حرب لبنان

معاريف ياسر عقبي 20/10/2019 تصاعد في نهاية الاسبوع احتجاج المواطنين اللبنانيين، الذي يدعو الى انهاء الحكم الذي أدى الى الازمة الاقتصادية التي يعيشون فيها، حين اغلق عشرات آلاف المتظاهرين محاور السير المركزية وأحرقوا إطارات السيارات. مواطنون من كل أطراف لبنان خرجوا الى الشوارع وهم يحملون يافطات تدعو الى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، الذي هاجمه امين عام حزب الله حسن نصرالله مدعيا انه يتملص من المسؤولية. جاء المتظاهرون الى العديد من المواقع، بما فيها العاصمة بيروت وقصر الرئيس ميشيل عون. وفي اثناء المواجهات حتى الآن قتل متظاهران واصيب العشرات بالنار الحية في مدينة طرابلس. وأحرق متظاهر في بعلبك نفسه حتى الموت ،والمدارس، البنوك والاعمال التجارية اغلقت في ضوء تصعيد الاحتجاج، الذي انتشر تقريبا الى كل مدينة ومحافظة في الدولة، فيما تصاعدت اعمدة الدخان من فوق العاصمة ومدن اخرى في اعقاب احراق اطارات السيارات. واغلق المتظاهرون الطريق الى المطار الدولي في بيروت، وعلى جوانبه كان الناس يسيرون مع حقائبهم. وفي بعض المواقع احرق المتظاهرون المباني وحطموا نوافذ العرض في المحلات التجارية. بدأ الاحتجاج في اعقاب قرار الحكومة فرض ضريبة على مكالمات واتس اب والتطبيقات المشابهة مثل فيسبوك وفيستايم، في اطار المساعي لزيادة المداخيل لميزانية 2020. في اعقاب ذلك دعت وكالة الانباء اللبنانية المظاهرات باسم "انتفاضة واتس اب". ومع ذلك، في ضوء الاحتجاج المتصاعد ضد الخطوة، اعلنت وزارة الاتصالات عن إلغاء الضريبة. وألقى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الجمعة خطابا للمواطنين تناول فيه الاحتجاج في الدولة وقال: "اشعر بألم اللبنانيين وأؤيد كل مظاهرة بالوسائل السلمية. الإصلاح الذي نريده لا يعني رفع الضرائب، بل تغيير القوانين القديمة. طلبت من اصدقاء لبنان الدوليين المساعدة في تمويل الاصلاحات – وشركاؤنا لم يقترحوا حلولا بديلة". واضاف الحريري بأنه "هناك أناس في لبنان يسعدهم ما يجري، وربما هناك مخططات خارجية تستهدف تخريب لبنان بعد الهدوء في سورية، ولكن هذا لا يستبعد الغضب الحقيقي للمواطنين والذي تفجر بعد ثلاث سنوات من انتظارهم بصبر. لست آسفا على ما قمت به من واجب لإنقاذ الدولة". ,في سياق خطابه أعطى الحريري مهلة 72 ساعة للشركاء لإقناع المواطنين والأسرة الدولية بشأن تحقيق الاصلاحات الاقتصادية ضد الفساد في الدولة، واضاف: "قبل أن اقرر شيئا آخر". أما من استغل بشكل غير مفاجئ الازمة في الدولة الممزقة فقد كان نصرالله، الذي بث خطابا تلفزيونيا صباح السبت دعا فيه الحكومة والحريري الى طرح "اجندة جديدة وروح جديدة للدولة". ومع أنه أيد في خطابه الحكومة الا انه هاجم رئيسها واتهمه بالهروب من المسؤولية بالنسبة للأزمة. وادعى قائلا: "ان الشعب لن يحتمل ضرائب جديدة، وهذه ليست الامكانية الوحيدة"، حذر نصرالله وادعى بأن "على الجميع، بما في ذلك حزب الله تحمل المسؤولية عما جرى. من العار ان يكون هناك من يتهرب من المسؤولية، ولا سيما اولئك الذين كانوا في الحكم في السنوات الاخيرة.اضافة اعلان