خشية الآثار الجانبية أبرز أسباب العزوف عن التطعيم

محمود الطراونة

عمان - عزت نتائج دراسة محلية أجرتها مجموعة من الباحثين وستنشر قريبا، ابرز اسباب عزوف كثير من الأردنيين عن تلقي لقاحات كورونا، الى الخشية من الآثار الجانبية المستقبلية للقاحات، وانتشار الأخبار السلبية حول فعالية اللقاحات، وعدم الثقة في مصنعي اللقاحات، بالاضافة الى ضعف الثقة في المصادر الإعلامية واضطراب المعلومات حول اللقاحات.

اضافة اعلان


وقال الدكتور حمود عليمات الأستاذ في معهد الدوحة للدراسات العليا والمشرف على الدراسة لـ "الغد" إن الدراسة اشارت الى أنه نتج عن تضارب المعلومات حول كورونا تشويش في تفكير الناس، واضطراب في استجابتهم للتوجيهات الصحية لمواجهة خطر الإصابة بالمرض، ما أدى الى رفض وعزوف كبير عن تلقي اللقاحات في معظم دول العالم ومن مختلف المستويات الاجتماعية والتعليمية.


وتابع: لذلك سعت هذه الدراسة الى البحث في مصادر المعلومات عن كورنا وعن اللقاحات، والعوامل المرتبطة بالعزوف عن تلقي لقاح كورنا، واستخدمت الدراسة استبيانا صمم بالرجوع للأدبيات العلمية السابقة، واستشارة الخبراء، فضلا عن استطلاع قصير لتوقعات المستجيبين حول عوامل العزوف.


وتضمن الاستبيان عدة محاور حول (الخصائص، ومصادر المعلومات حول كورونا واللقاحات وكذلك أسباب وعوامل العزوف عن تلقي اللقاحات)، فيما كانت عينة الدراسة متاحة من مواطنين أردنيين عازفين عن تلقي اللقاح، وبعدد 212.


واوضح عليمات ان النتائج تشير إلى أن حوالي ثلثي افراد العينة يتلقون معلوماتهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ثم الإذاعة والتلفزيون، وجاء المختصون في الطب والصحة في المرتبة الثالثة.


ويتضح من النتائج اهتزاز ثقة المشاركين في الدراسة بمصادر المعلومات، فيما كانت ابرز عوامل العزوف هي: الخشية من الآثار الجانبية المستقبلية للقاحات، وانتشار الأخبار السلبية حول فعالية اللقاحات، وعدم الثقة في مصنعي اللقاحات، وضعف الثقة في المصادر الإعلامية واضطراب المعلومات حول اللقاحات.


وتبين وجود فروق مهمة، سواء في مصادر المعلومات، او في عوامل العزوف، تعزى للمتغيرات النوعية لأفراد العينة، بينما قدمت الدراسة مقترحات لما ينبغي عمله في حالة انتشار التضارب والغموض في المعلومات.


وأظهرت الدراسة، وفقا لعليمات، وجود اختلاف بين الذكور والإناث في عدم القدرة على اختيار نوع اللقاح المطلوب للشخص، وتعتبر الفترة التي تم فيها اكتشاف اللقاح غير كافية لضمان فعاليته، فيما توجد علاقة بين الحالة الاجتماعية وكل من نشر الإشاعات عن اللقاحات (في مختلف وسائل الإعلام والتواصل) بمعدل إجابة أعلى للمتزوجين مقارنة بالعزاب، والتشجيع على أخذ اللقاح لأسباب تجارية، حيث تم العثور على اللقاحات لتحقيق أهداف تجارية ومالية بحتة، والوباء جزء من خطة لفرض سيطرة الدول الصناعية على العالم.


وتشير خلاصة النتائج إلى أن هناك حاجة إلى معايير عالية من الممارسات الأخلاقية والعلمية في أبحاث لقاح كورونا، بما في ذلك تزويد المشاركين المحتملين بمعلومات كاملة ودقيقة، وضمان المشاركة الخالية من الإكراه، وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والوصم.

