
صابرين الطعيمات
جرش – بدأ مزارعو محافظة جرش بتغيير الأنماط الزراعية القديمة وتجديد أنواع زراعاتهم لضمان تغطية نفقات العمل الزراعي، لاسيما وأن آلاف الأشجار تراجع إنتاجها بسبب التغير المناخي وقلة الأمطار بالتزامن مع تراجع القوة الشرائية للمواطن.
وأكد مزارعون، أن الحفاظ على الزراعات القديمة وأغلبها أشجار الزيتون والتين والعنب أصبح مكلفا وغير مجد مع تراجع إنتاجها وانخفاض أسعار منتوجاتها، خاصة وان صفائح زيت الزيتون باتت تباع بأقل من 50 دينارا للصفيحة الواحدة، وهو سعر غير مجد مقارنة مع تكاليف الإنتاج وكميته.
ويقوم المزارع ناجي العياصرة، بإزالة أشجار الزيتون من أرضه الخاصة، بعد حصوله على موافقة وزارة الزراعة وعددها لا يقل عن 50 شجرة زيتون، لزراعة أصناف بديلة.
ويرى أن زراعة أصناف بديلة قد يحتاج إنتاجها إلى بضع سنوات، غير أنه سيكون مجديا أكثر مثل زراعة اللوزيات والتفاحيات والإجاص والكرز والمشمش والخوخ والدراق والتي تعد ذات جدوى اقتصادية أكبر وتغطي تكاليف الإنتاج والعمل.
وبين العياصرة أن تغيير الأنماط الزراعية مكلفة ماديا على المزارعين، غير أنه على المدى البعيد يساهم في تغطية هذه التكاليف، مشيرا إلى أن استبدال الأنماط الزراعية غير ناجحة بما هو مضمون اقتصاديا يتناسب مع التغيرات المناخية في هذه الفترة.
وقال إن تغيير الأنماط الزراعية يحتاج إلى خبراء ومهندسين، لضمان نجاح المشروع ومدى تناسبه مع الأجواء المناخية والجغرافية في المنطقة، فضلا عن الجدوى الاقتصادية للمشروع.
وقال المزارع عامر الرجا، إنه قام قبل بضع سنوات بتغيير الأنماط الزراعية في الأراضي التي يمتلكها وتمكن من الحصول على مزروعات ومنتوجات أكثر وفرة وتباع بأسعار مناسبة تتلاءم مع الأوضاع الاقتصادية هذه الفترة وتتناسب مع الظروف المناخية حاليا.
وأكد أن إنتاج الأشجار المعمرة الكبيرة وأبرزها الزيتون والتين والعنب أصبح في تراجع مستمر بسبب قلة الأمطار والتغييرات الجوية والجغرافية في المنطقة، مما شجع المزارعين على تغيير الأنماط الزراعية المتبعة حاليا.
وبين الرجا، أن الأنماط الجديدة أقل تكلفة وأكثر إنتاجا وأفضل من ناحية الجدوى الاقتصادية، والأهم أنها لا ترهق المزارعين بتكاليف مادية كبيرة، وتثقل كاهلهم بالديون والالتزامات والخسائر المادية المتكررة كما يحدث حاليا، حيث تشهد مادة زيت الزيتون تكدسا، فضلا عن اضطرارهم إلى تصنيع العنب والتين لضمان تسويقه وتغطية تكاليف العمل فيه.
ويطالب المزارع عيسى القادري، أن يتم دعم المزارعين من قبل وزارة الزراعة لتحفيزهم على تطوير عملهم وتنظيمه وإدخال أنظمة جديدة فيه، لضمان نجاح هذه الأنماط الزراعية وتحديثها وتطويرها.
ويحتاج المزارعون إلى تدريب وتأهيل على هذه الأعمال والزراعات النوعية الجديدة وتوسيع العمل بالمشاتل التي تنتج هذه الأشتال المحسنة، خاصة وأن نسبة كبيرة من مزارعي جرش يعتمدون على الزراعات المروية، من خلال عيون وينابيع المياه وموقع أراضيهم بالنسبة لسد الملك طلال وسيل الزرقاء وغيرها من المصادر المائية الجوفية.
وقال القادري، إن المزارعين بحاجة إلى دورات وورشات عمل تدريبية على العمل الزراعي والزراعات المحسنة الحديثة والأكثر طلبا بالأسواق، والتي تمتاز بأسعار مع التكاليف.
إلى ذلك قال مدير زراعة جرش الدكتور فايز الخوالدة، في حديث سابق مع “الغد” إن قسم الأرشاد الزراعية على اتصال مباشر وعلى مدار الساعة مع المزارعين، ويقوم بشكل متواصل بعقد اللقاءات والورشات التدريبية التي تؤهل المزارعين لتحديث وتطوير أنظمتهم الزراعية، وتساعد على تطويرها لتتناسب مع الأوضاع التي تتميز بها المنطقة هذه الفترة.
وقال إن المزارعين يملكون خيار تغيير الأنماط الزراعية في أراضيهم الخاصة بعد الحصول على موافقة وزارة الزراعة، من حيث إزالة الأشجار المزروعة فيها وتجديد الزراعات، بما يضمن الحفاظ على المساحات الخضراء في الأراضي الزراعية.
وبين أن الزراعة تقدم كافة مشاريع الدعم المعنوي والمادي للمشاريع الجديدة، من حيث بناء خزانات المياه وبناء الاسيجة حول الأراضي الزراعية، وتطوير أنظمة الري، وتقديم الدعم الفني واللوجستي بالموقع من خلال مهندسين زراعيين وخبراء فنيين.