جرش: الحرائق ما تزال تحصد الأشجار المعمرة في الغابات

صابرين الطعيمات

جرش- في الصراع الصيفي المتكرر بين حرائق الغابات ومحافظة جرش، ما يزال الخصم الأول يسجل العديد من النقاط التي تهدد الثروة الحرجية والزراعية في المنطقة، على الرغم من تفعيل المحافظة خطة مكافحة تقول إنها "فعالة" مطلع الشهر الماضي، عبر تعشيب الحشائش الجافة باكرا هذا العام، وزيادة عدد عمال الحراج، غير أن روايات الحرائق شبه اليومية التي بدأت باكرا صيف هذا العام تفند هذه المقولة، لا سيما في غابات برما وثغرة عصفور.اضافة اعلان
عموما، تشكل حرائق الأعشاب الجافة والشجيرات التي تتكرر بشكل يومي في مناطق واسعة في قرى وبلدات محافظة جرش، خطرا حقيقيا على الغابات الحرجية القريبة من الأحياء السكنية والأراضي المملوكة.
ومن المعلوم أن زيادة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير مع وجود كميات كبيرة من الأعشاب الجافة والشجيرات، يساعدان على نشوب عشرات الحرائق يوميا، ما يهدد الغابات الحرجية القريبة من مختلف المواقع المتشابكة والمتشعبة التي تمتد آلاف الكيلومترات، والتي تعتبر متنزهات طبيعية ومحميات ومقصدا سياحيا معروفا على مستوى العالم.
إلى ذلك، قامت مديرية زراعة محافظة جرش بداية الشهر الماضي بوضع خطة مكافحة الحرائق لهذا العام، والتي تهدف للقضاء على حرائق الغابات في محافظة جرش بمختلف المساحات وخاصة في هذا الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة وتزيد خطورة هذه الغابات وتنشط حركة التنزه وفق رئيس قسم الحراج في زراعة جرش المهندس فايز الحراحشة .
وقال إن الخطة تتضمن في كل عام خطوات وإجراءات احترازية جديدة وفعالة في القضاء على الحرائق، مدللة على نجاحها بتراجع حالات الاعتداءات على الثروة الحرجية، وتدنيها إلى 95 حالة في عام ما قبل جائحة كورونا، مقارنة بـ470 قبل نحو 5 سنوات، أي بمعدل
50 % سنويا، غير أن ظروف الجائحة العام الماضي وإجراءات الحظر تسببت برفع عدد الحرائق التي أجهزت على مساحة لا تقل عن 1700 دونم من الأراضي الحرجية.
وكانت وزارة الزراعة أنهت قبل عامين بناء آخر خزانين للمياه في منطقة دبين، ليصبح عدد الخزانات المبنية في المحافظة 8، بسعة تجميعية لا تقل عن 1000 متر مكعب من المياه، موزعة في المناطق الأعلى كثافة حرجية في دبين وساكب وثغرة عصفور والمصطبة وبرما، فضلا عن زيادة عدد فريق الإطفاء ليصل إلى 20 موظفا في "زراعة جرش" يعملون في مختلف البلديات والمعدات اللازمة.
وتضمنت الخطة كذلك فتح خطوط إطفاء جديدة وتنظيف الخطوط القديمة وصيانتها، وتوفير مطافئ ثابتة في دبين ومديرية الزراعة، و3 صهاريج مياه جاهزة على مدار الساعة في مختلف المناطق ذات الكثافة الشجرية، بحسب الحراحشة، فضلا عن توزيع دوريات في مختلف المناطق، وزيادة أعداد أبراج المراقبة اللاسلكية وطوافي الحراج ودوريات المراقبة.
ويضيف أنه قد تم تزويد محافظتي جرش وعجلون بطائرتين مسيرتين للكشف عن الحرائق بسرعة فائقة، وتحديد الموقع بدقة وأفضل الطرق المؤدية إليه، فضلا عن الكشف عن الاعتداءات على الثروة الحرجية ومواقعها.
وغير أن الحراحشة يطالب أيضا بتوفير طائرة للإطفاء في حال نشوب حرائق خاصة في فصل الصيف، للوصول إلى مواقع الحريق ذات التضاريس الصعبة التي يصعب الوصول إليها من كوادر وآليات الإطفاء، كما توفر هذه الطائرات الوقت والجهد وتحد من خسائر الأشجار الحرجية، مذكّرا بأنه تم استدعاء طائرة تابعة لسلاح الجو هذا العام لإطفاء حريق اندلع قبل نحو أسبوع في غابات برما، وكانت تضاريس المنطقة تحول دون وصول فرق الإطفاء إلى الموقع.
ويكشف عن تفعيل برنامج للشراكة المجتمعية في إطفاء الحرائق في حال نشوبها في المناطق القريبة من الأحياء السكنية، عن طريق تشكيل فرق شبابية متطوعة من سكان القرى والبلدات المجاورة للغابة، وفي حال نشوب حريق يقومون بمساعدة الكوادر في عمليات الإطفاء والتبليغ، ومساعدة فرق الإطفاء في الوصول إلى الموقع بأسرع وقت ممكن.
ويعتقد الحراحشة أن فرصة نشوب الحرائق ما تزال قائمة، وأن خطر الحرائق ما يزال يهدد الغابات والمزارع، لوجود آلاف الدونمات من الأعشاب والحشائش التي لم يتم تنظيفها لغاية الآن، كما ما يزال المزارعون يمتلكون فرصة تنظيفها وإزالتها والتخلص منها قبل بدء ذروة موسم الزراعات الصيفية من أشجار الفاكهة واللوزيات والتفاحيات وموسم قطاف ثمار الزيتون، لاسيما وأن هذه الأعشاب والحشائش قد تكون مأوى للحشرات والزواحف والأفاعي الخطرة التي تهدد حياة المزارعين.
ويوضح أن كوادر مديرية الزراعة تصل الليل بالنهار لمراقبة الغابات والحد من العبث بها، ومتابعة نشوب الحرائق، لا سيما وان حركة التنزه بدأت تستعيد نشاطها، ومن ضمنها رحلات الأفواج الكبيرة من مختلف محافظات المملكة، ومنهم من يقوم بسياحة المغامرات ويبيتون أياما عدة داخل الغابات.