"حادثة عين الباشا".. وفاة طفل وارتفاع المصابين بالتسمم لـ826 وأحد شركاء المطعم يطالب بتحقيق شامل

Untitled-1
Untitled-1

حابس العدوان

عين الباشا- في الوقت الذي أعادت فيه إصابة حوالي 826 شخصا بتسمم غذائي إثر تناول وجبات (شاورما) من أحد المطاعم، بلواء عين الباشا في محافظة البلقاء، قضية الرقابة الصحية إلى الواجهة، طالب أحد الشركاء بالمطعم المعني بـ"إجراء تحقيق شامل للوقوف على أسباب التسمم الجماعي".اضافة اعلان
وكانت وزارة الصحة أعلنت، في بيان أمس، ان "طفلا يبلغ من العمر 5 أعوام توفي متأثرا بحالة التسمم الغذائي (وجبات الشاورما)"، في حين وصل عدد الإصابات إلى 700 بعضها في حالة حرجة خاصة بين الأطفال، ما استدعى إدخالهم الى العناية الحثيثة.
وبينت الوزارة ان جميع المصابين تم إدخالهم الى مستشفيات وزارة الصحة، وأظهرت الفحوصات المخبرية التي أجرتها فرق الاستقصاء المتخصصة من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء، "وجود تلوث جرثومي في اللحوم والدجاج وتحديدا جرثومتي انتيركوكس فيكالس، وكامبيلوباكتر).
من جهته، قال نبيل الشطرات، أحد الشركاء بالمطعم، إن "المطعم يتقيد بأعلى شروط الصحة والسلامة العامة خاصة المتعلقة بحفظ المواد الأولية وصناعة الطعام"، مؤكدا "اننا مستعدون لتحمل المسؤولية كاملة عما حدث إذا ما ثبت وجود أي تقصير أو خلل قد يكون سببا بالتسمم".
وأكد أن "جميع الفرضيات التي يتم تداولها كعطل في نظام التبريد غير صحيحة، إذ يوجد في المطعم غرفتا تبريد بسعة 10 أمتار مكعبة وتعمل بكفاءة عالية، ما يدحض فرضية تعرض اللحوم للفساد".
وأضاف الشطرات "فرضية ان الوجبات التي تناولها المصابون تحتوي على دجاج غير ناضج غير مقبولة كون عدد المصابين كبيرا إذ انه يتم تقطيع سيخ الشاورما حسب الحاجة ويتم تدويره كلما نضج جانب منه لحين الانتهاء من إعداد الساندويشات".
وأوضح أننا "لا نعلم إلى الآن السبب الحقيقي للتسمم، إذ ان مراحل صناعة الطعام تمر بعدة مراحل بدءا من شراء الدجاج الطازج من الموزع بفواتير أصلية وحتى بيعه للمستهلك"، لافتا إلى انه "لا يمكن ان يتعرض الدجاج للفساد خلال هذه المراحل الا إذا كان عن طريق العمد".
وطالب الشطرات الأجهزة المعنية بـ"إجراء تحقيق شامل والاستعانة بعدد كبير من كاميرات المراقبة الموجودة في المطعم، والتأكد من صلاحية المواد الغذائية وسلامة الإجراءات المتبعة"، مؤكدا ان الواجب الأخلاقي تجاه أهلنا واخوتنا في المنطقة "يدفعنا إلى التكفل بمصاريف علاج جميع الذين راجعوا المستشفيات".
بدوره، يروي عمر العايدي، أحد المصابين، أنه قام بـ"شراء وجبات شاورما من المطعم منتصف ليل الاحد الماضي وعاد إلى المنزل وتناولها مع اسرته المكونة من سبعة افراد"، مضيفا انه وفي الساعة الثانية من ظهر يوم الاثنين "بدأت أعراض التسمم تظهر على العائلة كارتفاع درجات الحرارة والقيء والاسهال ما استدعى مراجعة إحدى العيادات الخاصة لتلقي العلاج".
وأضاف أن أوضاع أفراد أسرته الصحية ساءت مساء الاثنين ما استدعى مراجعة المستشفى وما نزال نتلقى العلاج أنا وأفراد عائلتي"، لافتا إلى انها "المرة الأولى التي يتعرضون فيها للتسمم رغم انهم يتناولون الوجبات بشكل مستمر من نفس المطعم".
