تعليق الدوام المدرسي يصطدم بتناقضين: خوف حكومي من الوباء وحسابات أولياء أمور

مدارس-في-الحظر
مدارس-في-الحظر

آلاء مظهر

عمان - أثار قرار الحكومة تعليق الدوام المدرسي للصفوف الرابع وحتى الحادي عشر بجميع مدارس المملكة وتفعيل نظام التعلم عن بعد لمدة 14 يوما اعتبارا من غد الخميس امتعاضا بين اولياء الامور، معتبرين إياه تراجعا حكوميا عن تصريحاتها السابقة باستدامة الدوام داخل الحرم المدرسي.اضافة اعلان
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة قال قبل بدء العام الدراسي الحالي خلال مؤتمر صحفي: "أود أن أشير إلى ما يشاع او ما نسمعه من اقاويل حول نية الحكومة بدء العام الدراسي بشكل فعلي لأسبوع او لشهر ومن ثم التحول إلى التعلم عن بعد بعد دفع الأهالي للرسوم الدراسية" واكد أن هذا "محض افتراءات واقاويل ولا اساس لها من الصحة، فالدراسة ستكون في المدارس والجامعات طيلة العام الدراسي".
لكن العضايلة عاد وأوضح في تغريدة جديدة امس أنه ‏"لمن يقارن تصريحاتي اليوم حول التعليم عن بعد بتصريحات سابقة، أؤكد أن الحكومة ملتزمة أن التعليم في المدرسة هو الأساس إلى جانب التعليم عن بعد كبديل مؤقت، فالعودة للمدرسة حتمية والتغيير الذي حصل لمدة أسبوعين يأتي لحماية طلبتنا الأعزاء وأسرهم. وللتذكير 4 صفوف تعليمها مستمر بالمدرسة".
وفي الأثناء جدد اولياء الامور مطالبهم بضرورة إتاحة الخيارين؛ "التعليم الوجاهي والتعليم عن بعد، وفقا لما يناسب احتياجات الطلبة وأوضاع أسرهم، كما اتاحت ذلك للصفوف الثلاثة الاولى". وأشاروا الى أن الاشكالية تمكن في أنه "ليس جميع العائلات قادرة على تطبيق برامج التعلم عن البعد لأسباب اقتصادية تتعلق بعدم القدرة على توفير حزم الانترنت والاجهزة الالكترونية، الى جانب أن هناك أسرا لا بديل رعائيا للأبناء وخاصة أطفال رياض الأطفال في ظل عمل الوالدين". وهناك اشكالية أخرى تطفو على السطح تتعلق بطلبة صعوبات التعلم وفرط حركة الطلبة والتي تتطلب تعليما وجاهيا مباشرا قائما على التفاعل وفق خطط فردية تلبي احتياجات كل طفل، وهي مسألة يستحيل تطبيقها في التعلم عن بعد.
وكانت نشطت في الأيام الماضية صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "لا لتعليق الدوام المدرسي" تهدف بحسب صاحبتها الدكتورة اسيل الجلاد الى ايصال صوت الاهالي الداعين الى استمرارية التعليم الصفي لأبنائهم خلال جائحة كورونا.
وقالت الجلاد لـ"الغد" امس، إن الصفحة التي مضى على انشائها 10 ايام "ضمت نحو 13 الف عضو، يؤمنون جميعهم بحق الأهل باختيار وسيلة التعليم لأبنائهم وتحمل مسؤولية قرارهم".
واضافت، ان "جميع الدراسات لم تشر الى ان المدارس تشكل بؤرة انتشار خطيرة لوباء كورونا، ولذلك لا داعي لتعليق الدوام".
وأكدت ان مرحلة رياض الاطفال "لا تقل أهمية عن مرحلة الصفوف الثلاثة الأولى، كما أن الصفوف الثلاثة الأولى لا تقل أهمية عن صفوف المرحلة العليا وصولا للمرحلة الثانوية، فكل مرحلة لها خصوصيتها وأهميتها"، مشيرة الى ان المدرسة هي "البنية الأساسية لتهيئة الطالب لمواجهة المجتمع والحياة بتحدياتها المختلفة والتي لا يتيحها التعلم عن بعد".
نادين عكاوي أم لطفلين، قالت ان الحكومة تراجعت عن وعودها أن "العام الدراسي الحالي سيكون داخل اسوار المدارس، وبناء على تلك التطمينات بادرت الاسر بتسجيل ابنائها ودفع الاقساط المدرسية".
وتساءلت عكاوي خلال حديثها لـ"الغد"، عن "كيفية مواكبة تعليم ابنائها وهم يتلقون تعليمهم عن بعد من خلال منصة المدرسة وهي متواجدة في عملها"، مشيرة الى ان هذا القرار اربك الاسر العاملة التي لا تستطيع ان تجد مكانا بديلا لأبنائها الذين سيتم تعليق دوامهم في المدارس.
كما تساءلت "كيف يمكن ان نترك طفلين اكبرهما في العاشرة من عمره بالمنزل وحدهما، وكيف سنوفر لهم الحماية الرقمية في ظل قضاء وقت طويل على الانترنت للدراسة عبر المنصة دون وجود رقابة من اولياء الامور".
وأيدتها أم سارة التي اكدت ان افضل قرار في ظل الظروف الراهنة "ترك أولياء الأمور يختارون آلية تعليم ابنائهم سواء عن بعد أو بالمدارس"، مبينة ان هذا الوباء "ليس معروفا متى سينتهي ويجب علينا التكيف والتعايش مع الواقع".
ان "التعليم عن بعد لن يكون يوما بديلا عن التعليم المدرسي الوجاهي فهناك الكثير من القيم والسلوكيات والمفاهيم التي لا يمكن للطالب ان يكتسبها الا من خلال احتكاكه بأقرانه ومعلميه"، مؤكدة أن إبقاء الطلبة في المنزل حتى انقضاء الجائحة أمر غير منطقي.
وأشارت ام سارة إلى أنها موظفة في القطاع الخاص وليس لديها احد ليرعى ولديها ومتابعة تعليمهم عن بعد خاصة وان ابنتها الكبرى بالصف الثاني وطفلها الآخر بمرحلة رياض الاطفال، متسائلة "كيف سأتركهما في المنزل بمفردهم؟".
وشاركتها بالرأي لمى عماد ان هناك العديد من الأسر التي لديها أبناء يعانون من فرط الحركة او التوحد او صعوبات التعليم والتي تتطلب طبيعة احتياجاتهم الاكاديمية تعليما وجاهيا مباشرا قائما على التفاعل وفق خطط فردية تلبي احتياجات كل طالب وهي مسألة يستحيل تطبيقها في التعلم عن بعد.