توضيح من أمين عام حزب العمل الإسلامي حمزة منصور

عطوفة رئيس تحرير صحيفة الغد الغراء المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..
فإني أرجو نشر التوضيح التالي رداً على مقالة الكاتب الصحفي الأستاذ فهد الخيطان عملاً بحق الرد. شاكراً للصحفي والصحيفة اهتمامهما بما يصدر عن حزب جبهة العمل الإسلامي، مرحباً بكل نقد بناء نعتبره إسهاماً في ترشيد المسيرة.اضافة اعلان
إن مقالة الأستاذ فهد الخيطان اليومية موضع اهتمامي على الدوام، ولعلها من المقالات القليلة في صحفنا الأردنية التي أحرص على قراءتها كاملة تقديراً للموضوعات التي يطرقها، والموضوعية التي يلتزمها، ولكنني فوجئت بمقالته يوم السبت الواقع في 28 رمضان 1435هـ الموافق 26 تموز 2014م. تحت عنوان (موقف الإسلاميين من داعش)، حيث رأيت فيها كما رأى الإخوة الذين هاتفوني استثناء لما عرف عن الكاتب العزيز. فقد أشار الى تعطش أوساط سياسية وإعلامية لسماع موقف الحركة الإسلامية في الأردن من تنظيم داعش، وأن بياناً مقتضباً صدر عن حزب جبهة العمل الإسلامي دان فيه ترحيل المسيحيين من العراق لم يذكر فيه ما حصل للمسيحيين من تهجير هو الأكبر في الشرق منذ الحرب العالمية الأولى، ولم يأت على ذكر “داعش” بوصفها الجماعة المسؤولة عن هذه الجريمة، وإنما تعمد التعميم وبلغة مواربة وطرية، ولم يعبر الإسلاميون عن موقفهم من جرائم “داعش” في سورية والعراق. وختم مقالته بالإشارة الى أسئلة كبرى قفزت إلى السطح حول مستقبل الإسلام السياسي، وأسماه أخطاء التجربة الأولى للإخوان المسلمين، واتهامات لهم من قبيل أنهم تيار إقصائي يسعى إلى فرض نموذجه على الشعوب، ودعوته للإسلاميين باستغلال اللحظة للتعريف بأنفسهم، حتى لا تنقلب اللحظة ضدهم.
ومع تقديري لنبل مقصد الكاتب العزيز، إلا أنني أود توضيح الحقائق التالية:
1 - إن موقف حزب جبهة العمل الإسلامي من الإرهاب والتطرف بكل أشكاله الرسمية وغير الرسمية، ومن التعصب بكل عناوينه الطائفية والمذهبية والعرقية واضح ومؤكد عليه باستمرار، ليس مجاملة لأحد، وإنما من قناعة إيمانية راسخة بأن التعصب مذموم ومنتن ومتبرأ منه، لقول نبينا صلى الله عليه وسلم “دعوها فإنها منتنة” و”ليس منا من دعا إلى عصبية”، وقد ترجمت الحركة الإسلامية هذا المفهوم بالمواقف والأفعال وليس بالتنظير والأقوال، والعلاقة المتميزة بينها وبين الكثيرين من الرموز المسيحية في هذا البلد تؤكد ذلك .
2 - إن حزب جبهة العمل الإسلامي في موقفه من الأشخاص والهيئات يتجه إلى السلوك وليس إلى الأعيان، فهو يشيد بالمواقف والسياسات الإيجابية، وينتقد المواقف والسياسات السلبية، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم القائل “ما بال أقوام يقولون كذا وكذا” وعملاً بوصية الإمام حسن البنا رحمه الله القائل “لا تجرحوا الأشخاص ولا الهيئات”.
3 - إن التصريح الذي دان فيه حزب جبهة العمل الإسلامي الاعتداء على المسيحيين في العراق لم يكن تصريحاً مستقلاً، وإنما جاء في سياق تصريح درج على الإدلاء به في أعقاب كل اجتماع للمكتب التنفيذي، يتناول جميع القضايا المستجدة على مختلف الصعد الوطنية والعربية والإسلامية. وقد جاء هذا التصريح في أجواء العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، الذي يتوجب أن يحظى بأعلى درجات الاهتمام ولاسيما في هذه المرحلة.
4 - إن تنظيم ما سمي “داعش” ما زال يلفه الغموض، وهو بالمناسبة اسم مرفوض من تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق كما يؤكد الأستاذ صباح المختار، وما أخال أحداً ينسبه لهذا التنظيم أو يحسبه عليه. وأن هذا التنظيم ما زالت تختلف بشأنه التصنيفات والتقديرات، وإن كنا لا نوافقه كما لا نوافق غيره على أي اجتهاد أو سلوك يتنافى مع مبادئ الإسلام، وفي مقدمتها صون دم الأبرياء. وما زلنا نلحظ خلافاً كذلك حول حجم التنظيم وتأثيره، وإن كان الإعلام يصوره على أنه القوة الرئيسة في العراق والشام، بينما يؤكد الكثيرون أنه ليس إلا فصيلاً التقت مصالحه مع مصالح أبناء العشائر في العراق، في الانتفاضة في وجه التعصب المذهبي، وتهميش المكون السني في العراق.
5 - إن العبارات التي ساقها الكاتب الكريم لا تعبر عن مستوى الإدانة لاستهداف المسيحيين في العراق وتهجيرهم وإنما جاءت الفقرة المشار اليها لتتحدث عن أن المسيحيين العرب جزء من الأمة، ومكون من مكوناتها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وهم شريك في بناء حضارة الأمة، والدفاع عنها، وأن الإساءة إليهم والى كنائسهم خروج على مبادئ الإسلام التي أكدتها نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وعلى سماحة الإسلام التي عبر عنها المسلمون في عصورهم الزاهرة.
6 - وأخيراً فإن الإسلاميين ممثلين بحزب جبهة العمل الإسلامي والحركة الاسلامية عموماً وأعني هنا جماعة الإخوان المسلمين كتاب مفتوح، أدبياته ومواقفه معروفة للقاصي والداني، وليسوا طارئين على الحياة السياسية، ولا يحتاجون الى التعريف بأنفسهم.