ترجمة ديوان الخميني "طير السماء ونمل الأرض" للعربية

    عمان-الغد- في مبادرة تهدف لتمكين القارئ والمثقف العربي من الاطلاع على العديد من ثقافات العالم وإبداعاته عن طريق ترجمة مئات الأعمال الأدبية والفكرية متنوعة اللغات والمذاهب، قام المجلس الأعلى للثقافة في مصر بترجمة ديوان الإمام الخميني الذي يحمل عنوان "طير السماء ونمل الأرض" حيث يركز معظمها على التأمل في الحياة والكون ومحبة الخالق فيما يدور القليل منها حول السياسة ومواجهة الاستبداد وانتصار الثورة الإسلامية وقيمها الاجتماعية والأخلاقية.

اضافة اعلان

    ويقسم المترجم محمد علاء الدين محمود ديوان الإمام الخميني الى عدة أقسام هي الغزل والرباعي والقصيدة والمسمط والبند والمقطوعات المتفرقة، وإذا كان القسم الأول، كما يبدو من التسمية، يدور على الموضوع والمحتوى المتعلقين بالحب الإلهي فإن الأقسام التالية تقع تحت باب الشكل الشعري المتعلق بالأوزان والشطور وعدد الأبيات وسائر ضروب الشعر الفارسي الكلاسيكي، وقد آثر المترجم أن يرتب القصائد والأبيات والشطور وفق الترتيب الفارسي الأصلي لها في محاولة منه لالتزام الأمانة في الشكل من جهة وللإشارة الى الطبيعة المحافظة لشاعرية الإمام من جهة أخرى.

    وتبدو عناوين قصائد الديوان منبثقة من القاموس الصوفي العرفاني الذي تتكرر فيه مفردات العشق والهيام والغناء والنشوة والمشاهدة والمقامات والأحوال وما يشابهها من مكابدات المتصوفة ومناخاتهم، والعناوين بدورها تصب في الإطار ذاته حيث نقرأ في القسم الأول من الديوان عناوين متماثلة تقريبا مثل: نور العشق، والعاشق المحترق وسكر الفناء وكعبة العشق وشرح التجلي ومحفل المحترقة قلوبهم والمخدر وغيرها من الرموز التي تعتمد الإشارة والتأويل وجدل الباطن والظاهر، ولو أن هذه النصوص وضعت بين يدي قارئ عادي لا صلة وثيقة له بالشعر العرفاني ولغة الصوفيين لهاله أن يجد الإمام متلبساً بالحديث عن الخمرة والسكر واللذة والوصال والطرب وغيرها من مرادفات الغزل والشراب.

   يذكر ان هناك مواقف وأحوال مماثلة تتكرر باستمرار في قصائد الديوان ولو عبر صيغ وتعبيرات مختلفة، فنحن ازاء قصائد تدور على نفسها مثل دوران الدراويش وصولاً الى حالة الانخطاف والنشوة النهائية، والطريق الى الحق والمعرفة اليقينية وفق الإمام الخميني لا تمر بالضرورة عبر العقل المحدود والعلم المقيد بل عبر إشراقات أخرى تولدها الروح وتضرمها نيران الوله والهيام والتوحد مع المعشوق وهو ما يبدو جليا في قصائد الديوان.