وقد يكون الاهتمام باحتياجات الفئات المهمشة ومعالجة العوامل النفسية والاجتماعية، بما في ذلك وصمة العار وانعدام الثقة في الصحة العامة، أمرًا مهمًا أيضًا لتطوير لقاح COVID-19 والاستفادة منه في المستقبل، إضافة الى أهمية التخفيف من تضارب المعلومات والبيانات ومن مصادر طبية وعلمية ورسمية.


واضاف: "هذا التضارب يؤدي الى تشتت أفكار الناس وصعوبة اتخاذ القرار الصحيح بخصوص الوباء واللقاح، ما يجعل الناس عرضة للإشاعات والخرافات التي أحاطت بجائحة كورونا، ولذا من الأهمية بمكان أن تولي الدول أمر بناء الثقة في العلم والمختصين عناية فائقة، وان تتولى تنظيم عملية نشر المعلومات والبيانات الصحيحة عن المرض، وألا تتعدد وتتضارب مصادر المعلومات عن الوباء وتبعاته، وخاصة من المختصين والعاملين في مجال الصحة".

بدوره، قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الاوبئة الدكتور مهند النسور إن الأردن يحتاج فعلا الى دراسة علمية لمعرفة إحجام الكثيرين عن المطاعيم.


وأكد النسور ضرورة سؤال الناس عن سبب العزوف، وهل يمكن ان يكون إيمان البعض بـ"نظرية المؤامرة" سببا، أم لأن التثقيف الصحي لا يصل إلى كثير من الشرائح المجتمعية، وما أسباب هذا التردد الحاصل.

واشار إلى "أننا بدأنا نلمس تراجعا من قبل اللاجئين والوافدين لتلقي المطاعيم، والتي قد يكون من أسبابها الخوف من الملاحقات القانونية".


وبين ان الدراسة العلمية وحدها يمكن أن تحسم هذه الإجابات، مطمئنا الآباء والامهات على فعالية المطعوم لحماية ابنائهم، ولافتا الى ان التوعية موجودة لكنها غير كافية.


من جانبه قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور بسام الحجاوي لـ"الغد" ان هناك أناسا ما زالوا مناهضين للتطعيم، رغم ان الوفيات قليلة والتفشي في أدنى مستواه، فيما يعتقد المواطنون ان الجائحة في نهايتها، فضلا عن عزوف من اصيب معتقدا أنه بمأمن.


وبين ان الحل يكمن في إقبال الناس على المطاعيم، إذ أثبتت الدراسات عدم وجود مضاعفات تذكر فيما يحمي المطعوم الجهاز التنفسي العلوي، وهو فايروس خطير حيث يتعرض غير متلقي المطعوم لعدوى شديدة في أغلب الأوقات.


وتابع الحجاوي: "وفرت الدولة المطعوم، وهناك فرق جوالة على المحافظات كافة تسعى للوصول الى اكبر عدد من كبار السن"، مشددا على ان "من يقل إن الحالات في تزايد يستند الى حديث غير علمي".


واضاف: "مررنا بصيف آمن وفتحنا جميع القطاعات، وعلينا التعايش مع الوباء، لكن لا بد ان يلتزم المواطن بالإجراءات الاحترازية حتى يمر فصل الشتاء".

وبحسب حجاوي، فإن على الجهات المعنية "تكثيف الجهود لدراسة حاجة الاطفال من الحصول على المطاعيم في المرحلة الراهنة، والتي اعتمدتها غالبية الدول العربية المجاورة والاوروبية والاميركية، التي بدأت بمنح المطاعيم للأعمار التي تتراوح اعمارها بين 5- 12 عاما، الامر الذي يدلل على مأمونية اللقاح، والذي يقي من الاصابة بنسبة 95 %".


وكانت الحكومة بدأت إجراءات تحفيزية دخلت حيز التنفيذ للساهمة في تشجيع المواطنين على الاقبال على المطعوم وصولا إلى شتاء آمن، ولتخطي هذه الأزمة التي تعتبر مسؤولية مجتمعية تشمل سائر افراد المجتمع.

وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري أكد أن نسبة الاقبال على تلقي المطعوم ما تزال متدنية وخصوصا في المحافظات.

إقرأ المزيد :