خبراء: مبررات غير مقنعة تحرم المملكة عوائد تعدين الثروات

منظر عام لقرية ضانا -(تصوير: محمد أبوغوش)
منظر عام لقرية ضانا -(تصوير: محمد أبوغوش)

رهام زيدان وحلا أبوتايه

 ضانا - يقول الخبير الاقتصاي حسام عايش  إنه "من غير المبرر أن نحرم من ثرواتنا الطبيعية تحت حجج الحفاظ على البيئة، لاسيما أن الأردن بحاجة للبحث عن مصادر طبيعية للطاقة في ظل اعتماده الكبير على الاستيراد من الخارج".اضافة اعلان
ويؤكد عايش "إمكانية العمل بشكل متوزان بين استخراج ثرواتنا الكامنة في الأردن لحاجتنا الاقتصادية الماسة لها، وبين الحفاظ على البيئة، فالقول بضرورة استخراج الثروات الطبيعية لايعني بالضرورة أن نهمل الجانب البيئي".
 وتعتبر محمية ضانا أحد الأقاليم الحيوية الجغرافية الأربعة في المنطقة، وهي إقليم البحر الأبيض المتوسط، الإقليم الإيراني (الطوراني)، وإقليم الصحراء العربية، والإقليم السوداني. ولذلك تعد المحمية أكثر المناطق تنوعاً في الأردن من ناحية الأنظمة البيئية والأنماط النباتية مثل نمط العرعر ونمط البلوط دائم الخضرة ونمط نبت الكثبان الرملية ونمط النبت السوداني..وغيرها، كما تتميز المحمية بأنها موئل ما تبقى من غابات السرو الطبيعية المعمرة.
 مردود سياحي وخدمة المجتمع المحلي
وخلال جولة قامت بها "الغد" في ضانا يؤكد مسؤولون وعاملون أن المحمية توفر 85 فرصة عمل دائمة لأبناء المجتمع المحلي، يعملون في إدارة المحمية والمواقع السياحية المختلفة التي تضمها المحمية، وتشمل بيت الضيافة ومخيم الرمانة ونزل فينان ومشاغل الحرف اليدوية من فضة ونحاس وجلود وشموع، إضافة إلى معامل تجفيف الفواكه والاعشاب الطبية إلى جانب نشاط أدلاء السياحة.
وبحسب تقرير حول نشاطات محمية ضانا أعدته الجمعية الملكية العام الماضي، فقد بلغت قيمة استفادة المجتمع المحلي الاجمالية من المحمية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية ما بين رواتب ومصاريف نحو 544.6 ألف دينار.
كما تستخدم المحمية عمالة مؤقتة بأجور يومية في مواسم السياحة الكثيفة لمساعدة فريق العمل في المحمية والاستعانة بخدمات بعض العائلات لتنفيذ الأعمال وتقديم خدمات لواقع المحمية المختلفة، ويستفيد منها سنويا ما يقارب 200 أسرة، إضافة إلى الاستعانة بالسكان لنقل الزوار والمجموعات السياحية بواسطة وسائل النقل التي يملكها الاشخاص والجمعيات، والعديد من الاعمال الاخرى.
وتم في العام 2010 شمول قرية ضانا بمشروع تطوير السياحة في جنوب الاردن الممول من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID والذي يهتم بتطوير البنية التحتية وترميم بيوت في القرية والارتقاء بمستوى الخدمات السياحية، وفرص تحسين مستوى الدخل لقرية ضانا والقادسية.
كما يقوم المجتمع المحلي بصيانة آليات المحمية والبنية التحتية والمحروقات، كما يتم التعاون مع الجهات الأهلية والفنادق العاملة في السياحة في قرية ضانا في مجال حجوزات الزوار وإقامتهم ودلالتهم، سواء في القرية او في المحمية وتعطى هذه الجهات نسبة من دخل الزوار الذين يتم دخولهم المحمية عن طريقهم.
كما يتم سنويا استضافة العديد من الجهات التربوية والمدارس والمؤسسات سواء لاستعمال مرافق المحمية أو تنفيذ الأنشطة البيئية المختلفة والفعاليات ودعم الأنشطة والمؤتمرات الطلابية ومخيمات الكشافة والمعارض المدرسية والمشاركة مع المؤسسات في كافة المناسبات الوطنية، وكذلك المناسبات الدولية المتعلقة بحماية البيئة والطبيعة.
تقوم المحمية بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني الخيرية والتعاونية والمتخصصة ذات التوجه البيئي والتنموي الراغبة في القيام بتنفيذ أعمال خدمية أو تنموية في أي موقع من مواقع المجتمع المحلي حول المحمية، من خلال تسهيل حصول هذه الجمعيات على تمويل من مصادر التمويل الوطنية والدولية المختفلة.
