خفقان القلب لا يعني مرضا محددا وإنما قد يؤشر على مرض

خفقان القلب لا يعني مرضا محددا وإنما قد يؤشر على مرض
خفقان القلب لا يعني مرضا محددا وإنما قد يؤشر على مرض

 وفاء أبوطه

   عمان- تتعدد الاسباب التي تؤدي إلى خفقان القلب, فقد يحدث كإشارة لمرض في القلب, وقد يكون أول مظاهر الاصابة بأمراض أخرى لا علاقة لها بالقلب مثل امراض الغدة الدرقية. وقد يحدث لأسباب أخرى ليست خطيرة عقب القيام بجهد عنيف، أو في حالات الانفعال الشديد، أو عند التعرض لخوف مفاجئ.

اضافة اعلان

   فالخفقان لا يعني مرضا محددا, وانما قد يكون اشارة للمرض أو اصابة به, لذا ينبغي مراجعة الطبيب, اذا تكررت الحالة.

   وبحسب اختصاصي الامراض القلبية د.حيدر الفرح, يعتمد خطورة الخفقان على وجود مرض عضوي عند الشخص, فاذا لم يثبت أي مرض لا يوجد خطورة على حياة المريض.

   ويقول د.الفرح "يتم التعامل مع المريض بفحصه سريريا وملاحظة الوضع الديناميكي للقلب والجهاز الدوري, واذا ما كان يشعر بالخفقان اثناء الفحص أم لا".

   ويقوم الطبيب باستجواب المريض بشكل دقيق حول الأعراض التي يشكو منها، محدداً شدتها وخواصها وزمن ظهورها وطريقة انتهائها وأموراً أخرى تتعلق بالأمراض القلبية.

   ويعرف الاطباء خفقان القلب بأنه زيادة في سرعة نبضات القلب, ما يؤدي إلى إتساع الشرايين الطرفية وارتفاع درجة الحرارة وانخفاض في ضغط الدم.

   وأكثر أنواع الخفقان شيوعا هو حدوث ضربات قلب سريعة, يعقب ذلك فترة سكون قصيرة، يشعر فيها المرء وكأن قلبه قد توقف، ثم يعود القلب لضرباته العادية. ويحس المرء حينئذ برفة في القلب، وكأنه شعور الإنسان عندما يهوي من مكان عال، أو حين يهبط به المصعد فجأة وبسرعة.

   ويؤكد د.الفرح بأن الشعور بهذه الضربات المبكرة لا يعني بالضرورة وجود مرض في القلب, وكثيرا ما تحدث عند الإفراط في تناول القهوة والشاي، أو بعد الإكثار من التدخين.

   أما اذا تبين بعد الفحص وجود حالة مرضية أدت للخفقان فقد تكون ناتجة عن اضطراب في نظم القلب، كحدوث تسرع في القلب، فتزيد ضربات القلب فوق 100 ضربة في الدقيقة.

   ويشخص سبب الخفقان بتخطيط القلب الكهربائي ECG وتسجيل ضربات القلب لمدة 24 ساعة بواسطة جهاز تسجيل خاص يحمله المريض في بيته أو عمله, كما ينبغي إجراء فحص دم خاص للتأكد من عدم وجود مرض في الغدة الدرقية.

   ومن الأسباب المرضية التي تؤدي إلى الخفقان وجود رجفان اذيني حاد متسارع او مزمن, ووجود تسارع في ضربات القلب فوق بطيني المصدر, وهذا شائع جدا وقد يستغرق دقائق قليلة او ساعات.

وقد يكون التسارع بطينيا, أو بسبب اعتلال عضلة القلب, أو وجود امراض جهازية أخرى خارج القلب مثل فرط افراز الغدة الدرقية ولب الغدة الكظرية.

   وحول الأسباب غير القلبية للخفقان يقول اختصاصي أمراض القلب د.زهير شاهين "يمكن للإنسان أن يشعر بالخفقان دون وجود أي اضطراب في نظم القلب, ويكون تخطيط القلب أثناء النوب طبيعياً في هذه الحالات".

   وقد يكون الخفقان ناتجاً عن افراز كمية كبيرة من مادة الأدرينالين في الجسم (كما هو الحال بعد المجهود العضلي أو الضغط النفسي المفاجئ، مثلاً).

   وتعتبر أهم الأسباب غير القلبية للخفقان، آفات الغدة الدرقية والتوتر النفسي الناتج عن ضغوط العمل, وكلا هاتين الحالتين تؤديان إلى حدوث تسرع القلب الجيبي.

   ويضيف د. شاهين: تساهم أعباء العمل الكثيرة المرافقة للتوتر النفسي في حدوث الخفقان, وقد أثبتت العديد من الدراسات ذلك. وأفاد باحثون من جامعة ماستريخت بهولندا مؤخرا، بأن الأشخاص الذين يشتغلون أثناء الليل يواجهون احتمالات الإصابة بخفقان القلب.

   ورجح الباحثون أن يكون مرد ذلك إلى تعرض هؤلاء العاملين لضغوط مزمنة نابعة من طبيعة التوزيع الزمني لعملهم. وخلص العلماء إلى هذه التوقعات بناء على مقارنة لحالات مستخدَمين يقوم عملهم على أوقات مداومة مختلفة، ومن بينها الليل، وآخرين يمارسون عملهم في أوقات النهار الاعتيادية .

   وتوصل العلماء إلى أن احتمالات الإصابة باضطراب خفقان القلب تصل إلى الضِّعف لدى العاملين في الليل, وقالوا إن ذلك ربما يكون ناجما عن تعرضهم إلى "ضغط مزمن" من جراء التقسيم الزمني لعملهم.

ويقول العلماء إن اضطراب خفقان القلب قد يكون مؤشرا على أن المرء ستتكون لديه مشاكل قلب أكثر خطورة.

   وكانت دراسات سابقة قد أفضت إلى الاعتقاد بأن من يعملون أثناء الليل يواجهون احتمالا متزايدا للإصابة بأمراض القلب نتيجة لاختلال وتيرة العمل أثناء فترات اليوم، وأيضا التغيرات الطارئة على سلوكاتهم.

   وللوقاية من خفقان القلب الناتج عن الضغوط النفسية ينصح الاطباء بالراحة التامة بعد العمل, ومحاولة عدم التفكير بمشاكله بعد الدوام, ويفضل القيام بجلسات استرخاء, وتدليك, وممارسة رياضة محببة للشخص, والابتعاد عن الانفعالات, وعدم الاكثار من القهوة والشاي والدخان.