تسليم مفاتيح النادي

قبل بضعة أعوام صدرت قرارات من قبل لجنة أوضاع اللاعبين في اتحاد كرة القدم، تقضي بأن يقوم أحد الأندية المحترفة بدفع ما يزيد على مبلغ 60 ألف دينار، لعدد من اللاعبين والمدربين المشتكين على النادي لدى اللجنة… العدد الكبير من الشكاوى المرفوعة والديون المستحقة جعل رئيس النادي يهدد بتسليم مفاتيح النادي للجهات المسؤولة، لكي تتحمل مسؤولية ومصير النادي المهدد بالإغلاق.اضافة اعلان
مثل هذه العبارة "تسليم مفاتيح النادي"، باتت مألوفة ومتكررة كثيرا نتيجة الأوضاع المالية الصعبة التي تعيشها الأندية، فالإيرادات قليلة وفاتورة النفقات في تصاعد، ولا حلول منظورة للخروج من الأزمة الخانقة، نظرا لأن الأحوال على ما هي عليه منذ الموسم الماضي إن لم تزد سوءا بسبب استمرار جائحة كورونا.
من يعوض الأندية عن مصدري رزق ودخل يشكلان العمود الفقري للأندية؟.. لا راعي رسميا للبطولات وتحديدا دوري المحترفين، الذي سينطلق بعد شهر واحد، ولا حضور جماهيريا يمكن أن يساعد الأندية على دفع جزء من ديونها، فكيف سيكون الحال والجميع ينتظر ولادة رابطة أندية دوري المحترفين؟.
من المهم جدا التخلص من مقولة "العين بصيرة واليد قصيرة"، ولا بد من حلول منطقية وواقعية عبر مسؤولية مشتركة من الاتحاد والأندية وقبل ذلك الحكومة التي لا تحرك ساكنا تجاه معاناة قطاع الرياضة، وكأن الأندية "دكاكين" ومشاريع تتبع للقطاع الخاص.
الدخول في موسم كروي طويل دون خطط واضحة ومؤشرات في كيفية تجاوز الأزمات، سيضع الجميع لاسيما الأندية في مواجهة "الحائط" وفي طريق مغلق غير نافذ، وسيجعلها تدور في مكانها غير قادرة على اتخاذ الطريق الصحيح في معالجة أزماتها ومشاكلها، فلا يمكن للأندية أن تقوم بواجباتها تجاه الألعاب الرياضية وعلى رأسها كرة القدم، إن لم يتوفر لها الدعم الحكومي ومن القطاع الخاص، ولم تنشط هي الأخرى في جلب مصادر دخل تمكنها من الوقوف على قدميها في هذه الظروف الصعبة.
من المؤلم أن الأندية وهي تهرول نحو التعاقدات مع اللاعبين والمدربين، من دون حسيب ورقيب، ومن دون أن تتعظ من أخطائها السابقة، نسيت او تناست أن تسأل نفسها، من أين ستدفع للاعبين والمدربين؟، ولماذا لا تتجه إلى "تفريخ" الشباب والناشئين وتستثمر في طاقاتهم؟.. هل يعقل أن يصرف النادي مبلغ مليون دينار أو أقل من ذلك بحثا عن جائزة مقدارها 60 ألف دينار، في ظل وضع اقتصادي متأزم؟… عود على بدء، كم من رئيس ناد سيهدد بتسليم مفاتيح النادي في الأيام المقبلة؟.