حي ويركل

يديعوت أحرونوت

بقلم: الون بن دافيد

اضافة اعلان

أثبت داعش هذا الاسبوع بانه ليس فقط تنظيما حيا بل ويركل وبقوة ايضا. بالتوازي مع العملية الكبرى في سيريلانكا، بدأت تظهر تقارير بان داعش يعود الى الحياة في سورية وفي العراق ايضا. يبدو أن اعلان الاميركيين النصر والتأبينات التي تمت عليه كانت سابقة لأوانها. بالنسبة لاسرائيل – هذه ليست بالضرورة انباء سيئة.
داعش ليس مجرد تنظيم، بل هو فكرة وايديولوجيا جذابة للكثيرين، وفي مرحلة معينة اصبحت دولة ايضا. حين خرجت أمم العالم للقتال ضد "داعش" التي اقامها داعش في سورية وفي العراق، في تحالف اكبر من ذاك الذي قاتل ضد هتلر، كان واضحا انها ستنجح في ابادة بنيتها التحتية المادية. كما كان واضحا بان فكرة داعش لا يمكن تصفيتها بالقصف، وانها ستواصل كونها إلهاما للارهاب في ارجاء العالم. غير أن العمليات هذا الاسبوع اثبتت بان ليست الفكرة وحدها هي التي لا تزال على قيد الحياة، بل والتنظيم ايضا.
لم تكن هذه عمليات الهام نفذها تنظيم محلي. واضح أنه من خلف الهجمات في سيريلانكا يقف تنظيم دولي اكبر بكثير من المتطرفين المحليين. فالتخطيط، جمع المعلومات واختبار الاهداف، اعداد الوسائل القتالية والتنفيذ المتزامن جيدا – كل هذه اكبر من حجم التنظيم المحلي جماعة التوحيد الوطنية. فاذا كان داعش قاد بالفعل العمليات، فهذا هو الانتاج الاكبر لـ "داعش" خارج مناطق نفوذها، اكبر واكثر فتكا حتى من سلسلة عمليات باريس في 2015.
حتى اليوم، من عرف كيف ينتج عمليات كبرى كهذه كانت القاعدة. كما أن ثمة غير قليل من اوجه الشبه بين عمليات سيريلانكا وعمليات القاعدة في مومباي في 2008، سواء من حجم الاهداف ام من حيث نمط العمل والنزول الى التفاصيل، مثل الحرص على ازالة المخربين للحى قبل الخروج الى العملية. في حينه، في الهند كان هؤلاء هم رجال الاشقر الطيبة، فرع القاعدة في الباكستان، والذين نظموا الانتاج. لن اتفاجأ اذا تبين في هذه المرة ايضا صلة مع المنظمة الباكستانية.
القاعدة هي تنظيم آخر سبق أن بنوه ولكنه يرفض الاندثار. قبل بضعة اسابيع اعلنت الولايات المتحدة عن جائزة مليون دولار لمن يجلب معلومة عن مكان تواجد حمزة بن لادن، ابن اسامة، والذي على ما يبدو أخذ على عاتقه موقع قيادة التنظيم. وبين الباكستان وافغانستان ما تزال هناك مجالات هائلة يسيطر عليها رجال طالبان وتحت رعايتهم يعمل رجال القاعدة. حمزة بن لادن نفسه يواصل منذ بضعة اشهر اصدار اشرطة مع نداءات للعمليات، ويشير الى ان التنظيم ما يزال لم يقل كلمته الاخيرة.
ما كنت لأسارع الى اخراج القاعدة من قائمة المشبوهين حتى في حالة سيريلانكا.