جلوريا ستيفان: لحظة الألم أشعلت في نفسي شمعة الأمل

جلوريا ستيفان: لحظة الألم أشعلت في نفسي شمعة الأمل
جلوريا ستيفان: لحظة الألم أشعلت في نفسي شمعة الأمل

أحيت في العام 2004 حفلها الحي الأخير "رحلة الوداع" كما وعدت في ميامي

 

ترجمة مريم نصر

اضافة اعلان

عمٍان – رغم قرارها اعتزال إحياء الحفلات تواصل المغنية الكوبية جلوريا ستيفان نشاطها لإصدار ألبومها الاخير مع شركة ابيك للتسجيلات، وسيرى الشريط النور في العام المقبل.

ولم تصرح ستيفان عن اسم الالبوم أو الاغنيات التي تحويه وتقول "سيبقى الامر مفاجأة للجميع" وكانت ستيفان قد اصدرت البوما غنائيا أخيرا يحوي أفضل اغنياتها منذ العام 1984 وحتى العام 2000.

وتعد الفنانة الكوبية الاصل جلوريا ستيفان واحدة من أشهر الاعلام الفنية التي ظهرت أواسط الثمانينيات من القرن الماضي. ولدت ستيفان في هافانا في العام 1957 وترعرت مع عائلتها في مدينة ميامي الأميركية حيث تخرجت في العام 1975 وحملت شهادة جامعية بعلم النفس، إلا أنها انتقلت الى الغناء بعد ذلك مدعومة من زوجها اميليو ستيفان.

وبعد قرارها اعتزال احياء الحفلات أصدرت جلوريا العام الماضي كتابا قصصيا للأطفال يتحدث عن علاقتها بكلبتها البالغة من العمر سنتين والمغامرات التي مرت بها مع ذلك الحيوان الأليف باللغتين الانكليزية والاسبانية.

تقول جلوريا عن قصتها "لا أظن أنكم تعرفون الكثير عن علاقتي بتربية الحيوانات الأليفة، لدي علاقة حقيقية معهم، وعلى الرغم من أنني اعتنيت بعدد كبير من القطط والكلاب إلا أنني وجدت نفسي أرتبط بشدة بكلبتي الصغيرة(نويل) وهي من نوع كلاب البولدوغ وتبلغ سنتين من العمر".

وقالت "لقد شاءت الصدف أن تصبح فردا من أفراد أسرتنا، ومنحتنا تجارب رائعة لا تنسى، وأرجو أن تمنح القراء البهجة والدهشة ذاتها التي شعر بها كل من رآها".

ويركز الكتاب على حياة المغامرات التي عاشتها الكلبة(نويل) التي لا تشعر أنها تنتمي إلى الأرض الجديدة الذي تعيش عليها اليوم، هذا وقد سبق وأن قامت مادونا، سبايك لي، بيلي كريستال، وغيرهم من المشاهير، بنشر قصص للأطفال في السنوات السابقة.

 وشكلت جلوريا وابنة عمها واميليو فرقة باسم ميامي ساوند ماشين التي اصدرت ألبومها الاول الناطق باللغة اللاتينية في العام 1979, ورغم النجاح الذي حققته الفرقة الا انها لم تستطع الخروج من نطاق الجمهور اللاتيني الا في العام 1984 عندما أصدروا اغنية Dr. Beat التي حققت نجاحا كبيرا في اوروبا.

وفي العام 1985 أصدرت الفرقة ألبومها الاول الناطق باللغة الانجليزية، وحقق الكاسيت نجاحا كبيرا في الولايات المتحدة حيث تصدرت ثلاث اغنيات منه المراكز الاولى ضمن قائمة افضل اغنيات البوب وهي: Conga و Bad Boy و Words Get in the Way. وفي العام 1988 اصدرت الفرقة ألبومها الثاني الذي احتوى ايضا على اغنيات حققت نجاحا باهرا مثل أغنية Rhythm Is Gonna Get You وأغنية Can't Stay Away From You.

