تناول المسكنات يجنب الإصابة بمشاكل في البروستات

 عمان - أشارت دراسة حديثة إلى أن استخدام بعض الأدوية المسكنة مثل؛ الأبيوبروفين والأسبيرين، قد يساعد الرجال على تجنب الإصابة بمشاكل في غدة البروستات (الموثة).

اضافة اعلان

فوجدت هذه الدراسة أن الرجال الذين حصلوا على مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بشكل يومي كانت نسبة إصابتهم بفرط التنسج الحميد للبروستات (وهو تضخم حميد لغدة البروستات) أقل بـ 50%.

‏وذكرت جينيفير سانت ساوفر، وهي اختصاصية علم الأوبئة في عيادة Mayo Clinic في مينيسوتا الأميركية وقائدة الدراسة المذكورة، أن ما تم التوصل إليه من نتائج من خلال هذه الدراسة يدل على أن استخدام الرجال لهذه الأدوية لسبب صحي آخر قد يقيهم من مشاكل بولية أيضا، بحسب ما ذكر موقع www.drugs.com، الذي أشار إلى أن البروستات هي عبارة عن غدة في حجم حبة الجوز تقع أسفل المثانة وتحيط بالإحليل. وعند تضخم هذه الغدة، بسبب فرط التنسج الحميد على سبيل المثال، فإن التبول يصبح صعبا، إلا أن الرجال الذين استخدموا تلك المسكنات يوميا في الدراسة المذكورة كانت لديهم مشاكل بولية متوسطة إلى شديدة أقل مما كانت لدى الرجال الذين لم يستخدموها بشكل يومي.

وقد أظهرت هذه الدراسة أيضا أن مولد الضد الخاص بالبروستات (PSA‏) ينخفض لدى الرجال المستخدمين للأدوية المذكورة بانتظام. ويعرف مولد الضد الخاص بالبروستات بأنه علامة حيوية في الدم تستخدم لتقييم خطر الإصابة بسرطان البروستات، وانخفاضه يعتبر فائدة أخرى لاستخدام المسكنات المذكورة.

وتدعم هذه النتائج دراسة أخرى أجراها فريق من الباحثين بقيادة الطبيب إريك إيه سينغر، وهو رئيس مقيمي طب الجهاز البولي في المركز الطبي لجامعة روتشيستر الأميركية. فقد وجدت دراسته أن مستويات مولد الضد الخاص بالبروستات كانت أقل بنسبة 10% لدى مستخدمي مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بانتظام مقارنة مع الرجال الذين لا يستخدمونها.

ومن الجدير بالذكر أنه قد تم أيضا من خلال دراسة ساوفر اختبار مدى تأثير استخدام الباراسيتامول، المعروف في بعض الدول بالأسيتامينوفين، على مولد الضد الخاص بالبروستات. وقد ظهر من خلال هذه الدراسة أن الباراسيتامول يقوم أيضا بإنقاصه؛ أي مولد الضد الخاص بالبروستات، كما تفعل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية تقريبا، إلا أنه بسبب العدد القليل للرجال الذين استخدموا الباراسيتامول في الدراسة، فإن النتائج لا تعتبر قوية بما يتعلق في هذا الدواء.

‏أما عن كيفية عمل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية للوقاية من تضخم غدة البروستات وللحصول على الفوائد الأخرى المذكورة لدى الرجال، فهي ليست مؤكدة بعد، إلا أنه يعتقد أن عملها المضاد للالتهاب يلعب دورا مهما في ذلك.

وبالرغم من هذه النتائج، فإنه يجب على الرجال الحذر من استخدام هذه الأدوية، سواء مضادات الالتهاب اللاستيرويدية أو الباراسيتامول، من تلقاء أنفسهم أو أخذها بجرعات تزيد عما هو موصى به؛ فذلك قد يسبب للشخص مشاكل متعددة، من ضمنها أعراض جانبية. فالاستخدام المفرط لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية يؤدي إلى مشاكل كلوية. أما الاستخدام المفرط للباراسيتامول، فهو يؤدي إلى مشاكل كبدية.

وقد حذرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية من الاستخدام المطول لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية، فربما يزيد من احتمالية الإصابة بنوبات قلبية قاتلة وسكتات دماغية. كما وأنه قد يسبب القرحة والنزيف في المعدة والأمعاء.

وبسبب هذه الاحتمالات، فقد ذكر سينغر أنه بالرغم من النتائج الجيدة التي تم الوصول إليها، فإنه لا يطلب من الرجال استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية للتقليل من مولد الضد الخاص بالبروستات أو لخفض احتمالية الإصابة بسرطان البروستات، بل يجب عليهم التحدث مع الطبيب بما يتعلق بصحة هذه الغدة وفحصها. كما ويجب عليهم إعلام الطبيب بأي دواء يستخدمونه، سواء أكان يحتاج أو لا يحتاج الحصول عليه إلى وصفة طبية.

ليما علي عبد

مساعدة صيدلاني

[email protected]