حراك انتخابي في المحافظات يبدأ من الفرز الداخلي للعشيرة

انتخابات
انتخابات

هشال العضايلة وأحمد التميمي وعامر الخطاطبة وأحمد الرواشدة وأحمد الشوابكة وصابرين الطعيمات

اضافة اعلان

محافظات - تشتبك تداعيات جائحة كورونا التي بدأت منذ آذار(مارس) الماضي، مع المشهد العام للانتخابات النيابية وحراكها، لاسيما وأن هذه التداعيات أخرت من النشاط الانتخابي أشهرا على خلاف الدورات الانتخابية الماضية، بانتظار قرار ملكي يحسم اجرائها او تأجيلها وهو ما حصل قبل اسبوعين بصدور ارادة ملكية بإجرائها، فيما عملت الحكومة لاحقا على تحديد موعد لها في 10 تشرين الثاني المقبل.
وكالعادة فإن النشاط الانتخابي في المحافظات، بدأ من خلال التحضير لانتخابات عشائرية داخلية، لفرز مرشحي العشيرة للانتخابات النيابية المقبلة، وهو ما جعل من الحراك الانتخابي للكثير ممن يرغبون بالترشح يقتصر على حراك داخل عشيرة المرشح، للتمكن من جمع اكبر قدر ممكن من اصوات ابناء العشيرة.
وفيما ينصاع الكثير من المترشحين لنتائج انتخابات عشائرهم ايجابا او سلبا، يرفض آخرون هذه النتائج ويفضلون الاستمرار بالترشح، معتمدين في ذلك على انقسامات في عشائرهم او عشائر اخرى في الحصول على اصوات من خلال استخدام المال السياسي.
وفيما بدأت بعض العشائر الكبرى في اربد التحضير لإجراء انتخابات داخلية لإفراز مرشح من العشيرة لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، لجأت عشائر أقل عددا في أكثر من منطقة تابعة لنفس الدائرة بعمل تحالفات مع عشائر أخرى صغيرة اخرى، من اجل الإجماع على مرشح باسم المنطقة.
وأشار سعيد ملكاوي، إلى أن التحضيرات بدأت في معظم الدواوين بمنطقته لإجراء انتخابات داخلية لإفراز مرشح إجماع للعشيرة، وخصوصا في ظل عزم العديد من أبناء العشيرة الواحدة خوض الانتخابات، مما سيعزز فرصتهم بالظفر بمقعد نيابي في حال تم الإجماع على مرشح إجماع.
بيد ان سمير ردايدة، يرى أن الانتخابات الداخلية بالعادة تفرز أشخاصا غير مؤهلين، مؤكدا أن هذه الانتخابات تجريها عادة العشائر الكبرى والتي تؤهلها أصواتها لوصول احد أفرادها إلى قبة البرلمان.
ولف إلى أن الأشخاص الأكفاء والمؤهلين والقادرين على تمثيل المواطنين لا يصلون الى قبة البرلمان، جراء عدم وجود قاعدة عشائرية لهم ينطلقون منها.
وأكد أن الانتخابات" شئنا أم أبينا" تجري على أساس عشائري بغض النظر عن الأشخاص الذين سيخوضون الانتخابات، الأمر الذي يتطلب من المواطنين تغيير نظرتهم إلى عملية التصويت وان تكون للشخص الذي يستحق.
ويرى الناشط السياسي عودة الجعافرة، ان الدورات النيابية السابقة في الكرك غابت عنها الانتخابات العشائرية الا في حدود ضيقة جدا في بعض العشائر، وذلك بسبب زيادة عدد المتنافسين ورفض العديد منهم الدخول في انتخابات عشائرية داخلية، لمعرفتهم المسبقة بعدم حصولهم على تفويض العشيرة للترشح للانتخابات.
ولفت إلى انه في السنوات الماضية اقتصرت الانتخابات الداخلية العشائرية على عدد محدود من العشائر، مؤكدا انه وفي احيان كثيرة وبعد اجراء الانتخابات الداخلية يتم رفض نتائجها وتجري الانتخابات بعدد كبير من المرشحين.
وتوقع الجعافرة ان تختفي تدريجيا الانتخابات العشائرية بسبب توسع العشائر واختفاء الرموز العشائرية التي كانت تجمع افراد العشائر على موقف موحد باتجاه احد المرشحين، مؤكدا ان السطوة الآن في الوقت الحالي هي لصاحب المال والجاه وهي من تقرر من هو المرشح للانتخابات.
