تكبيرات العيد.. صورة مغلفة بالروحانيات تنشر الفرح في النفوس

Untitled-1
Untitled-1
منى أبوحمور عمان- أجواء فرح وسعادة وروحانية تجوب الأحياء بالتزامن مع إطلاق تكبيرات العيد على مآذن المساجد في مواعيد الصلاة، والتي تشعر سامعيها بقرب العيد، وعظمة هذه الأيام المقدسة التي تنشر البهجة في قلوب المسلمين. كما تجوب أصوات التكبيرات الأسواق والشوارع الأردنية، لتنشر صورة مغلفة بالفرح والمشاعر الإيمانية ترافق صيام عشر ذي الحجة، وتخلف أثرا كبيرا في نفوس الكبار والصغار الذين تلهث ألسنتهم طوال اليوم بالتكبير والتلبية والاستغفار. باتت تكبيرات العيد جزءا لا يتجزأ من الاحتفالية في العيد، حيث بدأت المساجد والمحلات التجارية والبيوت وبالتزامن مع الأول من ذي الحجة بإطلاق تكبيرات العيد عبر السماعات الخارجية، ما يضفي أجواء مميزة وفرحة وتعزيز مشاعر الفرح بقدوم العيد. "تكبيرات العيد تلامس قلوبنا وأشعر نفسي طفلا عند سماعها"، هكذا عبرت الخمسينية هند المناصير عن مشاعرها عند سماعها أصوات تكبيرات العيد، خصوصا وأنها اعتادت وأسرتها على صيام "عشرة الأضحية"، كما يطلقون عليها. مشاركة أبناء الحي في تكبيرات العيد يضاعف فرحتهم، حيث يتم تقسيمهم إلى مجموعات يقومون بالتكبير والتلبية على مواعيد الصلاة المختلفة، وفق أبو أنس القريوتي. ويصف القريوتي الفرحة الكبيرة التي يشعر بها الأطفال عند البدء بالتلبية والتكبير، حيث تكمن أهمية هذه التجربة بتعزيز القيمة الدينية والفرحة الحقيقية باستقبال العيد. "تكبيرات في كل مكان في الحي والأسواق والمساجد وهو أمر في غاية الروعه"، والجميل ترديد الأطفال للتكبيرات، وهم يلعبون في الشوارع، تقول أم رعد الحديدي التي تستمتع بالإصغاء إلى التكبيرات من شرفة منزلها. وترتبط تكبيرات العيد وفق الحديدي، بفرحة العيد والملابس ورائحة القهوة التي تفوح في المكان فرحا باستقبال العيد ورائحة الكعك التي تنتشر في الحي. للعيد فرحة تميزها التكبيرات التي ترافق الصلوات الخمس في المساجد، يقول السبعيني أبو علي الذي يترنم على سماع تكبيرات العيد، إضافة إلى أنه يقوم بتشغيلها من خلال سماعات التلفاز طوال ليالي العيد فرحة باستقباله وشكرا لله على نعمه. في حين تصدح تكبيرات العيد في الأسواق الكبيرة والأحياء ووسط البلد، تقوم العديد من المحلات التجارية ومؤسسات خدمة المجتمع بتركيب مكبرات صوت في الشوارع والميادين، لتضفي مزيدا من أجواء الفرح على العيد، الذي يعتبره الكثير من المواطنين "غير هذه المرة" في ظل السماح للمواطنين بالتنقل وممارسة طقوس العيد. العيد مظهر من مظاهر الدين بحسب أخصائي علم الاجتماع الأسري مفيد سرحان، ففي الاسلام عيدان هما: عيد الفطر وعيد الاضحى، فالأول يأتي بعد شهر رمضان، وعيد الاضحى يأتي بعد يوم عرفة، وهو تتويج لعبادة الحج. وقد شرع التكبير في العيد تأكيدا على ربط العيد بالدين، وهو يحمل معاني الاعتزاز بهذا الدين، فالفرح الحقيقي هو بالقرب من الله تعالى والفوز برضاه. وأن الإنسان العابد الذي يسير على المنهج الصحيح هو صاحب العيد، وهو الفرح، فالفرح مكانه القلب، وهو شعور داخلي ولذة يتذوقها المؤمن. وفق سرحان. وهذا الفرح عابر للحدود، بحسب سرحان، يشترك فيه جموع المسلمين في شتى بقاع العالم. وهنا تتجلى وحدة المشاعر، وهي من أهم خصائص المجتمع المسلم والامة الاسلامية، فالدين واحد، والفرح واحد، والتكبير يعني أن لا شيء أكبر، ولا أعظم من الله عز وجل. ويتردد التكبير وفق سرحان في كافة أرجاء المعمورة، يردده صاحب اللسان العربي، ونفس التكبير يردده صاحب اللسان الاعجمي غير العربي. وعبارات التكبير لا يتم ترجمتها، فهي تصدح في الشرق والغرب، إذ يرمز التكبير الى الفرح والنصر، ويحمل معنى الثناء والشكر. "يخاطب التكبير قلب ونفس الشخص المكبر، كما أن وقعه ودلالته تصل الى قلوب السامعين. فهو رسالة موجزة واضحة المعاني، بليغة الأثر والإيقاع"، ومن يسمع التكبير يدرك أن شيئا مهما وكبيرا حدث ويحدث. والتكبير أقصى تعبير ذا مغزى يمكن أن يصدر عن الإنسان للإعلان عن فرحه، مع مراعاة الانضباط والتعبير الراقي، وهو إضافة الى ذالك محفز للآخرين ليشاركوا صاحب الفرح فرحته. التكبير يتردد في المسجد والمنزل والشارع والسوق يردد بصوت مرتفع ويردد سرا، لكنه في العيد يردد بصوت عال وعبر مكبرات الصوت. ومن خلال وسائل التواصل، يردده الرجال والنساء والأطفال. وفق سرحان وليلة العيد يتيقن الاطفال من قدوم العيد من سماعهم التكبيرات، فهي بالنسبة لهم ايذانا بقدوم العيد. فتجدهم يتجمعون ويخرجون الى الطرقات للتكبير، ثم يذهبون مبكرا للمسجد أو مصلى العيد وهم يكبرون. ويبين سرحان، أن كثيرا من المنازل والمحلات تذيع التكبيرات على مدى أيام قبل العيد، وهو ما يضفي جوا من الروحانية والبهجة والفرح والسرور على السامعين، ويشعرهم أنهم في أيام فضيلة وبانتظار حدث كبير.اضافة اعلان