تونس تضع نصب عينيها الفوز على أستراليا والاقتراب من الأدوار الإقصائية

يسعى منتخب تونس لتحقيق انتصاره الأول في مسيرته ببطولة كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا في قطر، حينما يواجه منتخب أستراليا ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة الرابعة من مرحلة المجموعات للمسابقة. وافتتح المنتخب التونسي، الذي يشارك للمرة السادسة في تاريخه بكأس العالم والثانية على التوالي، مشواره في المونديال، بالتعادل بدون أهداف مع منتخب الدنمارك يوم الثلاثاء الماضي، ليتقاسم المنتخبان المركز الثاني في ترتيب المجموعة برصيد نقطة واحدة، بفارق نقطتين خلف المنتخب الفرنسي (المتصدر). في المقابل، يتذيل منتخب أستراليا، الذي يسجل ظهوره السادس أيضا في بطولات كأس العالم، ترتيب المجموعة، بلا رصيد من النقاط، عقب خسارته القاسية 1-4 أمام منتخب فرنسا في الجولة الأولى. وقدم المنتخب التونسي عرضا رائعا أمام نظيره الدنماركي، حيث كان قريبا من اقتناص النقاط الثلاث وتحقيق انتصاره الأول في تاريخه بالمونديال على أحد المنتخبات الأوروبية، لولا سوء الحظ الذي لازم لاعبيه في الفرص التي سنحت لهم خاصة في الشوط الأول. وخلال مواجهة الدنمارك، خرج منتخب تونس بشباك نظيفة لأول مرة في كأس العالم منذ نسخة عام 1978 بالأرجنتين عندما تعادل بالنتيجة ذاتها أمام منتخب ألمانيا الغربية. ويدرك فريق المدرب المحلي جلال القادري أنه يتعين عليه الفوز اليوم من أجل إنعاش آماله في الصعود للأدوار الإقصائية في المونديال للمرة الأولى في تاريخه، لاسيما وأنه سوف تنتظره مواجهة من العيار الثقيل أمام منتخب فرنسا يوم الأربعاء القادم في ختام لقاءاته بدور المجموعات. ويطمع منتخب تونس في مواصلة تفوقه على نظيره الأسترالي، في اللقاء الرسمي الثاني الذي يجرى بين المنتخبين، بعدما سبق لمنتخب “نسور قرطاج” الفوز 2-0 على منافسه في بطولة كأس القارات، التي أقيمت في ألمانيا العام 2005. كما يرغب المنتخب التونسي، الذي يلعب مباراته الـ18 في تاريخه بكأس العالم في الظفر بانتصاره الثالث في مسيرته بالمونديال، التي بدأت قبل 44 عاما. وأهدى المنتخب التونسي أول انتصار للكرة العربية في كأس العالم، حينما فاز على المكسيك بنسخة العام 1978، لينتظر بعد ذلك 40 عاما حتى حقق فوزه الثاني في البطولة الأهم والأقوى بعالم الساحرة المستديرة، عندما تغلب على بنما في النسخة الماضية التي أقيمت بروسيا العام 2018. وتبدو جميع أوراق منتخب تونس الرابحة جاهزة للقاء، بقيادة صانع الألعاب يوسف المساكني ولاعب الوسط عيسى العيدوني والمهاجم عصام الجبالي، بالإضافة للنجم المخضرم وهبي الخزري. في المقابل، يسعى المنتخب الأسترالي لتعويض خسارته في الجولة الافتتاحية أمام منتخب فرنسا، وتحقيق انتصاره الثالث في تاريخ مشاركاته بالمونديال. ويعلم لاعبو المنتخب الأسترالي أن الخسارة أمام تونس سوف تعني الإقصاء من مرحلة المجموعات رسميا، دون انتظار اللقاء