توافق إسرائيلي أميركي ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية

المحكمة الجنائية الدولية - (ارشيفية)
المحكمة الجنائية الدولية - (ارشيفية)

برهوم جرايسي

الناصرة - أظهر الموقفان الرسميان الأميركي والإسرائيلي توافقا في الاعتراض على قرار المدعية العامة الرئيسية في المحكمة الدولية في لاهاي، الشروع بفحص أولي لشبهات ارتكاب جرائم حرب في الضفة وقطاع غزة المحتلين، وفق نص القرار، إذ أدانت الخارجية الأميركية القرار، فيما أكدت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وغيره من ساسة إسرائيل على رفض القرار، وحتى مقاطعة المحكمة الدولية.اضافة اعلان
وكانت المدعية العامة الرئيسية للمحكمة الدولية، فاتو بنسودا، قد أعلنت أمس الأول السبت، بأنها ستشرع في فحص أولي واستباقي، في نهايته فقط، تقرر إذا كانت توجد قرائن كافية لفتح تحقيق. ويدور الحديث عمليا عن خطوة أولى في اجراء قانوني حيادي، في الوقت الذي من شأنه أن يؤدي الى رفع لوائح اتهام مستقبلية ضد جهات اسرائيلية، وحتى فلسطينية. وقد اتيحت الخطوة القانونية بفضل انضمام الفلسطينيين الى ميثاق روما في مطلع الشهر ردا على الجمود السياسي.
وذكرت صحيفة هآرتس أمس، أن نتنياهو أجرى في نهاية الأسبوع الماضي، اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وطلب منه أن تتجند واشنطن لإحباط قرار محكمة الجنايات الدولية. وأضافت أن أعضاء بارزين في الكونغرس الأميركي بدأوا ينشطون في أعقاب الإعلان عن قرار المحكمة الدولية من أجل وقف المعونات الأميركية للسلطة الفلسطينية. 
وأصدرت إسرائيل، بيانات على ألسنة قادتها، ترفض القرار فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جيفري راثكي في بيان في نهاية الأسبوع الماضي، قال فيه، "نحن نختلف بشدة مع الخطوة التي قامت بها اليوم المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية. إنها لمهزلة مأسوية أن تكون إسرائيل، التي واجهت آلاف الصواريخ الإرهابية التي أطلقت على مدنييها وأحيائها، هي الآن موضع تدقيق من جانب المحكمة الجنائية الدولية".
وقال نتنياهو في كلمته الافتتاحية لجلسة حكومته الأسبوعية أمس الأحد، إن إسرائيل ترفض رفضا قاطعا القرار الفاضح الذي اتخذته المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية وفي أعقاب هذا القرار، قد أعلنت حماس أنها ستقدم دعوى قضائية ضد دولة إسرائيل ولن أستغرب إذا قام كل من حزب الله وداعش والقاعدة بمثل هذه الخطوة أيضا. إلى أي درجة من السخافة تدهورت المحكمة الدولية.
وتابع نتنياهو قائلا، إنه "أياما قليلة فقط بعد أن ارتكب الإرهاب الإسلامي المتطرف مجزرة في فرنسا، قررت المدعية العامة للمحكمة الدولية الشروع في فحص ضد دولة إسرائيل التي تدافع عن مواطنيها من حماس، تلك المنظمة الإرهابية التي يدعو ميثاقها إلى ارتكاب مجزرة بحق اليهود أينما كانوا. هذه هي حماس ذاتها التي تحالفت مع السلطة الفلسطينية إذ أطلق أفرادها مجرمو الحرب آلاف الصواريخ على المواطنين الإسرائيليين أثناء الصيف المنصرم".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن اسرائيل تفحص عدة امكانيات للرد على المحكمة، ومن بينها، "تجفيف مصادر تمويل المحكمة من خلال مموليها الاساسيين كندا والمانيا، وتشكيل جبهة سياسية موحدة ضد عملها"، واضافت الصحيفة، أن "في اسرائيل توجد أيضا أصوات تدعو الى عدم التعاطي مع المحكمة "كعدو"، بل عرض الادلة عليها "للانتصار على الفلسطينيين في لعبتهم".

[email protected]