خطاب ولي العهد: وجه الأردن الشاب

باعتلاء ولي العهد، الأمير الشاب، منبرًا من أهم المنابر الدولية كمنبر هيئة الأمم المتحدة، وإلقائه خطابًا أمام زعماء ورؤساء دول العالم، أعطى الأردن الشباب دفعة إلى الأمام، ليعبروا عن نظرتهم للمستقبل، وعن قضاياهم التي يعتبرونها مصيرية.اضافة اعلان
وتكمن أهمية إلقاء الأمير الشاب، خطاب الأردن خلال اجتماعات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه يُراد منه تقديم الأردن بوجه شاب، وتوجيه رسالة للعالم أجمع بأن الشباب يحملون أفكارا ورؤى وخططا وطموحات وآمال يجب الإنصات إليها جيدًا.
فالأمير الحسين تطرق إلى إفرازات وقضايا المنطقة، التي أفقدت جيل الشباب آمالا وطموحات كان من الممكن أن تؤدي إلى استقرار وعدم انتشار الإرهاب والتطرف والفوضى والغوغاء، بلغة أخرى غير اللغة التي اعتدنا عليها واعتاد العالم عليها، ومن زاوية أخرى غير تلك الزوايا التي كانت تتمحور معظمها حول مصطلحات الشجب والتنديد والاستنكار.
ولي العهد الشاب، خاطب زعماء ورؤساء الدول الذين لطالما اعتلوا منبر هيئة الأمم المتحدة، بلغة الشباب الطموح المفكر، الذي لديه أفكار وخطط لمستقبل أفضل يخدم البشرية جمعاء، ولم يخاطبهم بلغة السياسة التي اعتاد عليها العالم.
وما كان بارزا وملفتا للنظر في خطاب الحسين، هو تقديمه للعالم الجانب الإنساني للقضايا السياسية والأمنية، التي عانت منها دول المنطقة والتي مضى على بعضها أعوام كثيرة.. قدمها من منطلق يتفق مع مصالح ومستقبل الجيل القادم، لا من منطلق مصالح الدول الآنية، التي يقف ضدها كل إنسان يحب السلام والتسامح وقبول الآخر.
إن الشباب العربي بشكل خاص، ورغم ما يعانيه من إحباط وفقدان الأمل، إلا أن اعتلاء الأمير الشاب لمنبر أكبر الهيئات الأممية، يحمل نفس أفكارهم وطموحاتهم وآمالهم، وبنفس الوقت نفس آلامهم وأوجاعهم، يعطيهم بصيص أمل وفرصا للإقدام على الحياة بروح أكثر تفاؤلية، ويبعث برسالة مفادها أن باستطاعة الشباب فعل أشياء عجز عنها الكثير.
ولي العهد وضع زعماء العالم في مواجهة سؤال صعب حول إنسانيتهم وإجراءاتهم لمساعدة البلدان المستضيفة للاجئين السوريين، ومنها الأردن، وخصوصًا أن العالم أنفق العام الماضي ما يُقرب من الـ1.7 تريليون دولار أميركي على الأسلحة، في الوقت الذي لا تستطيع فيه توفير 1.7 مليار دولار كاحتياجات أساسية للاجئين والدول المستضيفة لهم.
وقبل ذلك عندما قال للعالم "إن الرسالة الموجهة إلى شباب الأردن ومنطقتنا واضحة: ليس هناك نقص في الأموال لمحاربة الشر، ولكن الرغبة في مكافأة الفضيلة تكاد تكون غائبة".
خطاب الأمير الشاب كان قويًا بليغًا، بلغة ثانية وبطريقة غير متعارف ومعتاد عليها، أرسل من خلاله إشارة إلى البشرية جمعاء بأن تعمل على تمكين الشباب ومساعدتهم في بناء السلام وحل النزاعات والصراعات، التي عانى منها الملايين.