ويرجح متابعون للشأن الانتخابي في محافظة مادبا، أن تشهد الساحة الانتخابية نشاطا متزايدا خلال الأيام القادمة في مختلف القواعد الانتخابية والتجمعات السكانية والعشائرية، لعقد العديد من اللقاءات مع المرشحين للاستماع إلى برامجهم وتطلعاتهم ومطالب المحافظة الرئيسة.
ويؤكد هؤلاء، أن الزيارات الفردية والجماعية للمرشحين للتجعمات والعشائرية وفروعها تواجه صعوبة في اقناع الناخبين بمصداقية العمل والتعامل مع القضايا المفصلية التي يعاني منها أبناء المحافظة، كالبطالة وارتفاع أعداد المتعطلين عن العمل، الذين ربط معظمهم حل هذه القضايا بالمشاركة بالانتخابات النيابية القادمة.
ويرى الناخب رائد الضوات الشوابكة، أن الخريطة الانتخابية غير واضحة في ظل نية عدد كبير من المترشحين خوض الانتخابات، مشيرا إلى أن غياب الانخراط الحزبي سيكون له أثره بحيث تكون الإفرازات غير قوية، واستمرار فوز النواب الفردي وليس الحزبي وبالتالي غياب البرامج الحقيقية.
ودعا الناخب مسعود حسن إلى المشاركة من قبل الجميع في العملية الانتخابية، الأمر الذي يساهم في وصول نواب أقوياء يمكن لهم معالجة المشاكل في مادبا خصوصا الفقر والبطالة. كما طالب الناخب عدي عواد محاربة المال الانتخابي الذي أساء للعملية الانتخابية كثيرا .
وفي جرش بدا الحراك الانتخابي بإعلان المترشحين لترشحهم وبرامجهم الإنتخابية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال المشاورات العشائرية لفرز مرشحيها.
ويقول الخبير في الشؤون الانتخابية عودة عياصرة، إن العشائر الجرشية اعتمدت منذ عدة دورات انتخابية سابقة على آلية الانتخابات الداخلية لفرز مرشح إجماع العشيرة، تتوفر فيه كافة الشروط اللازمة لتمثيل أبناء منطقته وزيادة فرصته في الفوز بالانتخابات.
وأضاف أن هذه الطريقة تقلل عدد المرشحين وتزيد فرصة أحدهم في النجاح والوصول إلى قبة البرلمان، وتوزيع فرصة دخول المجلس بين ابناء العشائر المختلفة وعدم اقتصارها على عشيرة معينة.
ويعتقد العياصرة، أن كل من يجد في نفسة الميزات المناسبة والمؤهلات المطلوبة لدخول المجلس، يجب ان يتقدم للانتخابات الداخلية لمعرفة فرصته في النجاح، وشعبيته بين ابناء منطقته والناخبين فيها لدخول المجلس.
وعمد المترشحون في محافظة جرش الى نشر صورهم وأسمائهم ومؤهلاتهم وبرامجهم الانتخابية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف الناخبين بهم وببرامجهم الانتخابية، كوسيلة آمنة ومتوفرة لدى الناخبين في ظل ظروف جائحة كورونا وفق صاحب أحد المواقع الإلكترونية في جرش نضال البرماوي.
وقال البرماوي إن وسائل التواصل الاجتماعي من أهم النوافذ التي ينفذ منها المترشحون إلى ناخبيهم وتوفر بيئة صحية آمنة تحد من التجمعات في ظل ظروف الجائحة التي تمر بها الممكلة.
وبين أن الناخبين أصبحوا على مستوى عال من الوعي والثقافة والإدراك الفكري والحسي الذي يمكنهم من اختيار المرشح المناسب، بعد الاستماع لطرحه وبرنامجه والتعرف على نمط تفكيره وبرنامج العمل الذي ينوي دخول مجلس النواب من خلاله.
وفي عجلون، بدأت المحافظة تشهد حراكا انتخابيا متباينا، ففيما أخذ العديد من الأشخاص، لاسيما الشباب ومن كلا الجنسين، بالإعلان عن ترشحهم عبر وسائل التواصل دون انتظار قرار عشائرهم، فضل آخرون التريث حتى تنتهي عشائرهم من الفرز بين ابنائها المترشحين، حيث وضعت تلك العشائر معايير محددة للترشح، وخصصت لجانا من أبنائها لاختيار مرشحيها وفق آليات ترضي الجميع، إذ عادة ما يلجؤون للانتخابات الداخلية لفرز مرشحيها في حال كان هناك عدة أشخاص داخل العشيرة الواحدة راغبون بالترشح.
