
صابرين الطعيمات
جرش – ما تزال المسارات السياحية الثلاثة في محافظة جرش معطلة منذ الشتاء الماضي، رغم ان الموسم السياحي الصيفي في ذروته حاليا، ما حرم تجار الوسط التجاري في مدينة جرش من المنافع التي يمكن ان تقدمها لهم هذه المسارات.
ويتوقف العمل بالمسارات السياحية في جرش بشكل كلي بداية كل فصل شتاء للحفاظ على سلامة السياح، سيما وان هذه المسارات تعتمد على المسير على الاقدام والتجول بين الغابات والمرتفعات الجبلية والسهول، في الوقت الذي تنخفض فيه درجات الحرارة في جرش بشكل كبير خلال الشتاء.
ويشكو تجار الوسط التجاري وأعضاء الجمعيات التعاونية والخيرية وهيئات العمل التطوعي، التي من المقرر ان تعمل في المسارات السياحية الجديدة وهي مسار أم جوزة ومسار غابات السنديان ومسار وادي الذهب، من تعطل هذه المسارات رغم ذروة الموسم السياحي، مطالبين بسرعة تشغيلها لتحقيق الاستفادة منها.
وأكد التجار أن مسار وادي الذهب، والذي تعمل الجهات المعنية على تجهيزه لم يتم تفعيله لغاية الآن، رغم أن الموسم السياحي في ذروته، ولا فائدة من تشغيله في الأشهر المقبلة، سيما وان عدد الزوار ينخفض في الشتاء بحكم الظروف المناخية.
ويرى كذلك أعضاء جمعيات، أن تشغيل هذه المسارات يساهم في توفير فرص عمل لأعضاء الجمعيات، وتوفير دخل إضافي للأسر المنتجة، التي تعمل على تقديم الخدمات السياحية للزوار في هذه المسارات.
بدورها قالت رئيسة جمعية سيدات ساكب الخيرية يسرية العياصرة، أن المسارات السياحية تنشط في فصلي الربيع والصيف ويحتاج فيها الزوار في مختلف القرى والبلدات إلى خدمات الطعام والشراب والإقامة، مشيرة إلى أن كوادر الجمعيات التي تتواجد بهذه المسارات مدربة ومؤهلة للعمل مع الزوار.
وطالبت بأن يتم تفعيلها في الوقت الحالي وبأسرع وقت ممكن، لتوفير فرص عمل لأعضاء الهيئات التطوعية المدربة.
وقالت العياصرة إن المسارات السياحية هي من المواقع النشطة التي توفر مصادر دخل ثابتة للجميعات الخيرية العاملة فيها والتي تكون أغلبية أعضائها من سيدات المجتمع المحلي المنتجة.
وطالبت العياصرة أن يتم دمج الجمعيات الخيرية والتعاونية في برامج المسارات السياحية وتفعيل دورها في تنمية المجتمعات والأسر ذات الدخل المحدود والتي تساعد في إعالتها سيدات المجتمع المحلي، من خلال الصناعات الغذائية والحرفية والمهنية.
وأكد رئيس جمعية الحرفيين صلاح العياصرة، أن المسارات الجديدة نشطة ومميزة وتشهد حركة سياحية على مدار العام، مشيرا الى ضرورة أن يتم تجهيزها وتطويرها وتسميتها وتحديد مساراتها حتى تستفيد منها الجمعيات الخيرية والتعاونية، التي تم تدريبها وتأهيلها للعمل مع المسارات السياحية.
وقال العياصرة، إن المسارات السياحية هي مشاريع سياحية محلية يشارك فيها أبناء المجتمعات المحلية، ويستفيدون منها من خلال تقديم خدمات الطعام والشراب والإقامة وبيع المعروضات والمنتوجات الريفية، وإقامة الفعاليات والمعارض التي تروج لمنتوجات السيدات بشكل خاص، واللواتي يعيلن أسرا من خلال هذه المنتوجات وأهمها الصناعات الغذائية.
من جهته يؤكد مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة ان مديرية السياحة تعمل على تجهيز المسارات الجديدة الثلاثة بهدف تشغيلها فعليا في الأشهر المقبلة، بعد الإنتهاء من الخطة التشغيلية والتسويقية للمسارات وتدريب المجتمعات المحلية المجاورة لها، والتي ستستفيد منها.
وأضاف الخطاطبة أن مديرية السياحة خصصت مبلغا ماليا لدعم المسارات السياحية، من خلال تحديث إحداثيات المسارات ووضع اللوحات الإرشادية للسياح، وتنفيذ برامج توعوية وتدريبية لأبناء المجتمع المحلي، بهدف توفير فرص عمل مناسبة في المسارات الجديدة.
وأكد أن المديرية تعمل جاهدة على تجهيز أول هذه المسارات، وهو مسار وادي الذهب، والذي يهدف إلى ربط المدينة الأثرية بالحضرية، متوقعا تشغيل المسار خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأكد الخطاطبة، ان المسارات الجديدة نشيطة وفعالة وستشهد إقبالا عليها من قبل الزوار، وخاصة السياحة الداخلية، بعد الإنتهاء من تجهيزها وتشغيلها فعليا، ما سيوفر عشرات من فرص العمل، من خلال الجمعيات الخيرية والهيئات الشبابية التي تعمل ضمن مشروع المسارات السياحية الذي يهدف إلى توفير فرص عمل لهم.
وكانت مديرية سياحة جرش قد ألغت المسارات السياحية الـ9 القديمة، لعدم فعاليتها وضعف الإقبال عليها، وعملت على استبدالها بـ3 مسارات سياحية جديدة، أكثر شمولية وفعالية وإقبالا من قبل السياحة الداخلية والخارجية.
والمسارات القديمة كانت متعددة وتمر عبر بعضها البعض ونشاطها في فترة معينة وهي فصل الصيف أما المسارات الجديدة فهي تشمل مناطق واسعة في جرش وتعمل حتى في فصل الشتاء.
والمسارات السياحية التي تم إلغاؤها في جرش هي مسار دبين ومسار السنديانة ومسار الخربة وعين سرابيس ومسار الصفصافة ومسار مشتقات الألبان ومسار المنطقة الحرفية ومسار كفرخل، وهذه المسارات كانت تزيد من فرصة مكوث السائح في محافظة جرش، وتتيح له فرصة التسوق من منتجاتها الشهيرة، من خلال إعداد برامج سياحية مكثفة وشاملة لمختلف المواقع السياحية والأثرية والطبيعية في المحافظة، سيما وأن مدينة جرش من أكبر المدن السياحية في المملكة.
والمسارات تعتمد في تشغيلها على خطوط إنتاجية ريفية في المنازل والجمعيات الخيرية وهيئات شبابية وتطوعية، وقد تم تأهيلها وتجهيزها للتعامل مع المسارات السياحية واستقبال الزوار واستضافتهم في قراهم.