تركيا تعلن تدابير لوقف تدهور الليرة

أوراق نقدية تركية - (أرشيفية)
أوراق نقدية تركية - (أرشيفية)

إسطنبول- أعلنت تركيا، أمس، مجموعة من التدابير لدعم عملتها التي تنهار بقوة على خلفية التوتر مع الولايات المتحدة، في وقت أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن مؤامرة تحاك ضد بلاده.اضافة اعلان
وقال البنك المركزي التركي إنه سيؤمن السيولة اللازمة التي تحتاج اليها المصارف ويتخذ "التدابير اللازمة" كافة لضمان الاستقرار المالي.
ويأتي الإعلان بعد أن شهدت الليرة التركية التي خسرت هذا العام أكثر من 40 % من قيمتها مقابل الدولار واليورو، هبوطا حادا، ما أثار هلعا في أسواق المال العالمية.
وتراجعت بورصة طوكيو أمس (-1,98 %) بسبب آثار "الجمعة الأسود" بعد أن خسرت الليرة التركية أكثر من 16 % من قيمتها مقابل الدولار.
وفي آسيا وصلت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها التاريخية وتخطى الدولار لأول مرة سبع ليرات قبل أن تتحسن مع إعلان البنك المركزي التركي.
وتم التداول بها بسعر 6,65 ليرة للدولار الواحد.
وراجع البنك المركزي التركي معدلات الاحتياطي الإلزامي للمصارف تفاديا لأي مشكلة سيولة وذكر أنه سيتم ضخ سيولة بقيمة 10 مليارات ليرة (6 مليارات دولار) وثلاثة مليارات دولار من الذهب، في النظام المالي.
وسعى وزير المال التركي براءة البيرق، وهو صهر الرئيس، الى الطمأنة بإعلانه أن تركيا ستتخذ سلسلة تدابير لاستقرار الليرة.
وكان أدروغان كثف انتقاداته لواشنطن وحذر بأنه سيرد على ما وصفه بـ"مؤامرة سياسية" أميركية ضد تركيا، بالبحث عن شركاء جدد وأسواق جديدة.
ويسجل هبوط العملة التركية وسط تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن بسبب عدد من القضايا في صلبها احتجاز القس الأميركي أندرو برانسون الذي يحاكم في تركيا بتهمة "الإرهاب" و"التجسس"، وقد وضع في نهاية تموز (يوليو) قيد الإقامة الجبرية بعد اعتقاله لعام ونصف.
وصرح أردوغان أول من أمس، قائلا "نواجه مؤامرة سياسية جديدة. وسنتخطاها بإذن الله".
ولم يبد أردوغان قلقا لقرار مضاعفة الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم التركيين الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة في تغريدة.
وتوعد بأنه إن كانت واشنطن على استعداد للتضحية بعلاقتها مع أنقرة، فإن تركيا سترد بـ"التحول إلى أسواق جديدة، وشراكات جديدة وتحالفات جديدة (ضد) من شن حرباً تجارية على العالم بأكمله وشمل بها بلدنا".
وألمح إلى أن التحالف برمته بين تركيا التي انضمت إلى الحلف الأطلسي العام 1952 بدعم أميركي، والولايات المتحدة على المحك.
وتستضيف تركيا قاعدة أميركية كبيرة في مدينة إنجرليك في جنوب البلاد، تستخدم حاليا مركز عمليات في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية.
وتأخذ تركيا على الولايات المتحدة الدعم الذي تقدمه لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وتعتبرها أنقرة إرهابية.
وقال اردوغان "لا يسعنا سوى أن نقول وداعا لكلّ من يقرر التضحية بشراكته الاستراتيجية وبنصف قرن من التحالف مع بلد عدد سكانه 81 مليونا، من أجل علاقاتها مع مجموعات إرهابية".
وتابع "هل تجرؤون على التضحية بتركيا البالغ عدد سكانها 81 مليونا من أجل قس يرتبط بجماعات إرهابية؟".
ونفت الرئاسة التركية مساء أمس، أن يكون الرئيس أردوغان أطلق في أي من تصريحاته مسألة وضع الدولة يدها على الودائع كحل لأزمة الليرة الحالية، مؤكدة أن البلاد تتعرض لحرب اقتصادية وعمليات خداع للرأي العام.
وأكد رئيس مكتب الاتصالات بالرئاسة فخر الدين ألتون -في سلسلة تغريدات- أن الرئيس لم يطرح إطلاقا في أي من تصريحاته مسألة وضع الدولة يدها على الودائع.
وذكر أن أردوغان قال بكلمته أمس خلال لقاء مع رجال أعمال بولاية طرابزون شمال شرقي البلاد "اعلموا أن دعم صمود هذا الشعب ليست مهمتنا وحدنا، بل يشاركنا فيها الصناعي والتاجر. وإلا سنضطر إلى تطبيق الخطة باء والخطة جيم".
وشدّد ألتون على أنه من غير المقبول محاولة "توتير" الشعب والأطراف الفاعلة بالسوق من خلال إنتاج سيناريوهات افتراضية، في الوقت الذي لم يكشف بعد الرئيس أردوغان عن تفاصيل الخطتين.
وفي تعليقه على تقلبات سعر صرف الدولار مقابل الليرة، لفت رئيس مكتب الاتصالات بالرئاسة إلى أن ذلك نتاج عمليات خداع للرأي العام وجزء من الحرب الاقتصادية على البلاد.
وجدد المسؤول التركي تأكيده أن بلاده ستخرج منتصرة من هذه الحرب بفضل تكاتف الشعب والدولة، وقوة البلاد واقتصادها.
وتطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن القس الذي يواجه عقوبة بالسجن لفترة تصل إلى 35 عاما، فيما تطالب تركيا بتسليمها فتح الله غولن المقيم منذ نحو عشرين عاما في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب في تموز (يوليو) 2016.
إضافة الى التوترات أعرب خبراء الاقتصاد عن القلق لهيمنة أردوغان المطلقة على الاقتصاد بعد أن عزز سلطاته إثر اعادة انتخابه في حزيران (يونيو).
وتطالب الأسواق البنك المركزي بتحسين معدلات الفائدة لدعم الليرة والسيطرة على تضخم متزايد بلغ نحو 16 % في تموز (يوليو) على أساس سنوي.-(ا ف ب)