حرق وقطع رؤوس: تمرد إسلامي محتدم في موزامبيق قد يصبح أكثر فتكاً

جنود يتفقدون قرية هاجمها الإرهابيون في موزمبيق - (أرشيفية)
جنود يتفقدون قرية هاجمها الإرهابيون في موزمبيق - (أرشيفية)

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

تقرير خاص - (الإيكونوميست) 9/8/2018

استيقظ سكان قرية نونده على صوت إطلاق النار في حوالي الساعة الثانية من صباح يوم 5 حزيران (يونيو). كان اثنان من المهاجمين يحملون البنادق. والثلاثة الآخرون المسلحون بالمناجل، أشعلوا النار في المنازل. ثم قاموا بمطاردة زعيم محلي وقطعوا رأسه أمام الجيران المرتعبين. كما قتلوا ستة آخرين، من بينهم زعيم اسلامي قطعوا رأسه في مسجد.

اضافة اعلان

هذا الهجوم، الذي وثقته مجموعة الضغط، هيومن رايتس ووتش، هو واحد فقط من عشرات عدة من الهجمات التي يشنها الجهاديون في كابو دلغادو، المقاطعة الساحلية المسلمة في معظمها في أقصى شمال موزمبيق منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2017. وقد اتبع الكثيرون منهم في الآونة الأخيرة نمطاً مشابهاً: شن غارات من نوع "اضرب واهرب" التي يقوم المهاجمون خلالها بحرق المنازل، وسرقة المؤن وقطع رؤوس الضحايا. وفي أيار (مايو)، قطع الإرهابيون رؤوس عشرة أشخاص، من بينهم أطفال. وقد حاول المسؤولون التقليل من شأن هذا العنف باعتباره مجرد عملية قطع طريق. لكن هذه الهجمات آخذة في التزايد على ما يبدو.

أما مَن هم القتلة وماذا يريدون، فليس واضحاً تماماً. ويحيط عدم اليقين حتى بأسمائهم. وهم معروفون باسم "أهل السنة والجماعة"، على الرغم من أن السكان المحليين يشيرون إليهم أيضاً باسم "الشباب". ومع أنها ليست لهم صلة معروفة بالجماعة الجهادية في الصومال، التي تسمى أيضاً "الشباب"، فإن بعض الباحثين يعتقدون أن الجهاديين في موزمبيق تلقوا التدريب في الخارج.

باستثناء الترويج لنسخة صارمة من الإسلام، فإن الأجندة السياسية للمجموعة تبدو بدائية. ووفقاً لجوزيف هانلون من كلية لندن للاقتصاد، فقد ظهر أهل السنة والجماعة عندما اجتمعت مجموعات من الباعة في الشوارع، والتي وحَّدها الإحباط الاقتصادي والإسلام الراديكالي، في العام 2015. وحثوا الناس على عدم دفع الضرائب أو إرسال أطفالهم إلى مدارس الدولة -واقتحموا المساجد وهم يلوحون بالسكاكين، ويوجهون النقد اللاذع للممارسات الإسلامية المحلية.

على مدى سنوات، اشتكى السكان المحليون من العدد المتزايد من الشبان الغاضبين في وسطهم. لكن سلطات موزمبيق الفاسدة وفاترة الهمة لم تفعل الكثير. وقد أخذ الهجوم الأول الذي شنته المجموعة في تشرين الأول (أكتوبر الماضي)، المسؤولين في العاصمة، مابوتو، بالمفاجأة.

في الأصل، ينبغي أن تكون مقاطعة كابو ديلغادو هذه مزدهرة. وتستثمر شركات مثل "أناداركو" و"إيني" حوالي 50 مليار دولار (نحو أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لموزمبيق) في المنطقة لاستغلال احتياطيات الغاز التي اكتُشفت هناك في العام 2010. كما وصلت "جيمفيلدز"، وهي شركة بريطانية تصنع البيض المرصّع بالجواهر، في العام 2011 لاستخراج ما يقال إنه أكبر احتياطي للياقوت في العالم.

لكن السكان المحليين يقولون أنهم لم يروا أي فائدة تذكر من هذه الأعمال. وما تزال مقاطعة كابو دلغادو متخلفة عن الجنوب الأكثر ازدهاراً في موزمبيق. وتذهب العديد من الوظائف التي تخلقها صناعة الغاز إلى المغتربين ذوي المهارات العالية، وليس إلى السكان المحليين الذين هم في معظمهم من الأميين. وقد احتج الشبان في بالما، البلدة الواقعة في وسط مشاريع الغاز، في أيار (مايو)، بدعوى أنه يتم تجاهل طلبات التوظيف التي يقدمونها.

تضيف إلى هذا البؤس التقارير التي تتحدث عن الاستيلاء على الأراضي ذات الصلة بالياقوت. وفي لندن، يتابع المحامون قضايا ضد شركة "جيمفيلد"، والتي رفعها أكثر من 100 من أصحاب المناجم الصغيرة، الذين يزعمون أنهم تعرضوا لإطلاق النار والضرب والإيذاء الجنسي على أيدي ضباط الشرطة وحراس الأمن في الشركة.

من غير المتوقع أن يعرقل أهل السنة والجماعة مشاريع الغاز في المنطقة. لكن ما سيحدث بعد ذلك قد يعتمد على رد فعل الدولة. وحتى الآن، قامت الحكومة بتعزيز الأمن واعتقلت المئات من الجهاديين المشتبه بهم. ويقارن إريك مورير-جينود من جامعة كوينز بلفاست مقاطعة كابو دليغادو بشمال شرق نيجيريا خلال الأيام الأولى لظهور مجموعة بوكو حرام الإرهابية. وهناك، كانت حملة قمع شديدة قد ساعدت في تحويل الطائفة الدينية المتطرفة إلى واحدة من أكثر الجماعات الإرهابية فتكاً في كل أفريقيا. والأمل هو أن لا يسلك شمال موزمبيق الطريق نفسه.

*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Burnings and beheadings: A bubbling Islamist insurgency in Mozambique could grow deadlier

[email protected]