
أيمن أبو حجلة
عمان – تعرض المنتخب الوطني لكرة السلة أمس لخسارة ثقيلة أمام نظيره الفرنسي بنتيجة 64-103 (النصف الأول 33-50)، على ملعب مركز خليج شينجن الرياضي، ليفقد الأمل في التأهل إلى الدور الثاني من بطولة كأس العالم 2019 التي تقام في الصين حتى الخامس عشر من الشهر الحالي.
وبهذه الخسارة، يتذيل المنتخب المنتخب الوطني ترتيب المجموعة السابعة برصيد نقطتين من خسارتين، بفارق النقاط المسجلة وراء المنتخب الألماني الذي بدوره فشل في بوغ الدور الثاني أيضا، بخسارته المفاجئة أمس أمام المنتخب الدومينيكاني بنتيجة 68-70.
وبلغ المنتخبان الفرنسي والدومينيكاني الدور الثاني، قبل لقائهما المرتقب في الساعة الثالثة والنصف عصر غد بتوقيت الأردن، فيما يلعب المنتخب الوطني أمام نظيره الألماني في الساعة الحادية عشرة والنصف ظهر غد أيضا، وذلك قبل الانتقال إلى مدينة شنغهاي لخوض منافسات تحديد المراكز من 17 إلى 32 حيث سيخوض كل منهما مباراتين أمام ثالث ورابع المجموعة الثامنة، وهما كندا والسنغال.
وكان المنتخب الوطني قد خسر مباراته الأولى يوم الأحد امام المنتخب الدومينيكاني بنتيجة 76-80، فيما فازت فرنسا على ألمانيا بنتيجة 78-74.
وتمكن المنتخب الوطني من مجاراة منافسه المرشح للمنافسة على اللقب أمس حتى منتصف الربع الثاني، ليسيطر الفرنسيون بعدها على المجريات، مستفيدين من فارق الخبرة والقدرات الفردية.
الأردن 64 فرنسا 103
بعد أدائه الجيد امام الدومينيكان، حل محمود عابدين مكان فريدي ابراهيم في التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني في مركز صناعة الألعاب، بمساندة من دار تاكر، وتحرك موسى العوضي خارج القوس كلاعب “سمول فوروورد”، فيما تلقى لاعب الاتركاز أحمد الدويري المساندة من زيد عباس تحت السلتين.
في المقابل، غاب المخضرم نيكولا باتوم عن تشكيلة الفرنسي ولم يلعب أي دقيقة في اللقاء، فتكونت تشكيلة الفريق من الخماسي فرانك نتيليكينا وأكسل توبان وإيفان فورنييه وأماث مبايي ورودي غوبير.

وكما كان متوقعا، عانى المنتخب الوطني منذ البداية، لإيصال الكرة إلى نجم الارتكاز الدويري الذي سجل وحده 34 نقطة امام الدومينيكان، وذلك في وجود العملاق غوبير الذي اختير في الموسم الماضي كأفضل مدافع في دوري كرة السلة الأميركي (NBA).
لكن ذلك لم يمنع “صقور النشامى” من مجاراة الفرنسيين في الربع الأول، فتقدم المنتخب 5-4 بعد ثلاثية من عابدين التي رد عليها فورنييه، ووصل الدويري السلة، قبل أن يسجل الفرنسي نتيليكينا ثلاثيتين متتاليتين ليتقدم فريقه 15-11.
واستعاد زيد عباس حاسة التسجيل التي غابت عنه في المباراة الأولى، بيد أن سلاح الثلاثيات المفتوحة برز بشكل لافت لدى الخصم من قبل توبان الذي رد عابدين على ثلاثيته الأولى، وأحرز الفرنسي البديل لويس ليبيري سلتين متتاليتين، (25-14)، قبل أن يظهر تاكر برميتين ناجحتين وسلة أخرى، فانتهى الربع الأول بتقدم فرنسا بفارق 7 نقاط (25-18).
الربع الثاني شهد مشاركة أحمد حمارشة ومحمد شاهر وفريدي ابراهيم وجوردان الدسوقي، وسجل عباس من خارج القوس، وأصاب شاهر السلة من مسافة متوسطة، فظلت النتيجة متقاربة للغاية، حتى وصل إلى نقطتين بعد ثلاثية العوضي (33-31)، وهي التي رد عليها أندرو ألبيسي بمثلها، بيد أن المنتخب الوطني لم يسجل أي نقطة في الدقائق الثلاث الأخيرة من الربع، مع تفوق واضح لغوبير على حساب الدويري تحت السلة، ليسجل من “دنكين” ساحقين، قبل أن ينجح مبايي التصويب مرتين من خارج القوس، ليواصل الفرنسيون تفوقهم بنهاية النصف الأول بفارق 17 نقطة (33-50)، في ظل تسرع ألعاب المنتخب الوطني، وعدم استغلاله وقت الهجمة لإبقاء النتيجة متقاربة قدر الإمكان.
