حكمت النوايسة يتناول السلطة والمذهب والمرأة في كتاب جديد

غلاف كتاب الدكتور حكمت النوايسة "السلطة، المذهب، المرأة"
غلاف كتاب الدكتور حكمت النوايسة "السلطة، المذهب، المرأة"

عزيزة علي

عمّان- ضمن سلسلة كتب ثقافية التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية صدر للدكتور حكمت النوايسة كتاب بعنوان "السلطة، المذهب، المرأة: قراءة ثقافية في الشعر العربي".اضافة اعلان
الكتاب جاء في ثلاثة فصول الأول يحمل عنوان "التاريخ في خدمة السلطة، قراءة في تناصات أبي تمام في قصيدة "الحق أبلج"، بينما يتناول الفصل الثاني "شعر أبي العلاء المع ري بين مذهبين قراءة مقارنة في قصيدتين لأبي العلاء"، بينما يتحدث الفصل الثالث عن "المرأة في الشعر العربي".
الكتاب هو مجموعة دراسات تناول فيها النوايسة قراءة الشعر بالشعر، كما جاء في مقدمته، أي قراءة الشعر من داخله، مع الاستناد إلى ما يحيط بالنصوص من معطيات تثير الغوامض فيها، كالإطار التاريخي، أو الإطار الاجتماعي، ولكن دون أن يكون ذلك موجها للقراءة بقدر كونه مؤشرا للإطار الموحي بزمنية النص، وعدم اختراقه الأزمنة، إلا بوصفه فنا، تتراخى فيها المعطيات الآنية لصالح الفن العابر الممتد.
والنوايسة الحاصل على درجة الدكتوراه في النقد الادبي، يرى في مقدمة الكتاب أن منهج  القراءة، استند إلى النص نفسه، وما يمنحه بالقراءة من معطيات، فكل نص اجتراح منهجه وهي القراءة التي اقترحها دائما، ذلك ان عسف المناهج على النصوص عادة ما يؤدي إلى حرف المعاني لخدمة المنهج، أو ابتسار تلك المعاني.
وأشار المؤلف وهو شاعر صدر له العديد من المجموعات الشعرية منها "عزف على أوتار خارجية"، إلى أن النقد الحديث يعاني من الابتعاد عن المعاني سواء أكانت القريبة أم البعيدة في النص لصالح رؤى نقدية وافدة لم تفهم الفهم الصالح لإدخالها على النصوص العربية، ولم تجسر مع النظر العربي، او النقد العربي القديم الذي قدم رؤى نقدية عظيمة لم تستغل كما ينبغي في الأنظار النقدية الحديثة.
ويرفض صاحب ديوان "أغنية ضدّ الحرب"، فكرة موت المؤلف قائلا: حاولت هذه القراءة أن تبقي المؤلف حيا، يشهد على نصه، ويشهد نصه عليه، ذلك أن موت المؤلف يعني موت كثير من المؤشرات التي يمكن ان تكون علامات خارجية تضع النص في سياقة التاريخي.
يتناول الكتاب كما اشار النوايسة في المبحث الأول التناص بمفهومه الواسع، "قد كان موضوعه استثمار المعطيات التاريخية والنصية السابقة واستدخالها لإضافة أصالة للنص، وشرعية لفعل القتل الذي قام به المعتصم بحق الأفشين، وهو أحد قادته والمقربين منه، وفي القصيدة تناص كلي وجزئي خدما ما تذهب إليه القصيدة، ما جعلنا نبقي النص، الشاعر، حيا لنقرأه بالقصيدة، ونقرأ القصيدة به، بعد ان وقفنا على معطياتها الفنية.
بينما في المبحث الثاني كانت القراءة في قراءة الشعر بالشعر، كما قال المؤلف لنقل القصيدة من جوانيتها إلى محيطها، وهي قراءة معاكسة، حاول استثمار المعطيات الفنية في قصيدتين، من قصائد أبي العلاء المعري، لتقف على التعاكس أو الاختلاف الفني بين القصيدتين، وتربط ذلك بموضوع القصيدتين، وهما قصيدتان في المدح، فما الذي جعل هذه القصيدة تختلف فنيا عن الثانية؟
اما في المبحث الثالث فكانت القراءة لحضور المرأة في الشعر العربي باختيار نماذج تنتمي إلى الشعر العربي منذ الجاهلية إلى العصر الحديث، وكانت القراءة مركزة على الحضور الرمزي للمرأة في الجاهلية، وعصر الإسلام، وفق النموذج المختار، والحضور الجسدي في العصر الحديث، وكانت النماذج السائرة، وكان لهذا الاختيار أسبابه التي أهمها إبراز اهمية القراءة الجديدة للشعر القديم، والشعر بعامة، ولا يمكن ابراز ذلك من خلال قصائد مغمورة، أو غير سائرة إلا بين الدارسين.
ويذكر أن د. حكمت النوايسة ناقد والشاعر ويعمل مدير مديرية التراث في وزارة الثقافة، وصدر له العديد من المؤلفات النقدية والشعرية منها "المآل– دراسة نقدية "، "الكتابة ووعيها، دراسة في أدب إلياس فركوح السردي"، "في البحث عن معنى، دراسات في السرد العربي في الأردن"، وفي مجال الشعر صدر له "الصعود إلى مؤتة"، "شجر الأربعين"، "كأنني السراب"، وفي مجال المسرح كتب مسرحية بعنوان "بائع الأقنعة".