حرب اليمن قد تفضي إلى "ناتو عربي" يفتح ملفات تغلي في المنطقة

مقاتلون من الحوثيين في زي الجيش يتمركزون خارج القصر الرئاسي في صنعاء -(ا ف ب)
مقاتلون من الحوثيين في زي الجيش يتمركزون خارج القصر الرئاسي في صنعاء -(ا ف ب)

تغريد الرشق

عمان- في حين استيقظت الدول العربية صباح امس، على وقع عملية عسكرية، تقودها السعودية الى جانب 9 دول بينها الاردن، لمواجهة حوثيي اليمن، اعتبر محللون ذلك مقدمة لـ"ناتو عربي".اضافة اعلان
وقالوا لـ"الغد" ان "هذه العملية تتضمن ضربة أولى، قد تشجع العرب على اتخاذ خطوات اخرى في ليبيا مثلا، فهذه القوة العربية ليست ضد تنظيم داعش الارهابي وحسب، بل ضد اي مصدر لتهديد امني".
وكانت أشد رسائل السعودية وقعا هي "عملية اليمن"، لذا يؤكد مراقبون على نية السعودية بـ"تغيير مقارباتها السياسية"، في مقابل عدم الاستغراب من الموقف الاردني تجاه حليفته القوية، أي السعودية، بغض النظر عن التقارب الأردني الإيراني الأخير.
الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور محمد ابورمان، اعتبر ان ما يجري عشية القمة العربية، يهدف الى وقف تقدم الحوثيين، لمنع سيطرتهم على عدن واليمن الجنوبي، ولاجبارهم على الذهاب لطاولة المفاوضات.
ورأى ابورمان ان النتائج تتطور بناء على حجم مقاومة الحوثيين، ما سيحدد السيناريوهات المقبلة فـ"المسألة معقدة كثيرا"، مبينا أن "اليمن ليس فقط ما يسيطر عليه الحوثيون، لأن هناك مناطق تسيطر عليها القاعدة وغيرها، لذا فالتدخل الخارجي محفوف بالمخاطر".
ورأى أن ما حدث "مهم على صعيد الموقف السعودي وتطوره، إذ ارسلت السعودية منذ تولي الملك سلمان رسائل بأن هناك تحولات ستحدث تجاه ملفات اقليمية، واهمها الآن اليمن، فعهد السلبية العربية ولى، والسعودية ستغير مقارباتها"، منوها بأن ما جرى  فجر امس باليمن "دليل على التحول السعودي، وهذا ما ستشهده  القمة العربية".
وبين أن مؤدى ما يجري يشير الى "بدء التعامل مع الملفات الاقليمية، كل على حدة"، فملف اليمن والذي "تقف خلفه إيران، سيكون التعامل معه عربيا، الى جانب دعم اميركي رمزي، ما يعني الوقوف ضد ايران".
وبخصوص العراق، فالوضع "مختلف"، مبينا أن "العرب في حرب على الارهاب، وايران مستفيدة من ذلك"، لذا فالتعامل سيكون مع كل ملف وفق خصوصيته لـ"تجنب تعقيدات المنطقة والخلافات غير المعلنة تجاه الملفات كالملفين الليبي والسوري".
ووصف ابورمان ما جرى بـ"معلم من معالم السياسة السعودية الجديدة" في وقت اعتبر فيه ان مشاركة الأردن في العملية ضد الحوثيين "طبيعية، كون الاردن حليفا استراتيجيا للسعودية، برغم تجنبه نوعا ما اتخاذ موقف ضد الحوثيين، والذين بدورهم ارسلوا رسائل ايجابية".
وبالرغم من ان الأردن "بدأ يخفف من احتقانات تاريخية مع ايران، لكنه لن يتوانى عن الوقوف مع السعودية، حليفه الأقوى". إن "سياسة الاردن تجاه إيران تكتيكية، اما تجاه السعودية فاستراتيجية".
وبين أبورمان أن ما جرى امس "مقدمة للفكرة التي بدأ الترويج لها سابقا وهي (الناتو العربي)، وبدأت مصرية، اذ تحمست لها اوساط اميركية، لكن دولا عربية تحفظت عليها".
ورأى أنه مع توجيه الضربة الأولى، قد يتخذ العرب خطوات اخرى في ليبيا، فالتوجه يكمن في ان هذه القوة العربية، ليست ضد داعش فحسب، بل ضد اي مصدر تهديد امني.
الباحث المختص في دراسات السلام والنزاع محمود الجندي، أشار الى ان الموقف الأردني دائما مع السعودية، بغض النظر عن الطرف الآخر.
وبشأن زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ناصر جودة الأخيرة لايران، والتي قال ان الناس تفاءلت بها "فلم تثمر عن شيء".
وبحسب عباراته "ما يزال الايرانيون طامعين بالمنطقة"، يتجلى ذلك في "انعكاس الصراع السني الشيعي في اليمن"، لافتا الى أن هذا "ما شاهدناه في العراق، لكنه في اليمن، كاد أن يحرق الثوب السعودي، لذا فان الرد عليه كان عسكريا".
وأشار الجندي الى انه "لو كان اليمن بعيدا عن السعودية لاكتفي  بالادانة، ولكن ما يحدث يشكل خطرا على جنوب السعودية، ما ادى لتدخل عسكري مباشر".
محلل سياسي فضل عدم ذكر اسمه، عبر عن مفاجأته يما يحدث، لا سيما وان التصريحات الصادرة عن واشنطن والقاهرة حتى أول من امس، أفادت بعدم النية للتوجه نحو "حرب".
لكنه اعتبر ان الضربات جاءت في وقت مناسب "بعدما بدأت ايران تظن انها الاقوى في المنطقة، وبسيطرتها بطريقة غير مباشرة على ثلاث دول عربية؛ العراق وسورية ولبنان، ظنت ألا احد سيتدخل في دعمها للحوثيين باليمن".
وبين ان هذا الهجوم العربي الموحد "قد يكون البداية لوقفها عن تمددها في ظل السكوت العربي السابق".