لم يتبدل الحال مع بداية الربع الثاني، وبدا الإحباط ظاهرا على محيى لاعبي المنتخب الوطني، وبرز زيد عباس بسلة ورمية إضافية، وسجل فريدي ثلاثية (39-62)، ودخل يوسف أبو وزنة إلى تشكيلة “الصقور” وكاد الفارق يتسع أكثر لولا نجاح تاكر في التصويب من خارج القوس مرتين متتاليتين، ففرض المنتخب الفرنسي تفوقه بنهاية الربع الثالث بنتيجة 50-78.
وأراح مدرب المنتخب الوطني فنسان كوليه لاعبيه الأساسيين في الربع الأخير، لكن ذلك لم يمنع فريقه من توسيع الفارق، بعدما برع ناندو دي كولو في إمداد زملائه بالكرات الحاسمة إضافة إلى التصويب من خارج القوس، وخرج عابدين بالأخطاء الشخصية الخمسة، وبرز فريدي وحده بتصويباته الثلاثية، كما شهدت الدقائق الثلاث الأخيرة مشاركة أمين أبو حواس وأحمد عبيد، لتنتهي المباراة لمصلحة الفرنسيين بفارق 39 نقطة (103-64).
واقترب دي كولو من الـ”دبل دبل” بعدما سجل 19 نقطة أضافها إلى 8 تمريرات حاسمة، وتعملق غوبير بتسجيله 16 نقطة و13 متابعة في 22:11 دقيقة فقط، كما برز من صفوف المنتخب الفرنسي أيضا كل من فورنييه (13 نقطة) ونتيليكينا (12 نقطة و5 متابعات و5 تمريرات حاسمة و3 سرقات).
أما في صفوف المنتخب الوطني، فكان تاكر أفضل مسجلي الفريق برصيد 20 نقطة، وأضاف عباس 12 نقطة و7 تمريرات حاسمة.
“جوي” فخور رغم الخسارة الثقيلة
وفي المؤتمر الصحفي الذي أقيم بعد انتهاء المباراة، أكد مدرب المنتخب الوطني جوي ستايبينغ فخره بأداء لاعبيه خلال المباراة، مبينا أن الفوارق الفردية والمهارية بين الفريقين، جعلت الفرق الكبير منطقيا.
وقال “جوي”: “دعونا نثني على أداء فرنسا، لديها فريق جيد حقا، يملكون كل القطع التي يحتاجونها للفوز على هذا المستوى، لديهم البنية الجسدية الجيدة، صانعو ألعاب جيدون، ولاعبون يصوبون بشكل رائع من خارج القوس وداخله، تمكنا من البقاء في المباراة في وقت مبكر لأننا نجحنا في بعض التصويبات من خارج القوس، لكن مع مرور الوقت فشلنا في هذه التصويبات، وكان بوسعهم متابعة الكرة هجوميا والانتقال بسلاسة من الدفاع الى الهجوم، كنت فخورا من أدائنا الليلة، أعتقد أننا لعبنا بجد لكنهم ببساطة تفوقوا علينا”.
من جهته، قال فريدي ابراهيم: “أعتقد أننا بدأنا المباراة بقوة، امتلكنا الطاقة وخطة لعب دفاعية وهجومية جيدة، أبقينا النتيجة متقاربة من خلال الثلاثيات في النصف الأول لكنهم انطلقوا بعدها، إنهم فريق عظيم يقومون بتصويبات صعبة ويتناقلون الكرة جيدا وهم يتمتعون بالخبرة، يجب أن تمنح الثناء لمن يستحقه”.
في الناحية المقابلة، أكد مدرب المنتخب الفرنسي فنسان كوليه، أن أخذ الأمور على محمل الجد جعل فريقه يتفوق بفارق مريح بنهاية اللقاء، وقال: “كنا جديين، الأمور كانت صعبة قليلا لأن بإمكان الأردن اللعب بشكل جيد، قاموا بمحاولات تصويب صعبة، لكننا تمتعنا بالحدة والاستمرارية، وأخيرا تمكن من الانطلاق بنهاية الربع الثاني، وبعد ذلك واصلنا المضي قدما، تمكنت من منح الجميع بعض الدقائق، لذلك كان أمرا جيدا أن نحافظ على تناغمنا”.
أما نجم ارتكاز المنتخب الفرنسي رودي غوبير فقال: “أعتقد انها مباراة جيدة بالنسبة إلينا، احتفظنا بتركيزنا خلال اللقاء، تعرضنا لنكسة بسيطة في الربع الثاني، لكننا استعدنا تركيزنا سريعا، قمنا بعمل رائع من خلال التواصل، واستخدمنا ذلك للفوز والظهور بشكل أفضل كفريق”.