تسويق البلد سياحيا

إعادة الحكومة فرض ضريبة على المغادرين الأردنيين وعلى سياراتهم، بعد أقل من عام على رفع الضريبة، ليست مؤشرا فقط على الرغبة باستعادة ما تم خسارته جراء رفع الضريبة، بقدر ما تعكس أزمة ترويج وخدمات سياحية على الصعيد الوطني.

اضافة اعلان

طيلة عام كامل كانت الحدود الأردنية السورية مكتظة بشكل لافت، كان على أي مسافر أن ينتظر مطولا في الدور على الحدود، وكانت حركة الشراء التي يمارسها المواطن الأردني في سورية لافتة أيضا.

البضائع في سورية لم تكن رخيصة، وكلفة نهار سياحي لأسرة أردنية تذهب لدمشق ليست أقل بكثير من كلفتها في الاردن، لكن لماذا يفضل المواطن الطريق إلى دمشق ولا يفضلها للبتراء أو العقبة أو حتى البحر الميت؟

الجواب بسيط، يكمن في فشلنا في توفير خدمات سياحية مقترنة بثقافة سياحية جاذبة للسياحة، وفي ندرة الخدمات السياحية الجيدة في مناطق السياحة الاردنية التي تتناسب ومتوسطي الدخل، والاكثر من ذلك فشلنا في ابتداع تسويق سياحي ذكي، كما أن أغلب المشاريع السياحية والخدمات التي قامت بها الحكومات وضعت في النهاية في يد مستثمرين وشركات، هدفها السائح الأجنبي، ما جعل الأسر الأردنية تفترش الطرقات في أوتستراد البحر الميت وفي غيره بحثا عن ساعة ترويح.

قبل مدة أرادت وزارة السياحة تسويق الأردن في الخارج، وأنفقت ما أنفقت من مال في محاولة لاستقطاب السياحة العربية، وكان لافتا وجود بعض اليافطات في العاصمة بيروت مكتوب عليها "الأردن أحلى"، وهذه العبارة لقيت لدى اللبنانيين استقبالا سلبيا، وحصل العكس، إذ كان الأردنيون يشكلون الأكثرية من بين السياح العرب للبنان.

مع استمرار النمط التسويقي للمرافق السياحية داخليا، لن تكون هناك نهضة سياحية، ما لم تكن هناك خدمات مرافقة لها؛ فمثلا ماذا يفعل مواطن بعد المغرب إذا زار البتراء هو وأسرته وقرر النوم هناك؟ هل من مطاعم جيدة، هل من مرافق خدمية وترفيهية للأطفال؟ وكذلك الحال في العقبة، ماذا يجد المواطن بها غير مساحة ضيقة من البحر الذي تقاسمت شواطئه فنادق الخمس نجوم، أليس هناك من شيء غير المولات ومحلات المكسرات، ألم يكن من الممكن إقامة سوق تقليدي على غرار سوق "واقف" في الدوحة او ما يماثل جزءا من سوق الحميدية في دمشق؟.

هل يجد المسافر للبتراء صورة واحدة أو لوحة إرشادية لائقة فنيا ولغويا للمدينة التي عدت عجيبة عالمية قبل ثلاثة أعوام؟ هل من استراحة جيدة الخدمات لأي أسرة ميسورة أو متوسطة الدخل؟.

الجواب بالطبع لا، فالطريق لأكبر إقليم سياحي ( رم- البتراء-العقبة) ما تزال تتوق لخدمات سياحية جيدة وما يزال المواطن يتوق لأن يدخل الفنادق ذات الخمس نجوم كما يدخلها السائح الأجنبي.

ختاما، التسويق السياحي أحال فكرة الجذب السياحي الوطني إلى حسرة على ما كان يجب أن نكون فيه افضل مما نحن عليه اليوم، فهل من مستجيب لتغيير الأفكار والأسلوب؟

[email protected]