حاجة المنتخب فرض التوقف فهل تجد الاندية التعويض؟

حاجة المنتخب فرض التوقف فهل تجد الاندية التعويض؟
حاجة المنتخب فرض التوقف فهل تجد الاندية التعويض؟

 قضايا ومشاهد رياضية

 تيسير محمود العميري

 عمان - الاصوات العديدة التي خرجت من معظم الاندية الممتازة لكرة القدم، والتي اشتكت فيها من طول فترة البيات الشتوي التي قد تستغرق 100 يوم، ربما كان لها ما يبررها اذا تم النظر لمصلحة الاندية فقط بمعزل عن المنتخب الوطني، ذلك ان تلك الفترة تعني بالضرورة مزيدا من النفقات المالية على الاندية، وتفرض جهدا مضاعفا على الاجهزة التدريبية كي تعمل على ابقاء جاهزية اللاعبين البدنية والفنية والنفسية للإستمرار في مسيرة الدوري.

اضافة اعلان

   وفترة التوقف لها من الفوائد الكثير اذا كنا قد عرجنا على سلبياتها، وربما "للضرورة احكام" في كثير من الاحيان، فالمنتخب الوطني مطالب بالتأهل الى نهائيات الامم الآسيوية للمرة الثانية على التوالي، والصورة الرائعة التي ظهر عليها في تصفيات المونديال وتصفيات ونهائيات آسيا السابقة، تفرض على المنتخب "استعادة هيبته" التي فقدها منذ نحو عام، وترجمتها النتائج السلبية التي لم ترض الجوهري واي من متابعي المنتخب على حد سواء، بل انها وضعت المدير الفني للمنتخب في موقف لا يحسد عليه، لا سيما وقد اصبح مطالبا بالمزيد من الانجاز والوصول بالمنتخب الى مراتب اعلى، دون مراعاة لواقع الكرة الاردنية الحقيقي، ومطالبا بإثبات ان ما تحقق سابقا لم يكن "طفرة" او نتيجة لحظ طيب، وانما نتيجة اكيدة لتخطيط سليم وعمل يبدأ خطوة وراء خطوة ولا يحتمل "الهرولة" مطلقا!.

 نظرة متوازنة

   واذا ما منحنا المنتخب الاولوية المطلقة فإننا نظلم الاندية والمنتخب على حد سواء، ولا يجوز للإندية ان تنظر للمنتخب نظرة سلبية وكأنه "ضرة" لها، وعليه فإن المعادلة التكاملية يفترض ان تساوي بين الحقوق او تمنح المنتخب افضلية نسبية، بحكم ان المنتخب يمثل الوطن كله وظروفه اشبه بـ"صفحات كتاب مفتوح" ولا تخفى على احد مطلقا، وحاجته الى تفريغ اللاعبين وعمل معسكرات تدريبية وتوفير مباريات ودية تجريبية لهم امرا لا مفر منه، طالما اننا نؤمن في غالبيتنا العظمى بأن اللاعب لا يأتي للمنتخب جاهزا متكاملا، وانما تنقصه الكثير من الفنيات وامور متعلقة باللياقة البدنية وربما اجادة اللاعب للعب في مركز غير الذي اعتاد عليه في ناديه.

 طبق من ذهب

   وفترة المائة يوم قد تكون اشبه بـ"طبق من ذهب" تم تقديمه لعدد منها كي تعيد ترتيب اوراقها، سواء تلك التي ترغب بالمنافسة على اللقب او مراكز متقدمة، او التي تخشى حزم امتعتها نحو "دوري المظاليم"، كما انها ستمنح المشرفين على الملاعب فرصة طيبة لإصلاح ما افسدته الظروف الجوية والتي تهدد بتحويل ارضية الملاعب الى "صحراء قاحلة" نتيجة لإنجراف العشب تحت احذية اللاعبين، ولا تحتاج لجنة المسابقات الى تغيير الجدول عشرات المرات نتيجة للظروف الجوية وعدم صلاحية الملاعب، ولو نظرنا الى حجم الحضور الجماهيري في مباريات الذهاب لوجدناه دون المستوى المطلوب لاعتبارات عدة، تشمل سوء توقيت المباريات والظروف الجوية وتأخر "القطبين" في المنافسة.

 ما الحل؟

   ولكن ما الحل .. هل تسرح الاندية لاعبيها وتدعوهم قبل انطلاقة الاياب بشهر مثلا، ام تستمر في تدريباتها رغم الملل الذي سيصيب اللاعبين جراء غياب المنافسات الحقيقية، ام تبحث الاندية عن المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية، ام يعمل اتحاد الكرة على توفير بطولة تنافسية تنشيطية تتيح المجال لللاعبين ممن هم خارج المنتخب الوطني، لتأدية مباريات والحصول على فرص حقيقية للظهور مع فرقهم؟.

   ربما يكون للفيصلي والوحدات ما يبرر تواصل استعداداتهما بحكم وجود استحقاق آسيوي للأول، واستحقاقين عربي وآسيوي للثاني، ولكن بقية الاندية ستكون مجبرة في ظل الضائقة المالية التي تعيشها، على تسريح لاعبيها ومن ثم العودة بهم من نقطة الصفر، وهنا فإن اقامة بطولة محلية تنشيطية كتلك التي نظمتها امانة عمان قبل سنوات تشكل احد الخيارات المتاحة للإبقاء على الحياة في ملاعبنا.