مصلحة "النشامى" فوق كل اعتبار ولكن..
تيسير محمود العميري
عمان - ربما لن يختلف اثنان على ان للمنتخب الوطني لكرة القدم اولوية قصوى عن الاندية، ذلك ان المنتخب يمثل الاندية كافة ويفترض انه خليط منها ويضم النخبة من اللاعبين المحليين، كما لن يختلف اثنان وبعيدا عن التعصبات النادوية، على ان النادي المحلي في مشاركته الخارجية يعد سفيرا للكرة الاردنية على صعيد البطولات العربية والآسيوية، وهذا النادي لا يمثل نفسه في المشاركات الخارجية وإنما يحمل معه آمال وطموحات اندية اخرى بتحقيق نتيجة ايجابية تثلج الصدور وترفع من درجات الاعتزاز بالنفس.
مؤخرا اثيرت مشكلة بين اتحاد اللعبة ونادي الوحدات بشأن اربعة من اللاعبين هم محمود شلباية وعامر ذيب وحسن عبدالفتاح وباسم فتحي، وتجاذب الطرفان اللاعبين الاربعة في اتجاهين مختلفين، فالمدير الفني للمنتخب نيلو فينجادا يريد اللاعبين الاربعة في معسكر الصين مباشرة الذي بدأ يوم امس، على اعتبار انه بحاجة الى اللاعبين الاربعة في تلك الرحلة التي تسبق المواجهة الآسيوية، ومدرب الوحدات جمال محمود يريد اللاعبين الاربعة في الرحلة الى لبنان التي تبدأ اليوم، تأهبا لخوض المباراة امام الصفاء اللبناني يوم الاربعاء المقبل، والتي ستحدد مصير الوحدات فيما اذا كان الفريق سيبلغ دور الثمانية من المسابقة بعد "ولادة عسيرة"، ام انه سيودعها من الدور الاول كحال فريق شباب الاردن "بطل النسخة الماضية".
ثمة قواعد تحكم العلاقة بين المنتخبات والاندية، واتحاد الكرة برئاسة سمو الامير علي بن الحسين طالما قدر عطاء وتضحيات الاندية، والوحدات حاله حال اندية اردنية اخرى يتشرف بأنه يرفد المنتخبات بخيرة اللاعبين، وبالتالي فإن معادلة "أين ومع من يلعب اللاعب" يفترض ان تكون واضحة وصريحة ولا لبس فيها، ولا تخضع لاجتهادات او امزجة شخصية ولا تحتكم الا لحسابات المصلحة العامة.
أسباب وتساؤلات
ليس الوحدات من تسبب في تأجيل مباراته امام الصفاء، فالاحداث السياسية والعسكرية التي جرت في لبنان كانت سبب ذلك، ولا يجوز ان يدفع الوحدات ثمن خطأ لم يرتكبه. ليس المفروض ان يتساءل انصار الوحدات لو ان ناديا غير الوحدات وتحديدا الفيصلي او شباب الاردن، باعتبار ان هذه الاندية الثلاثة تحتكر المشاركات الخارجية في المرحلة الاخيرة، هل كان الاتحاد وفينجادا سيقرران سفر تلك الاندية للخارج بلا قوتها الضاربة كما كان الحال مع الوحدات، ولماذا يقبل الاتحاد والمدير الفني للمنتخب ان يظهرا وكأنهما يقولان للوحدات اذهب واخسر في لبنان وادفع ثمن النتائج السابقة، ولا تعلق اسباب الاخفاق على عدم سفر اللاعبين الاربعة في المباراة الاخيرة!.
وما اهمية جرعتين تدريبيتين او ثلاث او حتى مباراة ودية قد لا يلعب فيها اكثر من اثنين من اللاعبين الاربعة، مقابل مباراة رسمية لنادٍ.
صورة سلبية
هذه صورة سلبية للعلاقة بين اتحاد الكرة وأحد الاندية الكبيرة التي تشكل مع الفيصلي وشباب الاردن اطراف المثلث التنافسي على البطولات بعد ان كان يشكل مع الفيصلي قطبي اللعبة، فلا يعقل ان تصبح العلاقة قائمة على فرض الرأي بالقوة، فالاتحاد لم يحسن ادارة الازمة الاخيرة مع الوحدات بشأن عقوبات اللاعبين فيصل ابراهيم ومصعب الرفاعي ومحمد قنديل وعامر شفيع، وظهر بمظهر غير المطبق للتعليمات بعدالة، والوحدات كان هو الآخر غير قادر على التعامل مع الازمة كما يجب، وترجم ذلك بقرار حجب المشاركة عن بطولة خماسي الكرة.
العناد لن يجدي نفعا بين الطرفين ومعادلة اتحاد قوي وأندية ضعيفة او اندية قوية واتحاد ضعيف شطبت من قاموس اللعبة، والاصل ان تكون العلاقة بين الطرفين قائمة على معادلة اتحاد قوي وأندية قوية يحترم كل طرف منهما الآخر، ويكون الحوار وسيلة وحيدة لحل المشاكل بدلا من التصعيد الكلامي واتخاذ قرارات لا تصب في الصالح العام.والخطأ في العلاقة بين اتحاد الكرة ونادي الوحدات يتحمله الطرفان معا، فالاندية يجب ان تشعر بمعاملة متساوية بينها من قبل الاتحاد، بعيدا عن تفضيل نادٍ على حساب آخر ولو كان ذلك دون قصد، والاندية ومن بينها الوحدات يجب ان تعي انها جميعا كبرت او صغرت تحت القانون والتعليمات.
ولعل السؤال فيما لو كان لاعبو الوحدات الاربعة يلعبون كمحترفين لنادٍ خارج الاردن، فهل كان الاتحاد سيقدر على احضارهم في ظل وجود مباراة مصيرية لناديهم في تلك البطولة الهامة؟. الوحدات ينشد المشاركة في ظل غياب خمسة من اعمدته الاساسية في المباراة امام الصفاء "عامر شفيع يغيب لعقوبة آسيوية" وتأدية المهمة قدر المستطاع ولن يجرؤ احد على انتقاد الوحدات فيما لو خسر، ورب ضارة نافعة فربما يكسب الوحدات الرهان والتحدي ويلعب مباراة كبيرة بمن حضر من نجومه ويعود من لبنان غانما ويحجز مكانه بين الثمانية الكبار آسيويا.
نفخر بما حققه الفيصلي وشباب الاردن من انجازات آسيوية ونتمنى ذلك للوحدات وأندية اردنية اخرى، وأخيرا.. هل سيتحمل اتحاد الكرة وفينجادا مسؤولية خروج الوحدات من كأس الاتحاد الآسيوي اذا حصل ذلك؟.
