خبراء: احتياطات طبية وغذائية ينبغي التقيد بها لتفادي أضرار الموجة الحارة

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

عمان- مع حلول الموجة الحارة هذه الأيام، انتشرت العديد من الرسائل التوعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحذر من تبعات الأجواء الحارة التي تسود مناطق المملكة كافة، والتي تتزامن مع شهر رمضان المبارك، مما نبه العائلات لأهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي المخاطر، خصوصا في أوقات ارتفاع درجات الحرارة نهارا.اضافة اعلان
وبحسب موقع "طقس العرب"، فإن "المملكة تستمر اليوم، تحت تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجديدة، وتصل لمستوى "الموجة الحارة" وارتفاع واضح على درجات الحرارة لتلامس حاجز الأربعين مئوية في عمان والمدن الأردنية، وتتجاوز حاجز 45 مئوية في الأغوار والبحر الميت".
لذا قررت العديد من المؤسسات والدوائر الرسمية والخاصة بقطاع الإنشاءات أو من يتطلب عمل أفرادها البقاء لفترات طويلة خارج المنزل، بأن يكون هناك ساعات محددة للعمل في الخارج خلال هذه الفترة، وأن يتوقف العمل بشكل كامل في الخارج وتحت أشعة الشمس خلال فترة الذروة، والتي يقدرها اختصاصي الطب العام وطب الأسرة الدكتور زياد النسور، بأنها "ما بين الساعة 12 تقريباً لغاية الساعة الرابعة عصراً".
وبين النسور أن هذه الفترة هي ذورة ارتفاع درجات الحرارة خلال الموجات الحارة، والتي قد تُعرض الإنسان للعديد من المشاكل الصحية في حال لم يتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة، وأبرزها ضربة الشمس أو هبوط الضغط، وارتفاع نسبة السكر في الدم أحياناً أخرى.
ويشدد النسور على ضرورة أن لا يُهمل الفرد تلك التعليمات الصادرة عن مديرية الدفاع المدني، ويضيف على ذلك أن يكون الإنسان على دراية بأهم الإسعافات الأولية التي يمكن أن يقدمها لنفسه أو لغيره في حال تعرض أحدهم لضربة الشمس، والتي تتمثل بـ"الانتقال إلى مكان مُظلل يوجد فيه مصدر هوائي مناسب، والتخفيف من الملابس التي يمكن أن تسبب ضغطا على المصاب أو الشخص نفسه".
ويضيف "وضرورة أن يفطر الصائم ويشرب الماء على دفعات متتالية وبكميات قلية، ومن الممكن رش كمية قليلة من الملح لرفع الضغط، وأن يتم رش الماء على جسمه للتخفيف من الحرارة، وإن أمكن قياس الضغط لديه، مع أهمية التواصل مع الدفاع المدني خلال ذلك".
ويؤكد النسور أن تزامن شهر رمضان مع هذه الموجات الحارة، يتطلب حرصاً أكبر من الأفراد، كون الحرارة المرتفعة تسهم في فقدان الجسم كميات كبيرة من السوائل من خلال "التعرق"، وهذا يزيد من العطش والجفاف والوصول أحياناً إلى الإغماء، الذي يصاحبه هبوط كبير في الضغط، وانخفاض السكر، ومن المحتمل أن تؤدي بعض ضربات الشمس وما يتبعها إلى الوفاة في حال كانت الحالة شديدة، ولم تجد العلاج الطارئ اللازم.
ويبين "على الصائم الذي يشعر بأي من هذه الأعراض أن لا يتردد بأن يفطر"، بحسب النسور، الذي يؤكد أن الشرع يوجب ذلك؛ إذ "لا ضرر ولا ضرار"، فإنقاذ النفس يكون الأولى في الوقت الذي يمكن أن يتعرض فيه الإنسان للأذى، وهذا أمر متعارف عليه، بعد أن يكون قد اتخذ اللازم، بأن يغسل وجهه أكثر من مرة، وأن يتمضمض بالماء بدون مبالغة، والجلوس في أجواء مناسبة.
وفيما يخص مرضى السكري والضغط، فقد نوه النسور إلى ضرورة أن يختاروا الوقت المناسب لتناول بعض الأدوية التي تسبب "إدراراً بالبول"، والذي يُقفد الجسم السوائل خلال ساعات النهار، لذا، فمن الضرورة بمكان أن يتناولوا تلك الأدوية خلال وجبة الإفطار وليس السحور، كما يفعل البعض، حتى لا يكون تأثيرها على الجسم في ساعات النهار.
ولخصوصية تلك الأجواء الحارة خلال شهر رمضان، فإن تناول الأطعمة المناسبة خلال ساعات الإفطار له دور كبير في تجنب بعض الأعراض فيما بعد، ويساعد على تزويد الجسم بما يحتاجه من طاقة، وعليه، تؤكد أخصائية التغذية سحر العفيف أن الغالبية من الصائمين لا يتناولون كميات كافية من المياه خلال رمضان، في حين أن هذه الأجواء تتطلب المحافظة على كمية السوائل الموجودة في الجسم لتستفيد منها الخلايا وتحافظ على التوازن فيها.
وتنصح العفيف، الصائمين، بضرورة أن يتناولوا من المياه ما يعادل 2 إلى 2.5 ليتر، في الفترة ما بين وجبتي الفطور والسحور، للمحافظة على ترطيب الجسم خلال ساعات الصيام، عدا عن أهمية تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات من السوائل مثل الخضار والفواكه، التي يجب أن نتناول خمس حصص منها يومياً، وتناول العصائر الطبيعية باستمرار.
وتلفت العفيف كذلك إلى أن تناول الأملاح والأطعمة المالحة بشكل بارز من شأنه أن يؤدي إلى العطش خلال النهار، لذا يفضل الابتعاد عنها قدر الإمكان، وخاصة خلال هذه الفترة لارتفاع درجات الحرارة والصيام في الوقت ذاته.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية قد تداولت الإرشادات الوقائية التي أطلقتها مديرية الدفاع المدني لتجنب مخاطر عدة يمكن أن يواجهها أي فرد يتعرض لأشعة الشمس، ومن أبرزها "عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس تفادياً لخطر الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري، وارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة، وارتداء أغطية الرأس الواقية والقبعات وأخذ قسط من الراحة، وخصوصاً الأشخاص العاملين في القطاعات الإنشائية أو الزراعية ومربي المواشي الذين تقتضي طبيعة عملهم البقاء تحت أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة".
بالإضافة إلى ذلك، فقد تناولت الإرشادات ضرورة مراقبة الأطفال وعدم السماح لهم بالخروج من المنزل في الأجواء الحارة، وعدم اصطحاب الأطفال أثناء التسوق، والمحافظة على عدم تحميل الأباريز الكهربائية أكثر من طاقتها، وذلك بتشغيل مكيفات الهواء والمراوح وغيرها على إبريز واحد، وتجنب الخروج للتسوق في وقت الذروة (الظهيرة) وانتقاء الأوقات المناسبة.
ولتجنب حدوث الحرائق التي تطال مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية أو العشبية، فقد نوهت مديرية الدفاع المدني إلى تجنب إشعال النار في مناطق الأعشاب الجافة والأشجار الحرجية درءا لنشوب الحرائق الكبيرة، مع أهمية أن يكون الفرد على أتم الاستعداد للتواصل مباشرة مع هواتف الطوارئ في حال دعت الحاجة إلى ذلك.