جرش: عبث وتخريب بعيون مياه ومواقع تنزه

موظفون في بلدية جرش يتابعون وضع ينبوع مياه ملوث-(الغد)
موظفون في بلدية جرش يتابعون وضع ينبوع مياه ملوث-(الغد)
صابرين الطعيمات جرش – تتعرض مواقع تنزه تقع قرب عيون وينابيع مياه الى العبث والتلوث والتخريب، وبالتالي يحرم زوارها من التمتع بارتيادها، بخاصة وأنها متنفسات طبيعية مجانية، تجري المياه فيها طوال العام، ويستفيد من مياه عيونها وينابيعها، مزارعون مجاورون لهذه المناطق ورعاة أغنام. ويتبادل مزارعون تهما مع مزارع دجاج، بتلويث مياه تلك العيون والينابيع، بالقاء مزارع الدجاج مخلفاتها في تلك المياه للتخلص منها، ما يتسبب بخرابها وتلويثها ويحرم الزوار من التمتع بها. وأشار زوار الى ان هذه الاعمال التخريبية، تحد من ارتيادهم لهذه المواقع، لافتين الى ان هناك مزارعين، يعطون أدوار وصول المياه الى مزارعهم، ويتهمون المزارعين بتلويث مياه العيون والينابيع، ومواقع جلسات الزوار لمنعهم من ارتياد تلك المواقع، مشيرين الى أن أبرز ملوثي تلك العيون ومخربي مناطق الزيارة، رعاة أغنام ومزارعون، يغسلون منتجات محاصيلهم الزراعية في عيون المياه، في وقت يشكو فيه اهالي قرى مجاورة لها، من تأخر وصول المياه اليهم، لذا يلجأون الى مياه العيون والينابيع لاستخدامها. وقال الزائر أمجد الدلابيح، إن موقع عين التنور قرب بلدة الكفير، يعد من المتنزهات الطبيعية الجذابة في المنطقة، ترتاده مئات الاسر اسبوعيا، لقربه من بلدتهم، لتوافر مساحات واسعة فيه للتنزه، غير أن مثل هذه المواقع لا تتوافر فيها خدمات سياحية، وتحولت إلى مكبات نفايات، تستخدم للتخلص من مخلفات مزارع الدواجن المنتشرة في محافظة جرش، ما يشوه منظرها، ويتسبب بانبعاث روائح كريهة منها، ويمنع الزوار من ارتيادها. وبين الدلابيح، أن عيون وينابيع المياه المنتشرة في المحافظة، وتتعدد استخدماتها، تسهم بالخفيف من حدة مشكلة نقص المياه في المحافظة، وتساعد المزارعين على ري مزروعاتهم الصيفية. المزارع عامر العياصرة، قال انه يعتمد على عين أم جوزة في بلدة ساكب لري مزروعاته الصيفية، التي تعيل اسرته، لكنه بين ان المزارعين وبسبب نقص المياه صيفا، يستخدمون مياه الينابيع الطبيعية لري مزروعاتهم، في وقت يستخدم فيه الزوار مياه العيون والينابيع للاستخدامات المنزلية وغسل الاثاث وسقاية المواشي وغسل السيارات وتنظيف الخضراوات الصيفية، ما يؤخر وصول المياه الزراعية الى المزارعين ويؤثر على زراعاتهم. وبين أن العبث وتلويث العيون والينابيع، ينعكس سلبا على مستخدمي هذه المياه، في ظل الحاجة الملحة لأهالي المنطقة والمزارعين لكميات مياه إضافية، جراء ارتفاع درجات الحرارة. رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، قال ان المسؤول عن تنظيف العيون والينابيع ومواقع التنزه العامة هي البلديات، مشيرا الى ان البلدية نفذت حملة تنظيف شاملة، موضحا ان مواقع عديدة من العيون والينابيع الرئيسية، تعرضت للتلوث والعبث، عن طريق الإلقاء المتعمد لمخلفات الدواجن فيها، فضلا عن إغلاقها بواسطة حجارة كبيرة، لمنع استخدامها والاستفادة منها. وأكد أن فرق خدمات عامة، نظفت مواقع تنزه قريبة من العيون والينابيع، بهدف حمايتها من التلوث والعبث، واستدامة استخدامها على نحو سليم وصحي، لا سيما وأنها ثروة طبيعية، وتخدم المنطقة واهاليها ويجب الحفاظ عليها. واضاف أن البلديات، مسؤولة عن متابعة نظافة العيون والينابيع ومواقع التنزه، مؤكدا أن هناك برنامجا لتنفيذ حملات متابعة وتنظيف لتلك المواقع الحيوية، بهدف عدم حرمان زوارها من ذوي الدخل المحدود من ارتيادها، كمتنفس مجاني وبسيط يتيح لهم وقتا طيبا مع اسرهم. إلى ذلك، قال رئيس قسم المشاريع في مديرية زراعة جرش المهندس فراس الهويدي عبر حديث سابق لـ"الغد"، إن مديرية زراعة جرش خصصت في موازنتها، مبلغا لا يقل عن 120 الف دينار، لتبطين قنوات ري، اذ ستشمل هذا العام 10 ينابيع، تختلف اطوالها وامتداداتها، نظرا لطبيعة المنطقة الموجودة فيها، ومنها اطوال قد تزيد على 7 كلم، وسيجري تبطين قنوات الري بالاسمنت، وفق مواصفات قياسية معتمدة، وسيجري في المراحل الأخرى لهذه المشاريع، تنظيف الينابيع وعيون المياه على نحو كامل. وأوضح أن الينابيع التي يشملها المشروع، تستخدم في ري الزراعة، وتعمل على مدار الساعة وكمياتها مناسبة، تغطي حاجة المزارعين المجاورين لها على مختلف الامتدادات. إلى ذلك، قال رئيس قسم الإعلام والتواصل المجتمعي في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة، إن بعض المناطق التي تتبع للبلدية، تشتمل على عيون وينابيع، ومنها بلديات ساكب والكتة ونحلة وريمون، وبينها عيون دائمة وموسمية، تجري متابعتها وتنظيفها من كوادر البلدية، بخاصة وانها مواقع حيوية، ويقبل عليها المواطنون، ويحتاجها المزارعون باستمرار، فضلا عن أنها تعتبر مواقع سياحية مجانية ويرتادها الزوار صيفا.اضافة اعلان