تقدير الذات عند الأطفال

تقدير الذات عند الأطفال
تقدير الذات عند الأطفال

عمّان- تقدير الذات هو ببساطة احترامك لذاتك وكيفية شعورك تجاهها. ويتضمن مصطلح تقدير الذات عناصر متعددة، من ضمنها ثقتك بنفسك وعزة نفسك واعتمادك عليها واستقلاليتها.

اضافة اعلان

وبشكل عام، تزيد قدرتك على التعامل مع أمور الحياة بشكل إيجابي كلما زاد تقديرك لذاتك. هذا ما أوضحه الدكتور توماس دي يارنيل، أخصائي علم النفس السريري على موقع selfhelpsolutions.homesland.com‏ وقد أضاف هو وموقع life.familyeducation.com‏ أن الشيء نفسه ينطبق على الأطفال، حيث أنه كلما كان تقدير الطفل لذاته أكثر إيجابية، كانت ثقته بنفسه وقدرته على تكوين الصداقات مع الآخرين أكبر. بالإضافة إلى ذلك، فهو يكون أكثر قدرة على العطاء وأكثر شعورا بالمحبة والأمان والسعادة.

أما الشعور السلبي بتقدير الذات فيرتبط بضعف ثقة الطفل بنفسه وضعف أدائه المدرسي وإصابته بالاكتئاب والقلق والانطوائية ومشاكل في النوم.

ويذكر، وحسب ما ذكر الدكتور دي يارنيل، أن معظم الآباء والأمهات يدركون مدى ارتباط إيجابية قيمة الذات لدى الطفل مع نجاحه الدراسي والاجتماعي، إلا أنهم لا يدركون مدى سهولة إيذاء، أو حتى تدمير، تقدير الطفل لذاته. وقد أكد الدكتور دي يارنيل على أهمية دور الأب والأم في تقدير الطفل لذاته، حيث أنه في الرابعة أو الخامسة من عمر الطفل يكون الأب والأم أكثر المؤثرين على مشاعره نحو تقديره لذاته. أما في سن المدرسة، فتبرز أهمية دور المعلمين والأصدقاء.

وقد أظهرت أبحاث ذكرت على موقع ife.familyeducation.com‏ أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم يكونون أكثر ميلا من أقرانهم لنقصان تقدير الذات. وقد وجد بحث أيضا أن الأب والأم يستطيعون تنمية مشاعر إيجابية لدى طفلهم حول تقديره لذاته. فقد ذكر الموقع أن الحملة المنظمة لصعوبات التعلم، بالاضافة للدكتور روبرت بروكس قد قاما بإنشاء قائمة من الاقتراحات لمساعدة الأهل على ذلك.

وقد تضمنت ما يلي:

أشعر طفلك بأنه شخص محبوب ومرغوب به. فقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن أحد أهم العوامل الأساسية لإعطاء الطفل الأمل في الحياة وجعل شخصيته مرنة هو وجود شخص بالغ يشعر الطفل بأنه محبوب ومرغوب به ولا يهمل مشاكله ويركز على مراكز القوة لديه. وإحدى الطرق للوصول لذلك هي قضاء وقت خاص بشكل اسبوعي مع الطفل على حدة، سواء باللعب معه أو بمشاهدة التلفزيون أو التحدث إليه. وخلال هذه الأوقات ركز على الأمور التي يحبها طفلك ويستمتع بها، حيث أن هذا يعطي الطفل الراحة والمجال لإبراز مراكز القوة لديه. ويساعده أيضا أن تخبره بأنك عندما تكون معه في هذا الوقت الخاص فأنت لا تجيب على الهاتف؛