ويرى علي القضاة، أن كثيرا ممن يعلنون ترشحهم قد يكونون غير جادين ويتراجعون في مراحل لاحقة، إلا أنه يتوقع ان تشهد الأسابيع القادمة حراكا كبيرا يسفر عن بروز شخصيات وازنة وذات ثقل وتأثير اجتماعي وعشائري راغبة بالترشح.
وزاد أن ظروف كورونا، وما فرضته التعليمات من حصر التجمعات بـ20 شخصا، قد تضيق على الراغبين بالترشح، لاسيما فيما يتعلق بالدعاية الانتخاببة وعقد المهرجانات الخطابية وافتتاح المقار الانتخابية.
وأشار المحامي جمال الخطاطبة، وهو متابع للشأن الانتخابي، إلى عدة تحديات قد تواجه المرشحين والمؤازرين على حد سواء، إذ يتمثل ذلك بأن يتواجد أعداد كبيرة من المؤازرين في المقار الانتخابية، ما يتطلب توفير وسائل السلامة من معقمات وكمامات والالتزام بالتباعد، مؤكدا أن تسجيل حالات إصابة في المقرات الانتخابية - لا قدر الله- سيكون له تأثير سلبي على الحملات والدعاية الانتخابية الخاصة بالمترشحين، وهذا ما لا يرغب به أحد.
وأكد أن حصر التجمعات بعشرين شخصا سيكون عائقا أمام تنظيم الكثير من الفعاليات التي تتطلب تنظيم انتخابات داخلية للعشائر، وإقامة مهرجانات خطابية ومناظرات بين المرشحين.
وفي العقبة اخذ الحراك الانتخابي يأخذ منحى يختلف بعض الشيء، حيث اضاف للبعد العشائري بعدا آخر وهو البعد المناطقي، اذ تتردد اسماء ذات ثقل مجتمعي في العقبة، لطبيعة المدينة السياحية والتي قارب عدد سكانها حوالي 200 الف يمثلون جميع محافظات المملكة.
وقال المواطن محمد الرياطي، ان مرشح العشيرة لغاية الآن لم يتفق عليه، نظرا لأن عددا من ابنائها عازمون على خوض الانتخابات، مؤكدا ان هناك اجتماعات مكثفة بين العشائر حاليا، للوصول الى مرشح العشيرة.
ورغم ان عددا من العشائر في العقبة لم تحسم امرها بعد بمرشح العشيرة، افرزت بعض تجمعات المحافظات مرشحهم وبدؤوا يعملون على ترويجه في المدينة السياحية، لاسيما تشكيل كتل وقوائم تضم اسماء رموز عشائر من مختلف محافظات المملكة.
وبين احد نشطاء ابناء المحافظات في العقبة محمد الرواشدة، ان هناك اجماعا مناطقيا على مرشح باسم ابناء المحافظات لخوض الانتخابات النيابية في العقبة، وتشكيل كتلة تضم كذلك سيدة من محافظة اخرى،لإنجاح مرشح ومرشحة قد تكون للكوتا، مؤكدا ان اجتماعات موصولة يسعى من خلالها وجهاء وشيوخ بعض العشائر الى تقارب وجهات النظر للخروج بقائمة قد تكون هي الاقوى في المدينة.
ورغم ان الإجماع العشائري في البلقاء يختلف من عشيرة لأخرى او من منطقة لأخرى بحسب أسامة الوريكات، الا انه يبقى ركيزة أساسية لأي مرشح ينوى الترشح للانتخابات النيابية، لافتا الى ان عددا قليلا من العشائر والعائلات التي أجمعت على مرشح واحد فيما أسهمت الانتخابات في تعزيز الانقسام في العديد من عشائر المحافظة.
ويضيف ان اهمية العائلة او العشيرة تكمن بأنها تشكل قاعدة مهمة في الانطلاق لاستقطاب أصوات الناخبين، فكلما كانت القاعدة متماسكة زادت فرص المرشح وعززت من حظوظ نيله أصوات الناخبين في مناطق المحافظة، مشيرا الى ان الحراك النيابي حاليا في اضيق حدوده اذ يقتصر على الزيارات المنزلية الخاصة.
ويرى عواد محمد ان الانقسامات العشائرية ستشكل مناخا مناسبا لانتشار ظاهرة المال السياسي، اذ سيحاول كل مرشح استقطاب اكبر عدد من اصوات القاعدة سواء العشيرة او المنطقة الجغرافية، لافتا الى ان قانون الانتخاب الحالي كان له دور كبير في الانقسام العشائري، اذ ان بعض الكتل ذات النفوذ تعمد الى تفتيت اصوات المنافسين المحتملين بإضعاف قواعدهم الانتخابية من خلال حث آخرين للترشح ضمن قوائمها.