جامعة الحسين: البيروقراطية تعرقل استحداث كلية طب أسنان منذ 4 سنوات

حسين كريشان

معان- رغم استكمال مراحل ومتطلبات معايير الاعتماد الأكاديمية والفنية، الصادرة عن هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي، لإنشاء كلية لطب الأسنان في جامعة الحسين بمعان إلا التنفيذ،إلا أنه لم يبدأ منذ 4 سنوات لأسباب غير مفهومة، كما يقول سكان في المحافظة.اضافة اعلان
ويتساءل هؤلاء السكان عن أسباب عدم البدء بالمشروع، مع انه يقع في نطاق خطة الجامعة لتطوير وإقامة كليات طبية متكاملة، مشيرين إلى أن تأخر إنجازه مستغرب، بخاصة وأن جهات وعدت أكثر من مرة، بتنفيذه، لكن تلك الوعود لم تتحقق.
وكشفت مصادر في الجامعة، أن هناك موافقة سابقة عليه منذ العام 2018، أي قبل نحو 4 سنوات، لكن الإدارات السابقة للجامعة ونتيجة تعثر متابعة وتوفير متطلبات افتتاحه، وجراء مرور الفترة الزمنية المحددة لذلك وفق معايير الهيئة للترخيص، اعتبرت قرار الموافقة غير مستوف لشروط افتتاح الكلية.
وأشارت المصادر نفسها، إلى أن الجامعة تقدمت مرة أخرى للحصول على الترخيص، بعد تعثر افتتاحها، وعند عرضه على الهيئة، لم يوافق عليه بسبب نقص في تحقيق شروط الهيئة، بينما اكدت مصادر في وزارة التعليم العالي، أن الترخيص قائم، ولم يلغ إطلاقا.
وأشارت إلى عدم صحة الإشاعات المتداولة على منصات التواصل، مبينة أن وثائق إجراءات استكمال الكلية بالتعاون مع الهيئة، تسير وفق التشريعات النافذة.
وكان مجلس أمناء الجامعة في السابع من كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، وبرئاسة رئيسه الدكتور محمد الذنيبات وبحضور رئيس الجامعة الدكتور عاطف الخرابشة، وافق على استحداث الكلية مجددا، بعد استكمال مراحل ومتطلبات معايير الاعتماد، بالإضافة لاستحداث تخصصات تواكب متطلبات سوق العمل الوطني، كبكالوريوس علم البيانات والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، وإنشاء المركز الوطني للأبحاث والذكاء الاصطناعي والتعلم عن بعد.
رئيس الجامعة الدكتور عاطف الخرابشة، بين أن هذا المشروع تعثر في فترة سابقة، مؤكدا بدء مراحل انجازه على ارض الواقع مع بداية العام المقبل، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي.
وأشار الخرابشة، الى أن مجلس أمناء الجامعة وافق عليه، لمواكبة متطلبات سوق العمل، لأثره الايجابي على مخرجات الجامعة العلمية والمواطن، كما جعلته هدفا استراتيجيا لها في عملها الأكاديمي وبرامجها القائمة على البحث والمعرفة.
وبين ان إدارة الجامعة، بدأت التحرك وعقد اجتماعات ولقاءات متتالية مع عاملين في وزارة الصحة ونقابة أطباء الأسنان، و"تلقينا الدعم منهم في هذا الشأن".
وقال الخرابشة، إن مبنى الجامعة القديم، كان يتسع لنحو 4 آلاف طالب، لكنهم انتقلوا الى الموقع الدائم للجامعة، فخلت المنطقة، لكننا قمنا بتهيئة المبنى القديم، ليصبح مقرا لكلية طب الاسنان، كما واطلعت فرق ولجان الوزارة على جاهزية المبنى.
ولفت الى أن المشروع، أحد أهم أولويات الجامعة، اذ سيصبح مبناها القديم مجمعا طبيا متكاملا، تتبعه كليات صيدلة وطب بشري، وتمريض وهي موجودة حاليا.
ولفت الى أن هذين المبنيين؛ القديم والدائم، يقعان بين مستشفيي معان الحكومي ومعان العسكري، وبالتالي ستعقد اتفاقيات وتعاون مع وزارة الصحة والقوات المسلحة لتدريب طلبة الكليات.
وأضاف الخرابشة، أن إدارة الجامعة تركز على استحداث تخصصات جاذبة للطلبة من المملكة وخارجها، ما سيحفظ ديمومة واستمرارية عملها، مبينا أن استحداث كلية طب الأسنان، العملية الأولى في إقليم الجنوب، وستسهم بخدمته، لتصبح ضمن متطلبات الجامعة لاستكمال استحداثاتها لكليات وأقسام جديدة.
وأوضح أن خطة الجامعة لاستحداث الكلية، حكمتها سياقات علمية وضوابط ومتطلبات واشتراطات حققتها على ارض الواقع، اذ خصصت مباني وخطة إيفاد وكوادر تدريسية ومختبرات فنية، تتماشى واستراتيجيتها الجديدة.
رئيس بلدية معان السابق الدكتور أكرم كريشان، قال إن إنشاء الكلية مطلب حيوي، يسهم بارتقاء الجامعة، ويتماشى مع ما تشهده المملكة من نهضة وتطور مع بداية دخولها الى المئوية الثانية، لما ستحققه من إكمال منظومة خدماتها الطبية، كما وسيسد النقص في مجال أطباء الأسنان، ويوفر كوادر طبية مؤهلة تكون إضافة حقيقية للطب في المملكة.
ويأمل كريشان، الاستعجال بإنشاء الكلية، لما لها من أهمية بتحقيق تطور الجامعة، واستكمال استراتيجيتها في التوسع بتخصصاتها التي تراعي متطلبات سوق العمل المحلي والعربي، والإسهام بزيادة الطاقة الاستيعابية، وتعزيز حركة البحث العلمي في البلاد، وإضافة تخصصات تواكب التطورات التكنولوجية والاقتصادية للعصر.
واعتبر رئيس غرفة تجارة وصناعة معان عبدالله صلاح، أن الكلية أهم مشروع تحديثي للجامعة منذ نشأتها، وستنهض بمستواها، برغم ما تعانيه من أوضاع مالية صعبة.
بينما أشار الأكاديمي في الجامعة الدكتور أنس أبو كركي، الى أهمية إنشائها، لتخريج أطباء أسنان يعملون على تطوير وتقدم هذا المجال الطبي، وسد النقص فيه، بخاصة في إقليم الجنوب الذي يفتقر لهذا التخصص.
وأشار ابو كركي الى أن إدارة الجامعة، وفرت متطلبات واشتراطات استحداث الكلية، بعد أن قدمت مختبرات وبنية تحتية وكوادر تدريسية مميزة، اذ ستكون لذلك انعكاسات ايجابية على الجامعة ومخرجاتها، وستسهم بإكمال منظومتها الاكاديمية الطبية.