‏اعمل على تنمية مهارات حل المشاكل واتخاذ القرارات لدى طفلك، حيث أن ذلك يرتبط باحترام الذات العالي. فعلى سبيل المثال، إذا عانى طفلك من مشكلة ما مع أحد أصدقائه فقم بحثه ومساعدته على إيجاد حلول لتلك المشكلة. وقم أيضا باقتراح حلول لها. وحتى لو فشل طفلك في حل المشكلة، فمجرد محاولاته ترفع من احترامه لذاته؛‏اجعل توقعاتك واقعية حول إنجازات طفلك، سواء الدراسية أو غير ذلك، حيث أن ذلك يعطي طفلك شعورا بالسيطرة على الذات؛‏تجنب إصدار أحكام اتهامية وقم بصياغة تعليقاتك وآرائك ونصائحك بكلمات وأساليب إيجابية. فعلى سبيل المثال، بدلا من أن تقول للطفل "أنت طفل غبي" أو "أنت لا تبذل مجهودا كافيا لتنجح،" فقل له أن "علينا البحث عن أساليب أفضل ومناسبة أكثر لمساعدتك على التعلم والإنجاز"؛أاعط طفلك خيارات. فعلى سبيل المثال، اسأل طفلك ما إذا كان يريد أن تذكره باقتراب موعد نومه قبل 5 أم 10 دقائق ليهيئ نفسه للنوم، حيث أن إعطاء الطفل خيارات -رغم بساطتها- يساعده على بناء أساس للشعور بالسيطرة على النفس؛‏افتح المجال لطفلك ليقوم بمشاركة الكبار في إنجاز أعمالهم، حيث أنه لدى الأطفال حاجة داخلية لمساعدة الآخرين. فإعطاؤهم فرصا ليقوموا بذلك يعتبر أسلوبا هاما لإبراز أوجه تميزهم وإظهار ما لديهم من قدرات يمكن تقديمها للعالم. ويعتبر إشراك الطفل في الأعمال التطوعية أحد الأمثلة على إعطائه الفرصة للمساعدة. ومما لا شك فيه أن مساعدة الآخرين تقوم بدعم تقدير الطفل لذاته؛‏لا تقارن بين الأخوة، بل قم بإبراز نقاط القوة والإبداع عند كل منهم. فللأسف هناك العديد من الأطفال والشباب الذين ينظرون إلى أنفسهم بمنظار قاتم خصوصا بما يتعلق بأمورهم الدراسية والتعليمية. لذلك فقم بعمل قائمة بنقاط القوة لدى طفلك واختر واحدة من تلك النقاط بين الحين والآخر لتسليط الضوء عليها وتعزيزها وإظهارها.

‏إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التعلم فساعده على تفهم طبيعة مشكلته تلك، حيث أن العديد من الأطفال تكون لديهم اعتقادات خاطئة لا بد من إصلاحها عن تلك المشاكل للتخفيف مما لديهم من ضيق. فإصلاح اعتقادات الطفل عن مشكلته، ووجود أب وأم متعاطفين مع الطفل يعطيا الطفل شعورا بالسيطرة وبأن هناك أمورا يمكن إجراؤها للتخفيف من مشكلته والتأقلم معها.

‏وقد أعطى الدكتور دي يرنيل النصائح التالية للأب والأم "وكل من له علاقة مباشرة بالطفل" لرفع تقديره ذاته:

قم ببناء تقدير إيجابي لذاتك، حيث أن تقدير الطفل لذاته يرتبط بتقدير والديه لذواتهم.

‏تواصل مع الطفل، فاستمع لما يقوله لك عن مشاعره من دون أن تصدر أحكاما عليها. لكن حاول معرفة سببها والتعاون مع الطفل للتخلص منها إن كانت سلبية.

‏علم الطفل بأن هناك طرقا للسيطرة على المشاعر السلبية، فعلى سبيل المثال، إذا شعر طفلك بشعور سيئ فعلمه القيام بإغلاق عينيه لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق يتذكر خلالها لحظات سعيدة أو مرحة من الماضي، ويتخيل أنها ما تزال مستمرة، وأخبره أنه بعد ذلك سوف تبدأ مشاعره السلبية بالتلاشي. وأوضح له أيضا أنه بإمكانه أن يقوم بتلك الخطوات في أي وقت يشعر به بشعور سلبي، فهذا يعطيه شعورا بالتحكم والسيطرة على مشاعره، مما يعزز من إيجابية تقديره لذاته.

علم الطفل أن يضع أهدافا ويتابع تطورها إلى أن تنجز. وامدحه من وقت لآخر خلال أدائه للهدف وعند تحقيقه له، فهذا يبني ثقته بنفسه وتقديره لها ويشعره بأن لديه القدرة على الإنجاز والسيطرة على بعض أموره الحياتية، لكن احرص على أن تكون الأهداف التي يضعها الطفل ملائمة لسنه وقدراته. وتذكر أن الهدف المنشود من هذا كله هو إشعار الطفل بالنجاح، حيث أن كل حدث إيجابي في حياة الطفل يقوم ببناء تقديره لذاته بشكل أكبر.

بما أن المديح الصادق هو أسرع الطرق لبناء تقدير الذات لدى الشخص، سواء أكان ذلك خلال مرحلة الطفولة أو البلوغ، فاحرص على إيجاد أمور إيجابية حقيقية يومية في سلوك الطفل لمدحه عليها.

‏ركز على الجوانب الإيجابية لسلوك الطفل حتى ولو لم يعجبك السلوك بأكمله.

‏اطلب من الطفل القيام بمهمة أنت تعلم أنه قادر على القيام بها، فقط لتقوم بمدحه عندما ينجزها. وحتى لو لم يتمكن من إنجازها، فامدحه على المحاولة.

‏قلل قدر الإمكان من نقد الطفل، واعلم أن النقد لا يؤدي إلى تحسين سلوكه.

‏ليما علي عبد

مساعدة صيدلاني