حياكة شال تدخل أبو زهرة عالم المطرزات الشرقية

هناء أبوزهرة تعرض منتجاتها من المطرزات الشرقية للزبائن - (الغد)
هناء أبوزهرة تعرض منتجاتها من المطرزات الشرقية للزبائن - (الغد)

طارق الدعجة

عمان- "النجاح في حياكة شال قبل 25 عاما أدخلني عالم المطرزات الشرقية، لتصبح مصدر دخلي الرئيسي، الذي أعيل به أسرتي المكونة من 3 أفراد"، بهذه العبارات تروي هناء أبوزهرة قصة نجاحها.اضافة اعلان
وتقول هناء "إن الحاجة إلى المال دفعتني لتعلم حياكة الشالات؛ حيث بدأت العمل منذ العام 1989، برأسمال 150 دينارا، ما مكنني من شراء مدخلات الإنتاج من الأقمشة والخيوط وأدوات التطريز".
وتضيف هناء "بعد أن نحجت في حياكة أول شال، قمت بعرض العينة على تاجر وطلب مني إنتاج 10 عينات وبعدها تم تسويق المنتج على الأقارب والمعارض المتخصصة، ليتم بعدها تعلم صناعة المطرزات الشرقية بمختلف أشكالها".
وتبين هناء أنها تقدمت إلى صندوق التنمية والتشغيل العام 1993 من أجل الحصول على قرض بقيمة 1500 دينار، بهدف زيادة كميات الإنتاج، إضافة الى المشاركة بالمعارض.
وتوضح هناء أنها خضعت لدورات من خلال برنامج "إرادة" التابع لوزارة التخطيط والتعاون الدولي في مجال كيفية تسويق المنتج ذاتيا، إضافة إلى دورات في مجال الفن والخياطة والتطريز ونظام الدعم المؤسسي للمشاريع الصغيرة  والمتوسطة.
ويهدف برنامج "إرادة" الذي تم إطلاقه العام 2002 إلى تحفيز المواطنين للتوجه نحو الاستثمار في مشاريع صغيرة ومتوسطة كوسيلة لتحقيق الدخل وتحسين ظروفهم المعيشية، إضافة إلى تعزيز الروح الريادية وثقافة الاعتماد على الذات لبناء مجتمعات منتجة قادرة على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأردن.
و"إرادة" برنامج وطني تم بتمويل من وزارة التخطيط والتعاون الدولي وتديره الجمعية العلمية الملكية ويقدم جميع خدماته المجانية لتحقيق أهدافه.
وتشير هناء الى أنها تقوم بتسويق منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، مبينة أن عملية التسويق عبرها تساعد بشكل كبير على زيادة حجم الطلبات والمبيعات.
وبحسب هناء، يبلغ سعر أقل قطعة من المطرزات الشرقية 10 دنانير، فيما يبلغ أغلى سعر نحو 500 دينار، وذلك بحسب نوع القماش ومقدار العمل في إنتاج المطرزات.
وتقول هناء، التي تقوم بإنتاج المطرزات الشرقية في منزلها، إنها تستغل قطع القماش الزائدة وتقوم بإنتاج الإكسسوارات على شكل مطرزات شرقية؛ حيث يبلغ سعر أقل قطعة 5 دنانير وأعلى قطعة 25 دينارا.
وتشير هناء إلى أنها لجأت للاقتراض من صندوق التنمية والتشغيل بعد سداد القرض الأول بمبلغ 3 آلاف دينار، وذلك من أجل شراء ماكينة خياطة ودرز وحبكة بهدف سرعة الإنجاز، لتلبية طلبات الزبائن من المطرزات الشرقية.
وتبين هناء أن عمل المطرزات الشرقية يحقق لها دخلا شهريا يتراوح بين 500 و700 دينار؛ حيث مكنها من تأمين مستلزمات بيتها وتعليم أبنائها.
وتطالب هناء الحكومة بضرورة دعم المشاريع الصغيرة، من خلال إقامة المعارض المتخصصة بالمجان وشراء الحكومة للهدايا من منتوجات تلك المشاريع.
ومن جهته، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور هاني الخليلي، أن عمل المرأة في حرفة المطرزات الشرقية في منزلها يكرس مفهوم العمل باعتباره قيمة كبرى ويتيح الفرصة للمرأة لكي تمتلك مشروعا خاصا بها يسهم في تحسين وضعها الاقتصادي، ويحقق لها مردودا ماليا.ويؤكد الخليلي ضرورة إيلاء المشاريع الصغيرة مثل حرفة المطرزات الشرقية كل الاهتمام من قبل الجهات الحكومية، وذلك من خلال توفير التمويل الذي يمكن من خلاله زيادة الإنتاج وتطويره.
وبحسب الخليلي، يعتبر عمل المرأة في حرفة المطرزات الشرقية داخل منزلها شكلا من أشكال اقتصادات الظل التي لا تدخل في حسابات الدخل القومي.
ويعتبر عمل المرأة داخل منزلها شكلا من أشكال اقتصادات الظل التي لا تدخل في حسابات الدخل القومي.