من ناحيته، أكد أخصائي الطب الوقائي الدكتور احمد الحوارات ان "التسمم الغذائي يحدث بسبب تلوث الطعام بجراثيم تؤدي بحد ذاتها لأعراض، أو بسبب ما قد تفرزه هذه الجراثيم من مواد سامة قبل أو بعد دخولها للجسم"، مبينا ان أعراض التسمم الغذائي تظهر عادة خلال فترة ما بين 2 و72 ساعة".
وأشار إلى ان "مثل هذه الوجبات تكون أكثر عرضة للفساد مع ارتفاع درجات الحرارة خاصة وان بعض المصابين اشتروا هذه الوجبات ونقلوها إلى المنازل وبعضهم لمناطق اخرى"، قائلا "ان تكرر حالات التسمم الغذائي الجماعي خلال فصل الصيف يتطلب رقابة صحية وغذائية سليمة ومشددة لضمان سلامة وأمن المواطنين".
من جانبه يؤكد مدير مستشفى الأمير الحسين في لواء عين الباشا، الدكتور محمد العابد، ان "عدد حالات التسمم التي ما تزال تخضع للعلاج يبلغ 330 حالة منها 80 في مستشفى الأمير حسين"، مضيفا ان إجمالي عدد الحالات المسجلة قارب 700 حالة حتى صباح أمس الأربعاء.
وبين أن جميع من تناولوا ساندويشات من المطعم راجعوا المستشفى سواء ظهرت عليهم الأعراض ام لم تظهر، موضحا ان 308 حالات غادرت المستشفيات بعد تلقي العلاج اللازم وبقية المصابين حالتهم مستقرة.
وأشار الى انه جرى تحويل 28 حالة جديدة الى مستشفى الأمير حمزة الحكومي.
وكانت وزارة الصحة أعلنت وفاة طفل عمره خمسة أعوام متأثرا بإصابته بالتسمم الغذائي في مطعم بعين الباشا.
ووفق العابد، فقد "وصل الطفل إلى قسم الإسعاف والطوارئ وكان يعاني من حالة توقف وظائف القلب، وتم عمل انعاش قلبي ووضعه في قسم العناية الحثيثة، ثم توقف القلب مرة أخرى وجرى إنعاشه ثانية لكنه ما لبث أن فارق الحياة".
وكان وزير الصحة سعد جابر أعلن في بيان صحفي أمس، ان "عدد الاصابات بالتسمم الجماعي وصلت الى 826 تم إدخالها الى مستشفيات وزارة الصحة"، مبينا ان "معظم الحالات التي تم إدخالها في حالة صحية جيدة وان عددا قليلا منها بدرجة متوسطة".
وقال جابر، ان "الفحوصات المخبرية اثبتت وجود جرثومتي انتيركوكس فيكالس، وكامبيلوباكتر في الوجبات التي تناولها المصابون".
وأكد انه وبعد الكشف على المطعم، تبين ان "وحدة التبريد داخل مشغل تحضير الشاورما معطلة، وان عملية التحضير تتم خارج الغرفة وفي بيئة غير صحية ودون الالتزام بالاشتراطات الصحية وقواعد السلامة العامة، ما اضطر الوزارة الى اغلاق المطعم بالكامل".
وكان جابر اطمأن أمس، على عدد من مصابي حادثة التسمم، والذين أدخلوا إلى مستشفى الأمير حمزة لتلقي العلاج، والبالغ عددهم 80 مصابا.
وأكد، خلال الجولة التفقدية، أهمية تعزيز اعداد الكوادر الطبية والتمريضية في المستشفيات لتقديم أفضل مستويات العلاج.
وشدد على الكوادر الطبية ضرورة بذل أقصى طاقتهم وتقديم الخدمات الصحية للمصابين بالمستوى المطلوب في جميع اقسام المستشفيات، لا سيما في اقسام الاسعاف والطوارئ، وتحويل الحالات للمستشفيات القريبة لتلقي العلاج.
وأشارت وزارة الصحة في بيان لها إلى الاستجابة السريعة والفورية لكوادرها في مستشفيات البقعة وعمان وجرش وجميع مستشفيات محافظة البلقاء، وسرعة الاستجابة في التعامل مع حادثة التسمم الجماعي، بالتعاون والتنسيق مع جميع الاجهزة الأمنية والدفاع المدني والمؤسسة العامة للغذاء والدواء ومتصرفية لواء عين الباشا.
ودعت الوزارة المواطنين إلى "عدم تناول الأطعمة المكشوفة والابتعاد عن التجمعات أو الخروج في ساعات الظهيرة وذروة ارتفاع في درجات الحرارة". -(بترا)