حيوانات الخلد التي تتعرض لضغوط تعطي مفاتيح للعقم عند الإنسان

حيوانات الخلد التي تتعرض لضغوط تعطي مفاتيح للعقم عند الإنسان
حيوانات الخلد التي تتعرض لضغوط تعطي مفاتيح للعقم عند الإنسان

 

لندن - قال علماء أمس إن بعض القوارض الغريبة المجردة من الشعر التي تعيش تحت الارض في افريقيا ربما تعطي مفاتيح بشأن الصلة بين الضغوط والعقم عند الانسان. ويصبح حيوان الخلد الذي يتعرض لضغوط عقيما بعد تعرضه لتخويف مستمر من قبل ملكة المستعمرة وهي الانثى الوحيدة التي تقوم بالتكاثر. ولكن هذا العقم يمكن انهاؤه وعندما تموت الملكة تحل محلها بسرعة احدى الاناث التي لم تكن تتكاثر من قبل.

اضافة اعلان

ويعتقد كريس فولكيس وهو بيولوجي في جامعة لندن ان النمط السلوكي لهذه الحيوانات يترجم الى كبت هرمونات اخصاب معينة ويمكن ان يساعد فهم هذه العملية في شرح العقم المتعلق بالضغوط عند الانسان. وأردف قائلا عبر الهاتف ان "أمورا مماثلة قد تحدث عند البشر. من المرجح انها كلها تعمل في قنوات مماثلة في المخ". ويعرف منذ فترة طويلة ان الضغوط تعد عاملا مهما في العقم عند النساء والرجال ولكن معرفة السبب يمثل تحديا.

وفولكيس الذي يقدم بحثه المتعلق بحيوان الخلد في الاجتماع السنوي للجمعية الاوروبية للتكاثر البشري وعلم الاجنة في ليون بفرنسا مقتنع بأنه يمكن لهذه الحيوانات ان تعطي جزءا من الاجابة. ويعد النموذج الذي تعطيه تلك القوارض التي تعيش تحت الارض في مستعمرات تضم ما بين100 و300 حيوان نموذجا متطرفا كما ان قدرة ملكة حيوان الخلد على الهيمنة على الحيوانات الاخرى في المستعمرة من خلال دفعها بقوة شيء غير عادي.

ولكن تلك الحيوانات العمياء ليست الوحيدة التي تسيطر على الخصوبة داخل مجموعة اجتماعية. فمن بين المخلوقات الاخرى التي يحدث بينها وقف للتناسل نتيجة عوامل اجتماعية ثدييات رئيسية مثل قرود القشة وقرود الطمارين وحيوان النمس والحيوانات المندرجة ضمن عائلة الكلب مثل الذئاب وابن اوى. وفي حالة حيوان الخلد يؤدي خفض الهرمونات المسؤولة عن التبويض الى وقف دورة التبويض عند الاناث في حين تنخفض مستويات هرمون التستوسترون والسائل المنوي لدى الذكور التي لا تقوم بالتكاثر.

وقال فولكيس وزملاؤه عن الدور الذي تلعبه الجينات في الاشكال المختلفة من انماط الارتباط الاجتماعي والتزواج.

واضاف "من خلال القيام بمقارنات متأنية مع انواع نموذجية مثل حيوان الخلد ربما نستطيع تمييز الاسهام النسبي للعوامل الوراثية والبيئة والتنشئة والثقافة في السلوك الاجتماعي المعقد في جنسنا البشري".