خبير يحذر من كارثة بيئية جراء تدفق مياه الصرف الصحي في الغويرية

حسان التميمي

الزرقاء - حذر عميد كلية الموارد الطبيعة والبيئة في الجامعة الهاشمية الدكتور أحمد الملاعبة من حدوث كارثة بيئية وصحية وأمنية بسبب استمرار تدفق مياه الصرف الصحي إلى أزقة وشوارع حي الأمير عبدالله (الغويرية).اضافة اعلان
وقال الملاعبة إن منطقة الغويرية وبعض المناطق المنخفضة الأخرى في المدينة تعاني من فيضان المجاري وهو "أخطر أنواع الفيضانات لأن المياه العادمة تحمل فيروسات تؤدي لأمراض فتاكة كالطاعون والكوليرا".
ولفت إلى أن الغازات المنبعثة من مياه المجاري تحمل 10 أنواع من الغازات الرئيسية وزهاء 80 نوعا فرعيا وإن تفاعل هده الغازات داخل الأرض قد يسبب اشتعالها وانفجارها فيما يعرف بـ"انفجار البينجو"، إضافة إلى أن هده الغازات وأبرزها الميثان والكبريت تتسبب أيضا بخلل في وظائف الكلى والدماغ بسبب نقص الأكسجين.
ودعا الملاعبة إلى إنشاء "خلية إنقاذ" على مستوى المحافظة تضم مؤسسات رسمية معنية وهيئات أكاديمية متخصصة لوضع حلول سريعة وناجعة للمشكلة، إضافة إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق المسؤولين المتقاعسين عن التعامل مع حجم وتأثير المشكلة.
وأرجع المشكلة إلى عيوب في تصميم شبكة الصرف الصحي بحيث لم يراع مصمموها السعة الاستيعابية  والزيادة السكانية.
وقال إن منطقة الغويرية شهدت في العام 2007 حادثة إغراق 40 منزلا بمياه المجاري وهي "حادثة موثقة لدى سلطة المياه"، وإن بعض الأسر اضطرت إلى ترك منازلها تماما بالنظر إلى حجم الضرر الذي تعرضت له أو خوفا من تكرار الفيضان.
وبين أن هذه الحادثة معرضة للتكرار بسبب غياب إجراءات السلامة العامة في الشبكة وأبسطها وضع ردادات للمياه، وأن العناية الإلهية حالت دون وقوع كارثة لدى دهم المياه لهذه المنازل بسبب تصميم الشبكة الكهربائية في المنازل ووجود الأباريز الكهربائية على ارتفاع متر.
وكانت "الغد" نشرت أمس تقريرا عن اضطرار عائلات من سكان حي "الغويرية" إلى مغادرة مدينة الزرقاء إلى قراهم أو منازل أقربائهم هربا من مياه المجاري التي غمرت شوارعه وأزقته طوال أسابيع متتالية حارمة إياهم من "فرحة العيد".
وأشار سكان إلى استمرار المشكلة حتى يوم أمس لاسيما في شوارع "الجزائر والملك غازي، وأبي بكر الصديق".
 وبينوا أن الشكاوى التي تقدموا بها إلى الجهات المعنية في المحافظة من أجل وقف المياه العادمة لم تثمر عن شيء سوى وعود متكررة ما اضطرهم إلى طمر الحفر بالأتربة أو استخدام مياه الشرب "الشحيحة أصلا لشطف الأزقة والشوارع إلا أنها لم تجد نفعا بسبب غزارة المياه العادمة.
ويهدد تكرار فيضان مناهل الصرف الصحي في الزرقاء بكارثة بيئية بسبب تدفق كميات كبيرة من المياه العادمة إلى الشوارع والأحياء لتشكل برك مياه آسنة تنبعث منها الروائح الكريهة وتنتشر حولها الحشرات والقوارض وفقا لمواطنين.
ويؤكد المواطنون أن المياه العادمة غمرت خلال الأسابيع الماضية أجزاء من شوارع وأزقة في مناطق عديدة في المحافظة.
وينتقد العديد من المواطنين غياب الخطوات العملية حتى الآن، لافتين إلى أن المياه الآسنة تشكل خطورة و"مأساة بيئية" لسكان المناطق التي تشهد تكرار التدفق بالإضافة للروائح الكريهة المنبعثة منها وانتشار الحشرات والقوارض بشكل كبير.
وأكد سكان أن مشكلة فيضان منهل الصرف الصحي مشكلة تعاني منها العديد من مناطق المحافظة منذ سنوات، مشيرين إلى أن الجهات المعنية تعمل "متأخرة" على تصريف المياه العادمة ولكن بدون حل جذري للمشكلة.