تظاهرات غاضبة ومواجهات عنيفة تشتعل في الأراضي المحتلة

آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشهيد مالك شاهين في مخيم الدهيشة أمس-(رويترز)
آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشهيد مالك شاهين في مخيم الدهيشة أمس-(رويترز)

نادية سعد الدين

عمان- استشهد شاب فلسطيني، أمس، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، مما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة طالت مختلف الأراضي المحتلة، وأدت إلى وقوع إصابات واعتقالات بين صفوف المواطنين.اضافة اعلان
وشيّع آلاف الفلسطينيين جثمان الشهيد مالك شاهين (21 عاماً)، الذي ووريّ الثرى في مقبرة الشهداء بقرية "أرطاسّ"، قرب بيت لحم، أعقبها انطلاق تظاهرات غاضبة مطالبة "بالردّ على جرائم الاحتلال"، التي أودت، منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بحياة 117 شهيداً فلسطينياً، منهم 25 طفلاً، و5 سيدات.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، عقب تشييع الجثمان، وذلك عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، التي اتشحت بسواد الحداد على روح الشهيد، عبر إغلاق المحال التجارية، ورفع الأعلام السوداء إلى جانب العلم الفلسطيني.
وما تزال حالة التوتر والاحتقان سيّدة الموقف في المدينة، عقب اقتحام قوات الاحتلال، معززة بالوحدات الخاصة، لمخيم الدهيشة، فجّر أمس، وسط إطلاق الأعيرة النارية الكثيفة وقنابل الصوت تجاه منازل المواطنين، ومن ثم شنّ حملة مداهمات واعتقالات بين صفوفهم والاعتداء عليهم.
وقد تصدّى الشبان الفلسطينيين لعدوان الاحتلال، خلال مواجهات أسفرّت عن إصابة الشاب شاهين برصاص "دمدم" متفجّر في الرأس، من قبل قنّاص إسرائيلي، أدت إلى إستشهاده.
وامتدت التظاهرات الغاضبة إلى مخيم عايدة، شمال بيت لحم، أعقبها اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، التي أطلقت، خلالها، نيران أسلحتها الرشاشة صوبّ الشبانّ المنتفضيّن، من دون التبليغ عن إصابات.
وكرّرت قوات الاحتلال نفس فعلها العدواني في مدينة الخليل، حيث داهمت أحياء منها، وفتشت منازل المواطنين، وعبثت بمحتوياتها، ونصبّت حواجزها العسكرية عند مداخل بلدات السموع وسعير وحلحول، وعند مدخل مدينة الخليل الشمالي والجنوبي، ومدخل مخيم الفوار، بهدف منع حركة التنقل، أو أقلها، عرقلة مسارها.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد عمر سكافي (21 عاماً)، في بلدة "بيت حنينا"، شمالي مدينة القدس المحتلة، تمهيداً لهدمه، وذلك بعد قيامها بإزالة صور الشهيد الموجودة خارج المنزل، ومصادرة عدد من الرايات الوطنية والأعلام الفلسطينية.
وكان الشهيد سكافي، قد ارتقى السبت الماضي، بعد إصابة ثلاثة مستوطنين في العملية التي نفّذها قرب محطة الحافلات المركزية غربي القدس المحتلة.
ويعدّ جثمان الشهيد سكافي من ضمن 51 جثماناً لشهداء قتلهم جيش الاحتلال وما يزال يحتجزهم لديه، منذ بداية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
في حين، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب الفلسطيني باسل أبو عليا (26 عاما)، من قرية المغيّر قضاء رام الله، بزعم مشاركته في محاولة تنفيذ عملية طعن وقعت عند حاجز عسكري جنوبي نابلس، في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وادعّى موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن "الشاب "أبو عليا" قد أصيب بجراح عقب محاولته تنفيذ عملية طعن سابقة برفقة الشاب قاسم سباعنة (20 عاماً)، من بلدة قباطية بالقرب من جنين"، والذي استشهد، حينها، بنيران الاحتلال عند حاجز "زعترة" العسكرية.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت ما لا يقل عن 21 مواطناً فلسطينياً، بينهم أسرى محررين، خلال مداهمة وتفتيش منازل المواطنين في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة.
بينما أمعن المستوطنون في جرائمهم "بإطلاق النار ضدّ أحد المواطنين، جنوبي الخليل، محاولين قتله، ولكنه تمكن من الإفلات منهم أثناء ملاحقته من دون أن يصاب بأذى عدوانهم"، وفق منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومه الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور.
وواصل المستوطنون عدوانهم باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، تحت حماية قوات الاحتلال، وتنفيذ الجولات الإستفزازية داخل أرجاء المسجد، في ظل دعوات متكررة لجمعيات وحاخامات بإقتحامات واسعة وإقامة صلوات في الأقصى.
وقد تصدى الفلسطينييون لاقتحام المستوطنين، فيما شددت قوات الاحتلال من عمليات التضييق على النساء والشبان عند مداخل وأبواب المسجد الأقصى.
من جانبها، قالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" إن استمرار استهداف "الاحتلال الصهيوني" للمواطنين الفلسطينيين من خلال عمليات القتل وحملات الاعتقال "لن يطفئ جذوة الانتفاضة المشتعلة"، مؤكدة على ضرورة "تصعيد" الانتفاضة "رداً على جرائم الاحتلال".
وأضافت، في بيان أمس، أن "قوات الاحتلال ترتكب "جرائم بشعة" بحق الشباب الفلسطيني"، مؤكدة أن "خطوط التماس المباشر مع الاحتلال ستشتعل مع جنود الاحتلال والمستوطنين، بالرغم من عمليات القتل بحق الشبان الذين يقودون المواجهات في الميدان".