حوادث السير والرصاص

خلال الفترة القليلة الماضية، كانت الجهات الرسمية والشعبية، تحذر من ظاهرتين خطيرتين، الأولى حوادث السير، وخصوصا خلال شهر رمضان الفضيل، والثانية امتلاك الاسلحة النارية واستخدامها بوجه غير قانوني.اضافة اعلان
فبالنسبة للأولى، فقد شهدت ظهر يوم الخميس حادث سير مأساويا في طريق المطار.. فالسيارة التي اصطدمت بعمود في الجزيرة الوسطية الفاصلة بين مساري الشارع، تحطمت كليا، فيما شاهدت السائق في داخلها بلا حراك، ومصاب إصابة بليغة.
لم أشهد لحظة وقوع الحادث، ولكن كما يبدو، كان نتيجة السرعة الزائدة، التي حولت السيارة الحديدية إلى علبة هشة لاتحمي من بداخلها، بل تؤذيه أشد الأذى.
وخلال الشهر الفضيل وقع العديد من حوادث السير المؤلمة، منها الحادث الذي وقع في رابع يوم من رمضان بأم الجمال بالمفرق وأودى بحياة 3 أشخاص.
للأسف نشهد في شهر رمضان الفضيل، عدم احترام البعض لقواعد المرور.. ومنها السرعات المحددة.. هناك فئة من السائقين في رمضان، تتحول إلى فئة غير مسؤولة، لاتلتزم بأية قواعد أو آداب، وهمها الأول كيفية الوصول بالسرعة الممكنة إلى هدفها، لاتخشى أن تتسبب بحادث قد يضرها، ويضر آخرين، وقد يتسبب بكارثة حقيقية.
في الشهر الفضيل، بدلا من التقيد والالتزام بالممارسات المفيدة والتي تراعي مصالح الناس واحتياجاتهم، نجد أن البعض لا يهتم بذلك، وحتى أنه لا يهتم بمصلحته الشخصية، فيقود سيارته بطريقة عجيبة، تؤذي من صادف مروره بجانبه في تلك اللحظة.
أما بالنسبة للظاهرة الثانية، وهي استخدام الأسلحة النارية بشكل غير قانوني وخاطئ وقاتل، فقد قرأنا مؤخرا عن وفاة شاب باطلاق الرصاص عليه في شفا بدران.
وبغض النظر عن ملابسات القضية، إلا أن ما حدث يدعونا حكومة ومواطنين للتفكير بشكل جدي للقضاء على ظاهرة امتلاك السلاح غير القانوني واستخداماته الخطيرة والمؤذية والتي تتسبب بزهق أرواح بريئة.
خلال الشهر الماضي، كانت هناك حملة واسعة لمناهضة ظاهرة امتلاك السلاح، حيث أكد مسؤولون حكوميون وقادة مجتمع وشيوخ عشائر ونشطاء ومواطنون على ضرورة مكافحة هذه الظاهرة، والتشدد وتطبيق القوانين السارية بحق حملة الاسلحة النارية بشكل غير شرعي، وكذلك من يستخدمها في المناسبات والاحتفالات وغيرها.
طبعا من يستخدم السلاح للقتل أو في المشاجرات والخلافات، أو للاستقواء على الآخرين، فالقوانين تطبق عليه فورا، ولا يمكن التسامح معه، ومن الضروري في هذا السياق التشدد بتطبيقها، وحتى من الممكن والمفيد تعديلها لتغليظ العقوبات، ولكن هناك آخرون يستخدمون السلاح في المناسبات والاحتفالات فيحولونها إلى اتراح.. من الضروري التشدد بالعقوبات والمحاسبة وعدم التساهل، مهما كانت الضغوط الاجتماعية.
إن ما تتسبب به حوادث السير وتملك السلاح غير القانوني من مآس وآلام، تستدعي من الدولة اطلاق ناقوس الخطر، وعدم التهاون في مكافحة هاتين الظاهرتين الخطيرتين.