توأم يعيش بعيدا عن والديه جراء الفقر

 عمان - من بيت أصيل الى آخر بديل .. يعيش الطفلان التوأم هند وهاني اللذان لم يتجاوزا السنتين من عمرهما بعيدا عن والديهما منذ ان ابصرا النور .. ليس بسبب خلاف عائلي بين الزوجين وانما هي وهدة الفقر والوضع الصحي الصعب لوالدهما الذي حال دون قدرته على تقديم اي شكل من اشكال الرعاية لطفليه .. حينها كان الفراق خيارا ( مرا ) لا بد منه . فقد حرمت فاطمة( 29 عاما ) من اجمل لحظات حياتها كأم تترنم على اول الكلمات والخطوات لطفليها .. وتقول بحسرة والدمع يملا جفنيها ( لم اشهد بزوغ اول "الاسنان"  كما لم يتح لهما الزمن ان يحظيا بالنوم الى جانبي او ان اضمهما الى صدري مثل بقية الامهات). ففي اللحظة التي وضعت فيها فاطمة طفليها قبل عامين ادركت انها ستكون عاجزة عن رعايتهما خاصة وان والدهما لا يعمل كما يجب بسبب وضعه الصحي الحرج . وبسبب مرض الوالد وعدم استطاعته الوفاء بمتطلبات الاسرة تبرعت جدتهما " والدة الاب " بتربيتهما في منزلها الذي يبعد حوالي " ربع الساعة " عن منزل ابنها رغم ان ظروف الجدة المعيشية ( كما تقول فاطمة ) ليست باحسن من حالهما ولكنها تعمل بكد وجهد كبيرين من اجل تأمين عائلتها الكبيرة وطفلها . وتذهب فاطمة للاطمئنان على ولديها كلما توفر لها مصروف الطريق من اهل الخير وما ان تقبل عليهما حتى يهمان اليها بعناق يشبه فرحة انتظار العيد .. ولكن اشتياقهما اليها كزائرة يشعرها بغربة قاتلة .. فهما لا يناديانها ككل الاطفال( ماما ) بل باسمها . ويتفطر قلب الوالدة على ضياع كلمة ماما من فم ولديها وتقول ( كانني لا اعنيهما شيئا.. الامر الذي يولد لدي شعورا يكاد يمزقني وانا ارى فلذات كبدي يكبران بعيدا عن ناظري ) مناشدة اهل الخير المساعدة في اعادة طفليها لأحضانها حتى يعيشا حياة طبيعية مع والديهما. وتتساءل هل هي مذنبة في قرارها بان يعيش طفلاها بعيدا عنها او ان ذنبها سيكون اكبر لو تركتهما يموتان جوعا الى جانبها !!! . ورفضت الجدة ام محمود في البداية الادلاء باي كلمة حول رعايتها للطفلين الا انها عدلت عن موقفها وقالت ( رغم انفصالي عن زوجي منذ ما ينوف على الـ 19 عاما الا انني قمت بواجبي تجاه ابنائي على اكمل وجه .. ومنذ ذلك الحين لم اسأل احدهم الحاجة. وعندما اهلكني الجوع وابنائي ذات يوم قمت ببيع "وحدة " من دمي مقابل سبعة دنانير لإطعامهم الخبز وها أنذا اعمل لمواصلة رسالتي كأم ولن اتخلى عن اولاد ابني .. ولكن والد الطفلين قاطع امه ليقول/ انه لن يبقى كل العمر بعيدا عنهما ويتطلع الى مساعدة اهل الخير من اجل عودة طفليه الى كنفه لانه عاجز عن القيام بدوره الحقيقي كأب ) . محمد خليل الرجوب من لجنة صدقات الامام مسلم التابعة لوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والمطلع على احوال هذه العائلة يصف حالها بالمحزن والغريب متسائلا كيف يحرم الانسان من اولاده وهم على مسافة منه فلا هو بقادر على العيش معهما بسبب فقر عائلته ولا بقادر على احتضانهما في بيته الاشد فقرا . ويضيف ان الله سبحانه وتعالى اعان اهل الخير على تزويدهما ببعض من متطلبات الحياة لكنها بكل الاحوال لا تقدم حلا جذريا لفقرهما الشديد .

اضافة اعلان