحقيقية في المنطقة ويثير سخطا عربيا ودوليا

عواصم - اتهمت جهات دولية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باثارة غضب العالم العربي والمجتمع الدولي باعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، ردود أفعال دولية منددة.اضافة اعلان
وقال ترامب في تغريدته: "بعد مرور 52 عاما، حان الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالنسبة إلى إسرائيل والاستقرار الإقليمي".
وأضاف ترامب ان "الوقت قد حان" من أجل اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. وتأتي تغريدة ترامب استكمالا لمؤشرات عديدة في الآونة الأخيرة، تظهر انقلابا في موقف واشنطن من هذه المرتفعات التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وكانت الخارجية الأميركية أسقطت في تقرير صدر منذ أقل من شهر صفة "الاحتلال" عن مرتفعات الجولان.
ويشكل قرار الرئيس الأميركي حلقة جديدة في الخروج عن السياسة الخارجية التقليدية للولايات المتحدة الأميركية خاصة بعد إعلانه القدس عاصمة موحدة لإسرائيل في اطار ما يعرف بصفقة القرن.
دمشق: الجولان عربي وسيبقى
وكانت الحكومة السورية وفي أول رد فعل لها قد نددت بتصريحات ترامب وأكدت أن الشعب السوري "أكثر عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة".
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء العربية السورية سانا قال مصدر في وزارة الخارجية إن تصريحات الرئيس الأميركي "تؤكد مجددا انحياز الولايات المتحدة الأعمى" لإسرائيل لكنها "لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا".
تنديد عربي واسع
كما نددت الجامعة العربية بإعلان ترامب أنّ على الولايات المتّحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلّة، معتبرها أنها "خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي" ومؤكدة أن "الجولان أرض سورية محتلة".
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن "التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأميركية والتي تمهد لاعتراف رسمي أميركي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي".
وتابع في تصريحات صحفية "كما انه اعتراف -إن حصل- لا ينشئ حقوقاً أو يرتب التزامات ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع" مؤكدا ان "الجولان هو أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي".
وتابع أن "قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 صدر بالاجماع وأكد بصورة لا لبس فيها عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قانون ضم الجولان الذي أصدرته في نفس ذاك العام".
وأكد ابو الغيط أن "الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة .. ولدينا موقف واضح مبني علي قرارات في هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر اطلاقا بالموقف من الازمة في سورية" داعيا الولايات المتحدة الى مراجعة موقفها.
وقال "أدعو الولايات المتحدة إلى العودة عن هذا النهج الذي يدمر ما تبقي من رصيد ضئيل لوساطة أميركية قد تنهي النزاع سياسياً.. أدعوهم الي مراجعة هذا الموقف الخاطئ، والتفكير بعمق في تبعاته القريبة والبعيد".
كما أكدت مصر موقفها الثابت باعتبار الجولان السوري أرضا محتلة وفق قرارات الشرعية الدولية وذلك غداة تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول ضرورة الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة المصرية "تؤكد جمهورية مصر العربية على موقفها الثابت باعتبار الجولان السوري أرضا عربية محتلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية".
وأضافت انه في مقدمة تلك القرارات "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيّـة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغيّاً وليست له أيّة شرعيّة دولية".
كما أكدت مصر على "ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء علي الأرض بالقوة".
تقسيم العالم العربي
وأكد عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أوليغ مورو-زوف أن روسيا لن تعترف أبدا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وقال مورو-زوف إن الرئيس الأميركي يعمل على إثارة غضب المجتمع الدولي والعالم العربي مؤكدا أن ترامب لديه ثلاثة أهداف وراء هذا الإعلان هي "تعزيز الارتباط بإسرائيل وتقسيم العالم العربي وضرب سورية والشراكة الروسية معها في هذا الشأن".
وأعلنت الخارجية الفرنسية أمس أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان وفق ما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس، "سيكون مخالفاً للقانون الدولي".
وذكّرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صادر عن المتحدث باسمها، بأن "الجولان أرض محتلة من قبل إسرائيل منذ 1967. فرنسا لا تعترف بالضم الإسرائيلي عام 1981".
وأضاف البيان "تم الاقرار بأن هذا الوضع باطل ولاغ في عدة قرارات لمجلس الأمن، بالأخص القرار 497 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وختم البيان بأن "الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، الأرض المحتلة، سيكون مخالفا للقانون الدولي، بالأخص واجب الدول بعدم الاعتراف بوضع غير قانوني".
بدوره قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "أمس اعترف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، واليوم يقول: من أجل أمن المنطقة يجب أن تكون هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سيادة إسرائيل، ما الذي سيأتي به الغد؟ عدم استقرار وشلال دم في منطقتنا".
وفي نيويورك، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة التي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.
وعبرت دول مجلس التعاون الخليجي أمس عن أسفها لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1967.
مجلس التعاون: ترامب يقوض فرص السلام
وقال عبد اللطيف الزياني الأمين العام للمجلس في بيان "إن تصريحات ترامب لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من حزيران ( يونيو )1967".
وأضاف "تصريحات الرئيس الأميركي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط".
بدوره أكد الاتحاد الأوروبي أنه لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان حيث قالت متحدثة باسم الاتحاد ان "موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير الاتحاد الأوروبي لا يعترف، كما يتماشى مع القانون الدولي، بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ حزيران (يونيو)1967 بما فيها هضبة الجولان ولا يعتبرها جزءا من السيادة الإسرائيلية".
وفي طهران قال التلفزيون الرسمي نقلا عن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن تصريح ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة غير مقبول.
وقال المتحدث بهرام قاسمي "هذا الاعتراف غير المشروع وغير المقبول لا يغير حقيقة أنها تنتمي لسورية".
وتأتي تغريدة ترامب قبل أسبوع من قمة مرتقبة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في واشنطن، وفي ظل جولة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمنطقة الشرق الاوسط.
ويعتبر مراقبون ان تصريحات ترامب بخصوص الجولان تأتي لدعم نتنياهو في الانتخابات المقبلة خاصة وانه يتعرض لحملة من منافسيه بسبب تهم رشوة وفساد.
التصدي للنفوذ الإيراني
وتسعى الولايات المتحدة للتصدي لنفوذ إيران في المنطقة خاصة مع قيام طهران بتمويل وتسليح ميليشياتها في تحدي للقرارات الدولية.
وأعلن نتنياهو وبومبيو في القدس وحدة واشنطن وتل أبيب في مواجهة "التحركات العدوانية" الإيرانية في الشرق الأوسط.
وقال نتنياهو في بيان مشترك، إن الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على إيران تؤتي ثمارها، مضيفا "يجب أن يكون هناك المزيد منها كما ينبغي أن نوسعها. الولايات المتحدة وإسرائيل تتعاونان في إطار من التنسيق الوثيق لدحر العدوان الإيراني في المنطقة والعالم".
وكان نتنياهو أعلن سابقا أن "الوقت قد حان لكي يعترف المجتمع الدولي بوجود إسرائيل في الجولان وحقيقة أن الجولان سيبقى جزءا من دولة إسرائيل".
وقد أدت مواقف ترامب الى إبعاد الكثير من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، غير أنه يحظى في المقابل بتأييد ثابت وقوي في إسرائيل.
ويرتقب أن يكشف ترامب خطته للسلام المنتظرة منذ فترة طويلة في الاشهر المقبلة وبموجب مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002، عرضت البلدان العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق على إقامة دولة فلسطينية وانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.-( وكالات)