جرش: إزالة الأعشاب وحراثة أراضي الغابات لحمايتها من الحرائق

1560265915311054000
1560265915311054000

صابرين الطعيمات

جرش– بدأت مديرية زراعة جرش باتخاذ إجراءات قصوى في سبيل مكافحة الحرائق التي تنشب يوميا بالغابات وتهدد الثروة الحرجية، وكان آخرها الحريق الضخم في غابة ثغرة عصفور، وفق مدير زراعة جرش المهندس خالد الشوبكي.اضافة اعلان
وقال الشوبكي، إن المديرية تقوم حاليا بالتعاون مع مديرية الأشغال والبلديات بفتح طرق جديدة وممرات ترابية في الغابات وتكثيف الزيارات الميدانية على المزارعين، وخاصة المزارع القريبة من الأحراش وتهدد الغابات، بهدف تنظيف الأعشاب منها والإسراع في حراثتها للحد من نشوب الحرائق فيها.
وبين الشوبكي، أن خطوط النار والآبار وأبراج المراقبة وصهاريج المياه جاهزة، مشيرا إلى أن التنسيق مع الأجهزة المعنية في أعلى المستويات.
وقال إن كوادر الحراج وموظفي مديرية الزراعة يقومون بالعمل على مدار الساعة بزيارة المزارعين، وحثهم على ضرورة إزالة الأعشاب الجافة، التي تعد وقودا للحرائق وتتجدد عشرات المرات يوميا، وخاصة حرائق الأعشاب الجافة.
وأكد الشوبكي، أن كمية الأعشاب والشجيرات الجافة في محافظة جرش كثيرة وكبيرة جدا ويصعب على موظفي الزراعة جمعها وتنظيفها بدون مساعدة المزارعين أصحاب الملكيات الخاصة والهيئات الشبابية والتطوعية، سيما وأن كميات الأعشاب كبيرة جدا وكثيفة ودرجات الحرارة مرتفعة، مما يساعد على نشوب الحرائق بسرعة ومساحات كبيرة.
واضاف ان مديرية زراعة محافظة جرش فعّلت خطة مكافحة الحرائق لهذا العام والتي تهدف للقضاء على حرائق الغابات في محافظة جرش بمختلف المساحات، وخاصة في هذا الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة وتزيد خطورة هذه الغابات وفق الشوبكي.
وقال الشوبكي، إن الخطة تتضمن في كل عام خطوات وإجراءات احترازية جديدة وفعالة في القضاء على الحرائق، وخير دليل على نجاحها تراجع حالات الاعتداءات على الثروة الحرجية ليصل إلى 95 اعتداء العام الماضي، فيما كانت لا تقل عن 470 اعتداء قبل نحو 3 سنوات ونسبة التراجع لا تقل عن 50 % سنويا.
وأوضح الشوبكي، أن وزارة الزراعة أنهت بناء آخر خزانين للمياه في منطقة دبين لمكافحة الحرائق، ليصبح عدد الخزانات التي قامت الزراعة ببنائها في جرش 8 خزانات بسعة تجميعية لا تقل عن 1000 متر مكعب من المياه، وهي موزعة في المناطق الأعلى كثافة حرجية في دبين وساكب وثغرة عصفور والمصطبة وبرما، فضلا عن زيادة عدد فريق الإطفاء ليصل إلى 20 موظفا في زراعة جرش بمختلف الآليات والمعدات اللازمة.
وأضاف أنه قد تم تزويد محافظتي جرش وعجلون كذلك بطائرتين بدون طيار وهي تستخدم للكشف عن الحرائق بسرعة فائقة وتحديد الموقع بدقة والطرق التي تؤدي إليه، فضلا عن الكشف عن الاعتداءات على الثروة الحرجية ومواقعها.
ويؤكد الشوبكي ضرورة تفعيل برنامج الشراكة المجتمعية في المشاركة في إطفاء الحرائق في حال نشوبها في المناطق القريبة من الأحياء السكنية، عن طريق تشكيل فرق شبابية متطوعة من سكان القرى والبلدات المجاورة للغابة، وفي حال نشوب حريق يقومون بمساعدة الكوادر في عمليات الإطفاء والتبليغ ومساعدة فرق الإطفاء في الوصول إلى الموقع بأسرع وقت ممكن.
وقدرت وزارة الزراعة- وفق التقارير الأولية- حجم الخسائر في غابة ثغرة عصفور التي شب فيها حريق ضخم قبل نحو أسبوعين، بشفط أكثر من ألف شجر لزاب واحتراق ما بين 300 إلى 400 دونم بشكل كامل من شجر اللزاب، وفق رئيس قسم الحراج المهندس فايز الحراحشة.
ويعتقد الحراحشة أن حريق غابة ثغرة عصفور غير مفتعل وفق التقارير الأولية، سيما وأن الحريق بدأ من مزرعة زيتون مملوكة مملوءة بالأعشاب الجافة الكثيفة ولم يقم أصحابها بتنظيفها وهي قريبة من الغابة والتهمت النيران المزرعة كاملة ومن ثم امتدت إلى الحراج.
ويرى الحراحشة أن سبب توسع الحريق، هو أن الغابة تحريج صناعي قامت بزراعتها وزارة الزراعة قبل خمسين عاما وهي متشابكة وكثيفة الأشجار والغابة الصناعية بعكس الغابات الطبيعية، التي يصعب مرور النيران فيها بهذه السرعة ولهذه المسافات، لأن الأشجار الطبيعية أكثر مقاومة للحريق من التحريج الصناعي.
وأكد الحراحشة، أن غابة ثغرة عصفور من أكبر الغابات الحرجية على مستوى المملكة، ومساحتها لا تقل عن 3 آلاف دونم وفيها شجر لزاب وصنوبر، وهي من المتنزهات الطبيعية في محافظة جرش.