جراح غزة حاضرة في أفراح الضفة الغربية

نابلس - على وقع أغنيات المقاومة، وبملابس نقشت عليها شعارات تأييد لغزة، اصطف أصدقاء "غانم" يحيون ليلة زفافه بالضفة الغربية.
فعلى عكس كثير من شباب الضفة الذين أجلوا أو ألغوا أفراحهم بسبب العدوان الإسرائيلي على أشقائهم بقطاع غزة، تمسك غانم أحمد فرعوني (29 عاما) بعدم إلغاء أو حتى التقليل من مظاهر الفرح.اضافة اعلان
وأقبل غانم -وهو من قرية برقة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية- على إتمام زواجه بكل تفاصيله، بدءًا من حفل السهرة مرورًا بوليمة الغداء والحنّاء وانتهاءً بحفل الزفاف الذي تحول إلى عرس وطني داعم لغزة.
وطوال ساعات الحفل الأربع، لم تتوقف الأغنيات الوطنية والثورية الداعمة للمقاومة من قبيل "غزاوي شعلها نار" و"الله معك يا غزة".
وبدلا من أن يحملوا العريس على أكتفاهم، رفع أصدقاء غانم أعلام فلسطين ورايات المقاومة، وارتدى بعضهم قمصانا سوداء كتب عليها "كلنا غزة" و"فلسطين تقاوم".
من جهته، قال والد العريس أحمد فرعوني إنه حجز فرقة غنائية قبل شهرين لإحياء الحفل "الذي تزامن مع العدوان على غزة". مضيفًا أن الفرقة "حاولت الاعتذار" عن الحفل "لكننا أخبرناهم أننا سنعدل برنامج الحفل ليصبح عرسا وطنيا يشارك فيه كل أهل القرية دعما لغزة".
وفي حديث للجزيرة نت تابع فرعوني موضحا أن "الفرقة قدمت الأغاني الوطنية والحماسية التي استنهضت همم الحاضرين وأحيت روح النضال والمقاومة فيهم بعد أن اعتادوا سماع أغاني الزجل والتراث والأغاني الحديثة، ولم نكن نتوقع أن يتحول الحفل لمهرجان دعم ومساندة لغزة".
أما أحمد صلاح -أحد المدعوين- فيرى أن فكرة تحويل الحفل لعرس وطني "كانت إيجابية ولافتة وحظيت بإعجاب كثيرين من أهل القرية والمدعوين من خارجها".
وأضاف صلاح -في حديثه للجزيرة نت- أن الشعور العام بصعوبة الأوضاع في غزة والضفة معا "هو الذي أنجح العرس على هذا النحو". مؤكدًا أن الحزن كما الفرح "لا بد أن يكون مشتركا ومتزنا ومقبولا".
ورغم تقبل كثيرين ما أقبل عليه غانم، فإن آخرين ما يزالون متمسكين بالاقتصاد في مظاهر الفرح، تضامنًا مع الموت والحزن المخيم على قطاع غزة.
ضياء سيف (32 عاما) من القرية ذاتها، لم يتبق على موعد عرسه إلا يومان، وقد ألغى معظم مظاهر الاحتفال التي كانت مقررة، وقال -للجزيرة نت- إن عرسه "سيقتصر على عائلته وعائلة زوجته وبعض المقربين فقط"، وإنه سيقيمه بقاعة مغلقة.
وأضاف أنه منذ خطبته قبل عام عمد إلى حجز فرقتين موسيقية وشعبية تراثية لإحياء حفل زواجه، إلا أنه ألغى كل هذا "بعد الذي وقع في غزة".
الشاب الثلاثيني أكد أنه "لا يبيع شعارات ولن يخدع نفسه بمظاهر فرح كاذبة لا تعبر عن حقيقة الجرح والألم". قائلا إن صدق المشاعر مع غزة ومع هذه الدماء التي ما تزال تسيل "هو ما دفعني لإلغاء الحفل ولو استطعت لألغيت كافة المراسم".
ولم يكتف كثير من المقبلين على الزواج بإلغاء حفلات العرس للتعبير عن تضامنهم مع أهل غزة، فاعتذر بعض الأزواج عن دعوة عدد كبير من الناس وإقامة الولائم وحجز الصالات وحفلات زفاف العروسين.
ويقول المغني علاء أبو الهيجا إنهم "ألغوا كافة الحجوزات التي كانت مقررة عقب الحرب على غزة، رغم أن هذا موسم عملنا الذي ننتظره سنويا". معتبرًا أن هذا نوع من المساندة "ولو بالقليل لمن يقتلون وتهدم بيوتهم فوق رؤوسهم دفاعا عن كرامة الأمة".
وأكد أبو الهيجا أنهم تضرروا فعلا من إلغاء الحفلات التي تتراوح أجرتها بين 2 و3 آلاف دولار لكل حفلة لكنهم "غير نادمين".-(الجزيرة نت)