خاصية إخفاء الأشياء أصبحت ممكنة

مريم نصر

عمان- يعكف علماء من مختلف أنحاء العالم على القيام بتجارب تقترب من جعل خاصية إخفاء الأشياء التي طالما شاهدناها في أفلام الخيال العلمي أمرا ممكنا. اضافة اعلان
وأعلن باحثون من جامعة تكساس مساء أول من أمس، أنهم حققوا تقدما في إخفاء الأشياء باستخدام خامات خاصة، وهي خطوة تقرب العلم من التمكن من إخفاء الأشياء عن الضوء المرئي.
ويتوقع المحللون أن تصبح عباءة هاري بوتر الشهيرة، التي كان يلقي بها لإخفاء ما يريد أمرا قابلا للتحقق.
وقال الباحثون إنهم تمكنوا من إخفاء اسطوانة بطول 18 سنتيمترا عن الأنظار باستخدام غطاء مكون من مواد بلازمونية. وهذه المواد الصناعية انتجت بخصائص غير متوفرة في الطبيعة.
والمواد البلازمونية هذه لها خصائص سلبية، تجعلها غير مرئية عند تسليط ترددات محددة المدى، لا تعمل الآن إلا في نطاق الموجات الصغيرة، وليس في مجال الضوء المرئي، وتستطيع أن تبدد الضوء في الاتجاه المعاكس تماما للأشياء.
فعندما يضرب الضوء المادة، فإنها تنعكس من سطحها، ويتمكن الإنسان من رؤية هذه الأشياء عندما يسقط الضوء المنعكس منها إلى العين.
وما تقوم به هذه الخامة البلازمونية، أنها تبدد الضوء المنعكس من الشيء الذي وضعت عليه، فمثلا إذا وضعت هذه المادة على الهاتف، فإنها ستمنع الضوء المنعكس منها من الوصول إلى العين، الأمر الذي سيجعل الهاتف غير مرئي.
ويشير الباحثون إلى أنه عندما تتقاطع مجالات التبديد الخاصة بالقبعة السحرية، مع مجالات التبديد الخاصة بالشيء المراد إخفاؤه، فإن كلا منهما يلغي الآخر.
بهذه الطريقة، استطاع علماء الفيزياء إخفاء الاسطوانة بالنسبة للموجات الدقيقة ذات تردد 1ر3 ميغاهرتز، بل من جميع زوايا الناظر.
وأكد الباحثون أنه "يمكن من حيث المبدأ استخدام هذه التقنية مع الضوء المرئي أيضا، غير أن حجم الشيء المراد إخفاؤه يتوقف على طول الموجات".
الخطوة التالية التي يريد العلماء الوصول إليها، هي إخفاء الأشياء ثلاثية الأبعاد، مع العلم أن هذا الأمر في غاية الصعوبة.
ويشير المحلل التكنولوجي روب انديرل إلى أن "الشيء الذي تمكن العلماء من إخفائه هو اسطوانة يبلغ طولها 18 سم وطول الموجة وصل من 1 ملم إلى متر، والموجة كانت تتناغم مع الشيء، لجعلها تختفي تماما عن الأنظار، مبينا أن "هذه الدراسة قد لا توصل العلماء إلى مرادهم، لإخفاء الأشياء بالشكل الذي نشاهده في الأفلام، لأن الأمر يتطلب ساحرا وليس عالما".
ويعمل كثير من الباحثين في أنحاء عدة من العالم على تطوير قبعة سحرية قادرة على إخفاء الأشياء.
وتعتمد معظم المحاولات في هذا الاتجاه على استخدام مواد صناعية قادرة على تغيير مسار الضوء المحيط بالشيء المراد إخفاؤه.
وفي مطلع الشهر الماضي تمكن علماء من جامعة كورنيل من ابتكار جهاز زمني حاجب، يستطيع أن يحجب رؤيتنا للأحداث، ويعمل الاختراع الجديد في زمن يقدر بـ 40 تريليونا من الثانية أو 40 بيكو ثانية، عبر إسراع وإبطاء أجزاء مختلفة من الأشعة الضوئية، التي تتجمع معا فيما بعد، لذلك لن يستطيع أي مراقب ملاحظة ما حدث في هذا الوقت المختفي.
وفي ألمانيا تمكن العلماء من اختراع نسيج قادر على إخفاء الأشياء، وهذا النسيج عاكس للضوء كالمرايا، ويوضح العلماء الألمان أن العين البشرية تستطيع رؤية الأشياء عندما يسقط الضوء المنعكس عنها على شبكية العين، والنسيج الجديد يستطيع حجب هذا الضوء بعيدا عن العين، حتى تكون الأشياء من خلفه غير ظاهرة.
وتمت صناعة النسيج المذكور من أنابيب بوليمرية دقيقة جدا يضيع الضوء داخلها، ويمكن رؤية النسيج مجددا، حينما تنعكس اتجاهات الأنابيب.
وهذا يعني أن بوسع العلماء التحكم برؤية الشيء كما ورد في فيلم جيمس بوند die another day، حين تمكن الفنان بيرس بروسنان من إخفاء سيارته والتلاعب بها.
ويأمل الباحثون الألمان أن يتمكنوا من إنتاج هذا النسيج بمساحات أكبر، ليتمكنوا من إخفاء أشياء كبيرة.
وفي جامعة طوكيو باليابان، تمكن العلماء من اختراع تكنولوجيا جديدة قادرة على إخفاء الأشياء باستخدام تقنية التموية الضوئي، وتقوم على وضع كاميرا فيديو خلف الجسم المراد حجبه، وتصور المشهد الذي يحجبه هذا الجسم عن أعين الناظرين، ثم عرض الصورة على سطح المادة الموضوعة على الجسم، مثل الرداء.
وهذه المادة هي الأساس الذي تقوم عليه تكنولوجيا التمويه الضوئي. وهي مكونة من أجزاء ميكروسكوبية تستطيع عكس الضوء في الاتجاه الذي جاء منه، تماما كما يحدث مع المواد التي تستخدم في إشارات السير الليلية على جوانب الطرقات.
ويقول العلماء اليابانيون إن تكنولوجيا التمويه الضوئي التي طوروها، يمكن استخدامها في الغرف الخالية من النوافذ، أو في مقصورات القيادة في الطائرات، بحيث يستطيع الطيار مشاهدة المدرج عند الهبوط في المطارات، وذلك بمجرد النظر إلى أرضية المقصورة.

[email protected]