وكان العام 1989 عاما مهما لجلوريا التي اصدرت وحدها ألبوم Cuts Both Ways الذي حقق كذلك نجاحا كبيرا في مختلف انحاء العالم

وفي العام 1990 واثناء قيامها بجولة عالمية لترويج ألبومها تعرضت جلوريا لحادث سير وأصيبت بعمودها الفقري، الا أنها استطاعت بعزمها أن تشفى وتابعت مسيرتها حاصدة واحدة من جوائز الغرامي كأفضل مغنية بوب لاتينية في العام 1993.

وكان الحادث قد ألزمها السرير الأبيض وأرغمها على أن تظل طريحة الفراش لأشهر عديدة ومع هذا فهي تصفه بأنه أفضل شيء يحدث لها في حياتها.

ورغم الحالة السيئة التي مرت بها جلوريا الا انها تقول "تعلمت الصبر على المكاره وأدركت القوة الهائلة الكامنة في الدعاء، هذا ما شعرت به على هيئة طاقة بدنية تحيط بي".

وأمضت جلوريا التي عانت وأجريت لها عملية جراحية لإدخال قضيبين من الفولاذ في عمودها الفقري عاماً كاملاً في العلاج والتأهيل والخضوع للجهود الطبية المضنية كي تستعيد صحتها وتتماثل للشفاء.

وأعربت جلوريا خلال ذلك عن امتنانها "الالم هذا اشعل في نفسي الأمل لأنني عرفت أن عدم شعوري بأي شيء كان سيعني أن الحبل الشوكي في وضع خطر", "لذلك فأنا مدينة للألم بالفضل".

وكانت ستيفان قد صرحت أنها كانت تشعر باستمرار أن الأمور ستكون على ما يرام "فضلاً عن هذا فإنني أحصل على شيء من العلاج النفسي من هنا وهناك وبقيت أعتقد دائماً أنني سأكون على ما يرام".

وبسبب هذه العزيمة الصلبة تمكنت جلوريا من استعادة حالتها العادية الطبيعية وتقول "تعلمت أن لكل منّا نظاماً داخلياً مذهلاً علمنا بذلك أم لم نعلم".

وتنصح جلوريا المرضى أن يبحثوا في أعماق ذاتهم لأن ذلك من شأنه الإسراع بوتيرة العلاج. "إذا كنت قوياً وصلباً في تفكيرك يمكنك الاستغناء عن الكثير من الأدوية والعقاقير".

وتؤكد جلوريا المستفيدة من تجارب كثيرة وجسيمة أنها لن تدع تقلبات الحياة تؤثر على مسيرتها، وتشرح ذلك قائلةً "عندما أقارن أي مشكلة قد أتعرض لها في مشواري أو حياتي مع البداية من الصفر فإن هذه المشكلة لا تعني شيئاً.. وأبدأ بالتفكير: لماذا الاستياء من هذه المشكلة الصغيرة البسيطة؛ إنها لا شيء يمكنني أن أمشي وأتكلم وأجري وأعزف الموسيقى، ولم أشأ دخول هذه التجربة مرة أخرى ولكنني لن أغيرها".

وفي العام 1993 أصدرت جلوريا ألبوم Mi Tierra الذي من خلاله عادت الى جذورها اللاتينية وحازت على جائزة الغرامي.

وبعد عام اصدرت اغنية Hold Me, Thrill Me, Kiss Me التي حققت نجاحا كبيرا وفي العام 1999 أدت جلوريا أول دور لها في فيلم مع الممثلة الاميركية ميريل ستريب.

وفي العام 2001 اصدرت أغنية No Me Dehes De Querer وحازت إثرها على جائزة الغرامي. وفي العام 2004 وفت النجمة جلوريا ستيفان بوعدها وقدمت آخر حفلة في إطار جولة "فيرويل تور" (رحلة الوداع) في ميامي التي أعلنت أنها ستتقاعد بعدها.

وأرادت جلوريا أن تكون ميامي خاتمة الرحلات، وكانت الحفلة صاخبة وعلى الرغم من أنها لم تتحرك كثيراً إلا أنها رقصت مع فرقة الرقص التي رافقتها في الحفلة، حيث بدا واضحاً النمط الكوبي في ملابس الراقصات.