تونسي يكشف "الجندي المجهول" وراء منح جائزة نوبل لنجيب محفوظ

تونسي يكشف "الجندي المجهول" وراء منح جائزة نوبل لنجيب محفوظ
تونسي يكشف "الجندي المجهول" وراء منح جائزة نوبل لنجيب محفوظ

 

     القاهرة - نفى ناقد تونسي أن تكون مساندة إسرائيلية من أي نوع هي السبب في فتح الطريق أمام حصول الروائي المصري نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الآداب مشيرا إلى أن ناقدا مصريا يقيم في السويد كان "الجندي المجهول وراء الجائزة."

اضافة اعلان


    وقال حسن أحمد جغام في كتابه (شذرات من النقد والأدب) إن بعض المصريين  يصدقون "ادعاء" يلمح إلى أن إسرائيل كانت وراء ترشيح الروائي المصري إلى الأكاديمية السويدية التي منحت جائزة نوبل لمحفوظ عام 1988.


     وأضاف أن هؤلاء المثقفين لا يزالون يرفضون الاعتراف بأن من "كان سببا في منح جائزة نوبل لنجيب محفوظ هو أحد المصريين... ويبدو أن أستاذنا الكبير نجيب محفوظ نفسه قد صدق هذه الأكذوبة."


     ويقع كتاب جغام الذي أصدرته في الآونة الأخيرة دار المعارف بتونس في 160  صفحة ويتضمن دراسات منها "لغة الحيرة والقلق في أعمال (التونسي) مصطفى الكيلاني" و"رؤية قاصرة عن الإنتاج الفكري المغاربي" و"مكانة اللغة العربية في تونس وقضية التعريب".


     وقال جغام إن صاحب الدور في جائزة نوبل لمحفوظ هو الناقد المصري عطية عامر المقيم في ستوكهولم حيث تلقى من الأكاديمية السويدية في أكتوبر تشرين الأول عام 1978 خطابا "يقترحون عليه أن يختار شخصية عربية يراها مؤهلة للترشيح للجائزة." وأشار إلى أن عامر كان زميلا لكتاب مصريين بارزين منهم عبد الرحمن الشرقاوي (1920 - 1987) وأحمد هيكل وزير الثقافة المصري السابق.


     وذكر ان الناقد المصري ألقى محاضرات في جامعة ستوكهولم نهاية عام 1967  عن أحقية عميد الأدب العربي طه حسين (1889 - 1973) بجائزة نوبل ولكن الظرف السياسي لم يكن مواتيا ولا في صالح العرب آنذاك.


    ورفض جغام الربط بين الجائزة ومواقف محفوظ المؤيدة لمعاهدة كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل في نهاية السبعينيات مضيفا أن"هذا الادعاء يخدم إسرائيل خدمة مجانية ويسيء لنجيب محفوظ إساءة معنوية بليغة عن قصد أو عن غير قصد إذ لا تعني غير أنه لم يتحصل على هذه الجائزة بسبب مستوى إبداعه وإنما بسبب دعم إسرائيلي."


    وقال إن في مكتبته اثني عشر كتابا من تأليف عامر معظمها من منشورات جامعة ستوكهولم منها (دراسات في الأدب العربي الحديث) وكتاب ضخم عن الأدب الفرعوني عنوانه (الأدب المصري القديم).


     ونشر الكتاب رسالة من عامر إلى المؤلف أشار فيها إلى إنه لم يحاول الكتابة عن دوره في ترشيح محفوظ للجائزة قبل حصوله عليها أو بعد ذلك وأن هدفه الآن "تكذيب المزاعم الإسرائيلية والتأكيد بأن نجيب محفوظ حصل على الجائزة بإنتاجه الأدبي الرائع وأن من قام بترشيحه بناء على طلب من الأكاديمية السويدية هو مواطن مصري اسمه عطية عامر يسكن في السويد."


      وأشار عامر في الرسالة إلى أنه أجبر على الهرب من بلاده وترك عمله في جامعة القاهرة دون تحديد أسباب الهروب أو تاريخه. ولكن الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بمصر جابر عصفور ذكر في إحدى  مقالاته العام الماضي أن عامر "هرب من حملات الاعتقال الناصرية لليساريين المصريين سنة 1959 واستقر في السويد مع زوجته السويدية وحصل على الجنسية السويدية وتقلب في المناصب الجامعية إلى أن أصبح رئيسا لقسم الدراسات العربية والسامية في جامعة ستوكهولم."


      وقال عصفور لرويترز إن علاقته بعامر انقطعت في الفترة الأخيرة ولكنه يحمل له كثيرا من التقدير إذ "لم يتردد في دعوتي للعمل معه في جامعة ستوكهولم عندما عرف أنني فصلت من جامعة القاهرة" في مطلع الثمانينيات.


    ولجغام دراسات منها (في بيت توفيق الحكيم) و(طه حسين وابن خلدون)  و(الجنس في أعمال الإمام السيوطي) إضافة إلى (طه حسين.. قضايا ومواقف).