تأثر من أوضاع المنطقة
السياحة في ضانا نالها العام الحالي ما نال العديد من الوجهات السياحية في المنطقة، نتيجة تراجع الموسم السياحي متأثرا بالاضطرابات التي تشهدها المنطقة.
العاملون في المحمية أشاروا إلى أن عدد الزوار العام الحالي أقل مما كان عليه في الأعوام السابقة، مشيرين إلى أن زوارها كانوا يأتون في مجموعات سياحية تقصد عدة مواقع في المملكة.
وتضم ضانا نحو 92 موقعا أثريا ما بين خرب ومغر وكهوف وكنائس وبلغ مجموع زوارها العام 2010 نحو 50 ألف زائر من مجموعات سياحية ومكاتب وبناء على اتفاقيات للترويج للمحمية، وفقا لمدير المحمية عامر الرفوع.
ويوضح الرفوع أن زوار المحمية ينتمون من عدة جنسيات أهمها الأوروبية وأميركا الجنوبية وآسيا.
وتشمل السياحة في المحمية زيارات نهارية ورحلات المبيت في بيت الضيافة أو نزل فينان أو مخيم الرمانة السياحي.
ويشير الرفوع إلى أن نزل فينان تديره شركة بناء على اتفاقية تنص على الالتزام بمعايير المحمية.
 وفي خصوص تنوع الطبيعة الحيوية فيها بين الباحث البيئي في المحمية مالك العواجي، أنها تضم نحو 7 أنماط نباتية من أصل الأنماط الأربعة المتواجدة في الاردن، إضافة إلى 38 نوعا من الثديات منها ما هو منقرض وآخر مهدد بالانقراض، و217 نوعا من الطيور المقيمة وأخرى المهاجرة.
 العاملون في القطاع السياحي
 الرئيس الأسبق لجمعية السياحة الوافدة عوني قعوار بين أن محمية ضانا نموذج واضح للسياحة البيئية في الأردن والتي تستقطب أعدادا كبيرة من سياح يقضون ليالي طويلة داخل الأردن، حيث تجذبهم اسراب الطيور وحركتها داخل المحميات بالاضافة الى مشاهدة الحيوانات البرية، فضلا على أنها تصنف ضمن نمط سياحة المغامرة.
 ويؤكد قعوار أن السياحة البيئية تعتبر من أهم أنماط السياحة في الأردن، حيث تتوفر إلى جانب محمية ضانا سبع محميات طبيعية تتوفر فيها كافة المقومات التي تحفز السياحة البيئية في المملكة.
وبين قعوار أهمية وجود محميات طبيعية كضانا للمجتمع المحلي حيث إنها تشغل أعدادا كبيرة من أبناء المنطقة، فهي تحفز الحرف التقليدية التي يقوم بها أبناء المجتمع المحلي.
وتعرف السياحة البيئية بأنها عملية تعلم وثقافة وتربية بمكونات البيئة، وبذلك فهي وسيلة لتعريف السياح بالبيئة والانخراط بها.
وتهدف مشاريع السياحة البيئية إلى إدماج المجتمع المحلي في دورة إنتاج عبر مشاريع مقترحة، تكون رفيقة بالبيئة من جهة، وتدر دخلا للسكان من جهة أخرى،.
بدوره، يؤكد أستاذ التسويق السياحي في جامعة العلوم التطبيقة الدكتور أسعد أبو رمان، أن محمية ضانا تسوق بشكل جيد من خلال هيئة تنشيط السياحة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وهي نموذج واضح للسياحة البيئية في المملكة.
غير أن أبو رمان يشير إلى أن المكاتب السياحية لا تسوق المحميات الطبيعية في الأردن، لاسيما ضانا رغم المقومات الطبيعية الساحرة التي تمتلكها المحمية.
ويبين أبو رمان أن آخر التقارير الصادرة عن الوكالة الاميركية للتنمية الدولية تؤكد أن سلطنة عمان تعتبر القبلة الاولى للسياح وخصوصا الفرنسيين مشيرا إلى أنها تعتبر المقصد الأول للسياح القادمين بهدف الاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
ويوجد في الأردن العديد من المحميات الطبيعة بالإضافة إلى محمية ضانا وهي محمية الموجب الطبيعي والازرق والشومري وعجلون ودبين إضافة إلى 5 محميات قيد الانشاء، منها محمية اليرموك التي اعلنت حديثا إضافة إلى كل من قطر وفيفا ومسعودة ورحمة، أما محميتا رم والاحياء البحرية فهما تابعتان لسلطة العقبة الاقتصادية الخاصة.

[email protected]
[email protected]