الأخير للفريق في المجموعة أمام منتخب الدنمارك. ولم يتمكن منتخب أستراليا من تحقيق الفوز سوى في مباراتين فقط خلال 17 مباراة خاضها طوال مسيرته بالمونديال، فيما حقق 4 تعادلات و11 خسارة. ومازال فريق المدرب جراهام أرنولد يبحث عن انتصاره الأول في لقاءاته بكأس العالم منذ نسخة مونديال جنوب أفريقيا عام 2010، حيث فشل في تحقيق أي فوز في مبارياته السبع الأخيرة بالمسابقة، التي شهدت تعادله في لقاء وحيد مقابل 6 هزائم. وأكد مدرب المنتخب التونسي جلال القادري أن مباراة أستراليا ستكون “المفتاح” لعبور محتمل إلى الدور الثاني في سادس مشاركة لبلاده في نهائيات كأس العالم. وتلتقي تونس في آخر مبارياتها في دور المجموعات منتخب “الديوك في الثلاثين من الشهر الحالي، فيما تلعب الدنمارك أمام أستراليا في اليوم ذاته. وقال القادري في مؤتمر صحافي عقده عشية اللقاء المنتظر “لن تختلف مباراتنا أمام أستراليا عن سابقتها، فهي ستكون صعبة. منذ اجراء القرعة كنا نعلم أن مباراة أستراليا ستكون المفتاح وشعرنا بالرضى من نتيجتنا أمام الدنمارك وحصدنا نقطة”. وتابع “في حال أردنا التأهل إلى الدور الثاني فان الانتصار مفروض علينا وكذلك حتمية تسجيل الأهداف رغم احترامنا للمنتخب الأسترالي صاحب الامكانات الفنية والبدنية العالية”. وعن تحضيرات تونس قال “علينا الحفاظ على تركيزنا والظهور بأفضل حالة بدنية، وكما أردد دائماً الحفاظ على ثوابت المنتخب التونسي وإرثه والخبرة الّتي اكتسبها في المشاركات السابقة”. وفي سؤال عن خصائص المنتخب الاسترالي، قال “لا توجد أي مباراة تشبه الأخرى والمنتخب الدنماركي يملك خصائصه الفنية وكذلك نظيره الأسترالي.. ولكن من ناحيتنا نتمسك دائماً بثوابتنا مهما كان اسم الخصم أو هوية المنافس”. وأردف “يُعتبر المنتخب الاسترالي مزيجاً من الكرة الآسيوية بمواصفات أوروبية، فعلى المستوى البدني هو قادر على بذل الكثير من المجهود البدني. يلعب بمستوى عال جداً وهذا مهم جداً في كرة القدم الحديثة، وفي التحولات مميز جداً ويتعامل مع الضغط بشكل جيد ويبني الهجمات بطريقة ممتازة جداً. لديه بعض نقاط الضعف وآمل أن نتعامل معها بشكل جيد”. وتطرق القادري إلى مسألة عدم اعتماده على بعض الكوادر المهمة في المنتخب أبرزهم وهبي الخزري، قائلاً “كل مباراة لها خصائصها وتفرض نوعية لاعبين والحمد لله كنا موفقين بخياراتنا (أمام الدنمارك). سيحصل هؤلاء اللاعبون على فرصة للعب في النهائيات”. بدوره، قال لاعب خط الوسط إلياس السخيري “تحضرنا لهذه المباراة بجدية تامة ونعلم صعوبة كأس العالم وننتظر مباراة صعبة (أمام استراليا). آمل في أن تكون المجموعة جاهزة لتحقيق نتيجة جيدة. بهذه الذهنية سنخوض مباراة الغد”. وأكد لاعب كولن الألماني أنه سيضع بتصرف بلاده الخبرة التي اكتسبها في السنوات الماضية، و”هي نقطة مهمة لهذا النوع من المسابقات وبدوري أحاول أن أكون قائداً وحاضراً وأن أكون جاداً في عملي والتأقلم مع المجموعة”. -(وكالات)اضافة اعلان